يعلم المصريون تماما العلم أن الحروب التى تنشأ بسبب العقيدة تكون دموية.. وفطنوا جميعا مسلمين ومسيحيين لهذه الحقيقة.. فعاشوا وبينهم عهد غير مكتوب عنوانه السلام والمحبة والإخاء على مدى 14 قرنا من الزمان.. هى عمر الإسلام على الأرض.. وهى أيضا الإسلام فى مصر منذ فتح عمرو بن العاص لمصر.. وظل المصريون ينعمون بهذا السلام حتى بدأ لعاب الغزاة يسيل على احتلال مصر منذ أواخر القرن ال 18.. فكانت أول محاولة شيطانية للعب على حبل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.. وعلى يد المعلم يعقوب التاجرالذى كان متعاونا مع الحملة الفرنسية وأسس تشكيلا مسلحا من ألفى فرد متامرا على الثوار المصريين فى مقاومتهم للاحتلال.. وأطفأ الله هذه النيران بعد انسحاب الحملة الفرنسية بعفو السلطان العثمانى عنه وعن أتباعه إلى أن كانت المحاولة الثانية بعد الحادث الشهير بين «العربجى والمالطى» عندما رفض الأخير دفع الأجرة وقتل العربجى بعد مشاجرة معه.. فثار المصريون ضد أبناء جاليته.. فأعلنت إنجلترا تدخلها لحماية الأجانب.. واحتلت مصر 70 عاما.. وما أشبه اليوم بالأمس.. هدوء حذر.. ثم خلاف حول كنيسة تحت الإنشاء..فتظاهر.. ثم إصطدام.. يعقبه تصريح أمريكى على لسان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون ل CNN بأن بلادها على استعداد للتدخل بقوات خاصة لحماية دور العبادة المسيحية والأماكن الحيوية بمصر.. ثم نفى السفارة الأمريكية لذلك.. والمؤامرة على مصر تم نسج خيوطها منذ أكثر من مائتى عام.. ولكن علاقات المحبة والأخوة بين مسيحييها ومسلميها عمرها 1400 عام.. فالمصريون جميعهم يحبون السلام.. يكرهون الدماء والعنف.. متسامحون.. أغلبهم من العقلاء الذين أطفأ الله بهم نيرانا أوقدها الشيطان.. ومصر فى أشد الحاجة إليهم اليوم.. والعبرة فى التاريخ.. ولكن لم يعتبر.