من يتأمل المشهد السياسى المصرى قبل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية التى ستنطلق هذا الاسبوع يشعر بالرعب والخوف.. من المستقبل.. والنتيجة النهائية لهذا المشهد أن القوى السياسية بمختلف أطيافها من تيارات إسلامية وليبرالية ويسارية خارج نطاق الخدمة.. فهذه القوى التى تخوض الانتخابات تحت غطاء حزبى أو على المقاعد الفردية فشلت فشلا ذريعا فى احتواء الشارع السياسى والدليل انها لم تتوحد على كلمة سواء.. وما حدث ويحدث فى ميدان التحرير وفى ميادين المحافظات خير دليل على أن هذه القوى والتيارات والاحزاب لا يهمها سوى الحصول على جزء من الكعكة.. الكعكة هنا هى الوطن.. فالكل ينهش فيه.. والكل لا يعرف معاناة المواطن الاقتصادية والاجتماعية ولا ظروفة التى تدهورت.. هؤلاء لا يشعرون جميعاً أنهم أدخلوا مصر غرفة الانعاش وهى بين الحياة والموت.. لأن مصالحهم الشخصية غلبت على المصالح العليا للوطن.. وإذا كان المجلس العسكرى الذى يدير شئون البلاد فى هذه المرحلة قد تحمل فوق طاقة البشر.. إلا أن هؤلاء المغامرين الفاشلين فى القوى السياسية بكل ألوان الطيف لا يشعرون بان المواطن المصرى قد لفظهم جميعاً.. وأن الناس فى القرى والكفور والنجوع وفى العشوائيات والأحياء الشعبية وفى المدن غير راضين عن هذه القوى.. فمصر لا تستحق هؤلاء الذين يمزقونها ويقطعون فى لحمها.. ومن أفضل التعبيرات التى سمعتها من مواطن بسيط «اننا فى ثورة 25 يناير أسقطنا الفاسدين من رءوس النظام السابق.. ليأتى إلينا الآن الفاشلون الذين لم يتفقون على كلمة سواء لصالح هذا الوطن.. ومع إصرار المجلس العسكرى على اجراء الانتخابات والانتقال بالسلطة سيزحف المصريون لصناديق الانتخابات ليس عن قناعة بالمرشحين ولكن للخروج من المأزق الذى وضعتنا فيه كل القوى السياسية..ولذلك فإن نتائج الانتخابات ومن سيحصل على الأغلبية أو الاقلية فى نظر المواطن نتيجة نسمعها فى نتائج الامتحانات العامة «لم ينجح أحد».. ولك الله يا مصر!!