مازالت التوليفة السبكية «شغالة» وبعد الثورة وهى كوكتيل من الرقص والغناء والأفيهات (جنسية أحياناً) مع مشروع حدوتة تبذل جهداً ضخماً فى استجماع معالمها وسط هذا الصخب وتلك الضوضاء التى ينقل الكباريه بكل مفرداته إلى عالم السينما والصورة المتحركة، فى شارع الهرم الذى أتحفظ كثيراً فى استخدام اسم «فيلم» عند الحديث عنه يُصبح الإنجاز الوحيد ليس أن تتحدث عن عناصر الفيلم، وإنما فى محاولة تجميع أشتات حكاية من متحف السينما تفرقت خيوطها وتاهت معالمها، مؤلف الفيلم «سيد السبكى» ومنتجه أحمد السبكى ومخرجه الجديد محمد شورى اختاروا أن يعودوا إلى الكباريه ولكن ليس على طريقة سينما حسن الإمام التى توجد لها رأس وأقدام رغم كل شىء، والتى توضع كل غنوة فيها ضمن إطار خاص، ولكن كباريه السبكية وحواديتهم تنفجر بلا?حساب وفى أى وقت، رقصة وبعدها غنوة ثم مشهد لشخصية محورية تتشاجر مع شخصية ثانوية وناس فى السجن، ونساء ترقص، وبروفات وتدريبات، ودخول فى قافية حتى عن الثورةوالمليونات والفلول، وحشد من الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات والريكلامات اللاتى تقمن بفتح المشاريب لزبائن الكباريه ومجالستهن، تقريباً نحن أمام مولد صاخب أوفرح شعبى مُكتظ بكل ما يخطر على البال. أرجو ألا تعتقد أن السيناريو (فى حالة وجوده) يقدم الأحداث كما سأقدمها لك لأن ما ستقرؤه ثمرة جهد عظيم، الحكاية عن راقصة فنون شعبية (دينا) يرفض والدها لطفى لبيب زواجها من زميلها، وتتعرض للاغتصاب على يد ماهر القرش (أحمد سلامة) الذى يصطاد الفتيات من الملاهى، فجأة تذهب لتعمل راقصة (بشرفها) ويدربها على الرقص الطبال حمص (سعد الصغير) وزميله مؤلف الأغانى (حسن عبدالفتاح)، وتحاول شقيقتا دينا، وهما دلال (بدرية طلبة) وحنان (مها أحمد)، اصطياد عريسين هرباً من العنوسة، فى الوقت الذى يشتعل الصراع فى الكباريه الذى تعمل فيه دينا بشارع الهرم للفوز بها بين القرش المقيم تقريباً فى المكان، ومحامى قضايا الآداب المنحرف عادل مندور (أحمد بدير) وسط صمت صاحبة الكباريه المكافحة عزيزة (مادلين طبر)، وبعد طوفان من الفقرات الراقصة التى يتناوب عليها سعد الصغير ودينا وأحمد الليثى وسلمى أحمد وكافة نجوم الأفراح وشارع الهرم، ينجح كيد النسا ممثلاً فى دينا وآيتن عامر وهى راقصة من ضحايا القرش ، فى الإيقاع بالشريرين، ماهر القرش وعادل مندور ويقرر الطبال حمص الاعتزال بناء على رغبة والده، ويتبرع بأموال الرقص لمستشفى السرطان، بينما تعود دينا إلى فرقة الفنون الشعبية لترقص على أنغام أغنية يا مراكبى،. صحيح يا جدى، من رأى أفلام السبكى هانت عليه وترحم على أفلام حسن الإمام رهيبة دُنيا..