«أكتوبر» تواصل نشر ملفات المخالفات داخل المجلس القومى للشباب من خلال القضاء على استقلالية بيوت الشباب والسطو عليها لصالح العمل الحكومى والحزبى والدعاية السياسية للبرامج الانتخابية المختلفة.. وذلك من خلال ضم هذه البيوت داخل هيكل القومى للشباب، حيث قام الدكتور علىّ الدين هلال بتعديل لائحة النظام الأساسى لبيوت الشباب والتى كانت فى السابق قبل خربوش وهلال عبارة عن جمعية عمومية يتم من خلالها اختيار مجلس إدارة منتخب.. إلا أنه قام بإلغاء جميع مواد القانون رقم 77 لسنة (75) وتحديد المادة (45) من هذا القانون بأن ألغى دور الجمعية العمومية وقام بتعيين مجالس إدارات معينة من قبل الجهة الإدارية من غير أعضاء الجمعية ولمدة أربع سنوات بما يخالف نص هذه المادة. مما أسفر عن حدوث شلل تام لدور هذه الجمعية التى كانت قبل عهدهما تنعقد كل عام لمناقشة الميزانية ومحاسبة مجلس الإدارة وإمكانية إسقاطه فى حالة تقصيره فى أداء مهامه وإقرار خطة نشاط العام التالى والموازنة المالية. يقول أشرف عثمان أحد أعضاء الجمعية العمومية لبيوت الشباب إن الجمعية العمومية لبيوت الشباب أبت الصمت أمام تجاوزات خربوش وقاموا برفع دعوى قضائية برقم (43786) (65ق) والمقامة من محمود حسين السيد ووائل محمد رضا عضوين بجمعية بيوت الشباب ضد السيد رئيس المجلس القومى للشباب بصفته والسادة أعضاء مجلس إدارة جمعية بيوت الشباب المعين بقرار من رئيس المجلس القومى للشباب رقم (127) لسنة (2011) بتاريخ (11 مايو 2011). وأسباب رفع الدعوى كالآتى: قيام خربوش بحل آخر مجلس معين بقرار رقم (126) لسنة 2011 وتعيين بدلاً منه مجلساً بالكامل من غير أعضاء الجمعية ولمدة أربع سنوات ومنحهم صلاحيات الجمعية العمومية بما يخالف صراحة نص المادة رقم (45) من القانون رقم (77) سنة (75) والمادة رقم 56 من لائحة النظام الأساسى للجمعية حيث تنص المادتان على أن مجلس الإدارة الذى يأتى خلفا لمجلس منحل يكون مجلساً مؤقتاً لمدة عام واحد، ومن بين أعضاء الجمعية إلا أنه ضرب بذلك عرض الحائط وقام بتعيين مجلس إدارة من خارج الجمعية العمومية ومنحهم صلاحيات الجمعية وعينهم لمدة أربع سنوات وأعدادهم عشرة أشخاص. وطالبت الدعوى بإلغاء ذلك القرار الصادر من خربوش وفض هذا المجلس القائم وتعيين بدلاً منه من أعضاء الجمعية. وقام أشرف عثمان بتشكيل ائتلاف شبابى أسماه (ائتلاف شباب مصر) لإنقاذ بيوت الشباب هدفه الرئيسى إنقاذ جمعية بيوت الشباب وعودتها مرة أخرى ودورها الرائد لخدمة الشباب والمطالبة بإصدار لائحة نظام أساسى جديد تسهم فى عودة دور الجمعية العمومية الرقابى وتعود الانتخابات مرة أخرى لاختيار مجالس الإدارات ومراقبة الحسابات، مع ضرورة ألا تنفرد الجهة الإدارية بأعداد اللائحة الجديدة حتى لا تتفنن فى وضع العراقيل لاكتمال الجمعية العمومية حيث لم تنعقد الجمعية العمومية منذ إلغائها منذ عشر سنوات. وخلال السنوات التى حكم فيها هلال وخربوش الشباب واجهت بيوت الشباب المصرية العديد من المشاكل والأزمات حيث لم ينشأ أى بيت شباب جديد بالرغم من توافر السيولة ووجود عدة قطع أراض متميزة مخصصة للجمعية العمومية، وعدم القيام بأعمال صيانة أو إصلاحات لأى من بيوت الشباب القائمة والتى فى الأساس وفى وصفها الحالى هى أردأ ما يكون حتى أنها لا تحمل طابعاً خاصاً لطبيعة كل محافظة من محافظات مصر، على العكس من بيوت الشباب فى جميع أنحاء العالم والتى دائما ما تعكس الطابع الشعبى للمدينة التى تقع بها داخل هذه الدول، كما أن بعضها كما وصفه أعضاء الجمعية بأنه عبارة عن منشآت تشبه فصول المدارس وتفتقر لمقاييس الجودة المتبعة فى البيوت الشبابية العالية كل هذا التدهور ساهم فى تدنى ترتيب التقييم العالمى