المرشح الجمهورى القديم رون بول - 76 عاما - يحظى بنسبة تأييد منخفضة وفقا لاستطلاعات الرأى لا تتعدى ال 10% فى سباق رئاسة الحزب، ومن غير المتوقع أن يفوز فى الانتخابات، لكنه رغم ذلك مثير للمشاكل، ولاشك أن الانتخابات بدونه تكون أكثر كآبة ومللاً، والمرشحون الآخرون يحسدونه على الحماس الشديد الذى يقابل به فى التجمعات الانتخابية من قبل مؤيديه، والمعروف عن بول أنه سياسى مستفز يكسر كل القواعد حتى فى العلاقة مع إسرائيل فهو يعارض بلا كلل المساعدات الأمريكية للدول الأجنبية والحليفة وفى مقدمتها إسرائيل. وفى مقابلة أجريت معه الشهر الماضى مع (فوكس نيوز) تحدث عن إسرائيل وقال:(ليس من مصلحة إسرائيل أن تكون مرتبطة بنا بهذا الشكل. إنهم يتنازلون بذلك عن سيادتهم، ونحن نقول لهم ما يجب فعله. اتركوهم يسوون خلافاتهم بدون المال الأمريكى. فكروا فى الدولارات التى تنفقونها فى محاولة لشراء السلام). وفى المقابل نجد أن رون بول مستبعد من قبل الائتلاف اليهودى الجمهورى الذى يعبر دائماً عن رأيه فى هذا المرشح الجمهورى أو ذاك. ويقول نوح سيلفرمان المسئول عن علاقة الائتلاف بالكونجرس إننا نرفض دعوته لقطع العلاقات الأمنية مع إسرائيل، وليس فقط اليهود الجمهوريون هم الذين يرفضون مثل هذه الدعوة، ولكن أيضاً غالبية أعضاء الكونجرس من الحزبين. ورغم استبعاده ومقاطعته إلا أن بول نجح فى الحصول على تأييد الكثيرين من الشبان المحيطين بالإدارة الأمريكية. ومنذ ظهور حركة الاحتجاج المحافظة المسماة ب (حفلة الشاى) وهم يسمونه ب (المنظَّر) و(المخ) وذلك على الرغم من أن بعض أفكاره لا تتماشى مع أفكار غالبية أعضاء (حفلة الشاى). ولد رون بول فى بيتسبرج بولاية بنسلفانيا وكان أبوه صاحب معمل صغير لمنتجات الألبان، ويقول:(كنا خمسة أولاد وكلنا ولدنا فى فترة الضائقة الاقتصادية، لم أكن أحصل على مصروف جيب، وإذا أردت المال لا بد أن أعمل). وكان أول عمل له فى معمل والده فى سن الخامسة، لفحص زجاجات الألبان، ثم درس الطب بعد ذلك، لكن السياسة استهوته أكثر، وفى عام 1976 تم انتخابه فى الكونجرس لأول مرة، وفى عام 1988 تنافس على الرئاسة من قبل الحزب الليبرتريانى الذى يعارض تدخل الإدارة الفيدرالية، والمعروف عن بول أنه يعارض تدخل الإدارة المركزية فى كل شىء وهو يعيش فى تكساس ويعارض عقوبة الإعدام كما يعارض أى نوع من التمييز ولا يوافق أيضاً على أية مساعدات فيدرالية للاتحادات أو النقابات أو البنوك المنهارة، ويعارض ضريبة الدخل. وفى أعقاب إعصار كاترينا عام 2005 صوت ضد المساعدات الفيدرالية لضحايا الكارثة وفسر ذلك بقوله:(عندما تؤدى الاسهامات الخاصة دورها، فإن توجيه الميزانية الفيدرالية إلى حالات الطوارئ يعد ثقباً أسود للبيروقراطية التى تضيع أموال الشعب، ويفاخر بول بأنه أبداً لم يصوت لصالح زيادة الضرئب كما لم يصوت لصالح زيادة رواتب أعضاء الكونجرس، ويرفض الحصول على أية مزايا لأعضاء الكونجرس (بما فى ذلك معاش التقاعد) ويقول إنه فى كل عام يعيد فائض ميزانية مكتبه إلى خزانة الدولة. فى فبراير 2011 وجه امبراطور المال الأمريكى دونالد ترامب حديثه لمؤيدى بول الذين قاطعوا حديثه فى مؤتمر للمحافظين فى واشنطن وقال:(أنا آسف.. بول لا يمكنه أن ينجح فى الانتخابات). لكن حتى وأن لم ينجح فإنه نجح فى إعداد جيل آخر للاستمرار ففى انتخابات 2010 تم انتخاب راند وهو أحد أولاده الخمسة ليصبح عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكى. وراند الذى يتمسك بأفكار لا تبتعد كثيرا عن أفكار والده حظى بلقب (سيناتور حفلة الشاى).