اعتراف إسرائيل بالقتل الخطأ لجنود مصر الشرفاء على الحدود يقضى بالاعتذار وليس الأسف ولن نقبل بأقل من الاعتذار الرسمى حتى ولو كان الاعتذار عند إسرائيل أنواع.. الأسف - الحزن - بالغ الأسى والودى- والنوع الذى نريد اعتذارا رسميا. إن ما تفعله إسرائيل مع مصر هو نفسه الذى تمارسه يوميا مع كل شعوب العالم وفى المقدمة الشعب الفلسطينى من مراوغة فهى ترى أن السلام أيضا أنواع - السلام عليكم: والسلام مقابل الكلام- والسلام مقابل السلام. وانتهى الموضوع: تماما مثل موضوع الاعتذار لمصر.. يبدو أن إسرائيل لا تعتبر نفسها دولة.. لأنها لا تلتزم باحترام حسن الجوار وسيادة الدول وعدم التدخل فى شئون الغير.. وهى لم تعرف سوى اغتصاب الأرض وممارسة كل أنواع الإرهاب المنظم والعشوائى.. وتزعم أنها تكافح الإرهاب وتلاحقه فى عمق الأراضى المصرية بسيناء الحبيبة وماذا بعد سيناء؟! وبعد كل جرم ترتكبه تقف على أبواب الإدارة الأمريكية وغيرها تطلب الوساطة والدعم والمساعدة وبذل الجهود المضنية للحفاظ على العلاقة مع مصر ويبدو أن إسرائيل تعيش خارج سياق ونطاق الزمن ولم تعلم بعد أن مصر بعد «25» يناير لم تعد مصر قبل هذا التاريخ. لكن الغريب أن إسرائيل تعرف جيدا ما حدث ويحدث بدليل تصريحات تسيبى ليفنى التى أعلنت أن مصر التى وقعت معها اتفاقية السلام ليست هى مصر الآن- ورغم ذلك نسمع عن أقوال غير مسئولة فى تل أبيب باتجاه سيناء الحبيبة هو أن «غزة» شعب بلا أرض- وسيناء أرض بلا شعب، وعليه نقول لإسرائيل الرسالة وصلت ولن يهدأ الشعب المصرى إلا بضبط وتصحيح الأوضاع وفى المقدمة إعادة النظر فى اتفاقية السلام- بالنسبة لتواجد القوات المسلحة لأن ما يحدث من انفلات أمنى بين وقت وآخر هو بسبب غياب الأمن والتنمية فى سيناء وسيكون تسليحها بنفس الدرجة التى بها تل أبيب تسليح حدودها حاليا بإدخال معدات متطورة بما فى ذلك الطائرة بدون طيار كما أعلنت.. ونحن نسأل ماذا ستفعل هذه النوعية من السلاح على حدودنا؟ أما نتائج التحقيقات فى الحادث التى سلمتها إسرائيل لمصر- فلم تأت بجديد لدرجة تقترب من بيانات تسديد الخانات أو ربما تهدف إلى إحداث اشتباك بين مصر وحماس فى غزة أو تغلق الحدود عليهم وتساهم فى حصارهم كما كانت تفعل فى العهد السابق. إن القيادة المصرية تعى تماما كل مواقف إسرائيل الملتوية وتسريباتها وحروبها النفسية عبر وسائل الإعلام.