لبيوت الشباب المصرية فى التصنيف العالمى لبيوت الشباب على المستوى الدولى، فعلى سبيل المثال كان آخر ترتيب لبيوت الشباب حصلت فيه إسرائيل على أربعة بيوت فى حين أن مصر لم تحصل إلا على بيت واحد يقع فى شرم الشيخ التى اهتم بها خربوش لوجود مبارك المستمر بهذه المدينة. ولم تنته المشاكل عند هذا الحد، بل إنه تم إهمال ممتلكات الجمعية وتم هدم بيت شباب الأقصر الذى بنى منذ 50 عاما فى صفقة بين خربوش ورئيس مجلس إدارة مدينة الأقصر بدعوى الاستخدام للمنفعة العامة وهذا البيت كان فيه من تأسيسات وتجهيزات وأرض لا تقل عن 20 مليون جنيه لموقعه الفريد على بُعد خطوات من النيل ومعبد الأقصر. كما تكرر نفس الوضع حيث تم هدم بيت شباب السويس فى صفقة أخرى مع محافظ السويس، حيث كانت مساحة البيت والأرض الملحقة به 12 ألف متر مربع، كما تم إغلاق بيت شباب الإسكندرية الواقع فى منطقة الشاطبى منذ حوالى 3 سنوات لانهيار البنية التحتية للبيت وعدم إجراء أى أعمال صيانة فى الوقت الذى يحقق فيه مليونا ونصف المليون أرباحا فى السنة الواحدة، كما تم سحب قطعة أرض بمساحة 15 ألف متر مربع بأسوان كانت مخصصة لإقامة بيت شباب عليها، كما تم سحب قطعة أرض شاطئية بمطروح مخصصة لإقامة بيت شباب عليها أيضاً قطعة أخرى شاطئية بشرم الشيخ، كذلك الإهمال فى صيانة بيت الشباب الإسماعيلية الشاطئى والذى كان تصل نسبة استغلاله فى الحد الأدنى 80% مما أدى إلى إغلاق جناح كامل بطاقة إيوائية 150 سرير مما أضاع إيرادات لاتقل عن مليون جنيه. كما أن هناك عدد 2 فيلا فى الغردقة فى منطقة الممشى السياحى وعدد 3 محلات على سور بيت الشباب مغلقة منذ سنوات مما يضيع إيرادات ضخمة.. هذا التقصير لم يؤد إلى خسائر مالية فقط، بل كان له تأثيره على السياحة الداخلية والخارجية حيث كان جزء لا بأس به من السياحة الخارجية فى السابق يعتمد على بيوت الشباب فى الإقامة والسكن مما كان يعود بالفائدة المالية والترويج السياحى للمنطقة الواقعة بها هذه البيوت وكذلك الانخفاض المادى فى العضوية من 38 ألف عضو إلى أقل من 2200 بعد انهيار مستوى الخدمات والبنية التحتية. كما أرسل أشرف عثمان عن طريق الائتلاف (شباب مصر) عدة إنذارات موجهة إلى السيد صفى الدين خربوش بصفته رئيس القومى للشباب والسيد رمزى هندى رئيس الإدارة المركزية لمراكز الشباب عن طريق محاضر رسمية تنذرهما بأن تعيين مجلس الإدارة الحالى لبيوت الشباب يعد مخالفة صريحة لنص المادة (45) من قانون رقم (77) لسنة (75) والمادة رقم (56) من لائحة النظام الأساسى وعليه فإنه أنذرهما بالمقاضاة القانونية وتحميلهم المسئولية كاملة عن حدوث أى مخالفات تقع من هذا المجلس الذى يعد تعيينها فى الأساس مخالفة قانونية. كما تم توجيه إنذارات أخرى لأعضاء مجلس الإدارة الحالى (المعين) وإنذارهما بتحميلهم المسئولية القانونية كاملة عن كافة أعمال المجلس طبقا للقانون واللوائح. فى حين تم توجيه عدة شكاوى وتظلمات إلى المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لعرض المشكلة عليهما ومطالبتهما بالتدخل لحماية بيوت ومراكز الشباب. كانت آخر المواجهات بين قيادات بيوت الشباب وخربوش خلال المؤتمر الذى عقد بتاريخ 7 سبتمبر 2011 بعنوان (حملة الوعى بانتخابات الشباب المصرى) بحضور أكثر من 400 شاب وفتاة بمشاركة الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر والروائى يوسف القعيد عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان والذى عقد بمركز التعليم المدنى بالجزيرة. حصلت «أكتوبر» على نسخة فيديو من هذه المواجهة الساخنة التى تمت بين قيادات هذه البيوت وخربوش والتى وجهوا فيها سيلاً من الاتهامات للأخير منذ توليه أمور المجلس القومى للشباب.