مرت أيام وليالى شهر رمضان بسرعة معتادة.. هذا الشهر الكريم الذى يجب أن يعلمنا التوازن بين العمل والعبادة.. هذا الشهر تضىء فيه معانى ومفردات عميقة دينية وروحية. شهر رمضان يا حضرات هو شهر يمجد العبادة ويعلى من شأنها وبالضرورة لابد أن يكون العمل هو القيمة الأبرز فى هذا الشهر الكريم لأن العمل عبادة والعبادة هى التى تدعو إلى الإنتاج والمثابرة وإعطاء المزيد من الإضافة فى شهر يمثل قمة العبادة.. ودعونى اتساءل إلى متى تستمر الظواهر الاجتماعية نراها دائما فى شهر رمضان فهى تتكرر وتبدو كما لو أنها جزء من حياة هذا المجتمع ولابد أن تتبدل أو تتغير طالما إننا تمكنا من إسقاط النظام وتصدينا للفساد والمفسدين علينا الآن أن نغير من أنفسنا ونتخلص من كل العادات السيئة بدءا من عدم التزام الموظفين بأداء أعمالهم فى رمضان على الوجه المطلوب مثل غيره من الشهور الأخرى إضافة إلى ثقافة الاستهلاك التى نراها سنويا والتى أصبحت سمة من سمات تصرفات الكثير من أفراد المجتمع.. شهر رمضان هو شهر العبادة والمطلوب المزيد من العمل والإنتاج لا المزيد من التراخى والكسل.. نحن بحاجة ماسة إلى التغيير.. التغيير فى كل شىء فكفانا تظاهرات واعتصامات وتبريرات لكسلنا وتخاذلنا وعشقنا للكلام والشعارات بعيدا عن العمل ودفع عجلة الإنتاج والتنمية.. كل فرد فى المجتمع مطالب بالعمل والاجتهاد فى ميدانه وتكريس نفسه وجهوده للمهمة المنوطة بعهدته للبلوغ بها إلى أرقى وأسمى درجات الإتقان فتلك هى الطريقة الوحيدة إلى السعادة إذ لا سعادة إلا بالعمل.. مرت أيام وليالى رمضان واحتفلنا بفرحة العيد وحان وقت العمل الذى يساهم فى تنمية شخصية الفرد وبلورة أفكاره.. حان وقت الاجتهاد والتعب فهما الطريق للخروج من آثار الأحداث الأخيرة التى مرت بها البلاد.. قيمة المرء الحقيقية لا تقدر بما يملك من مال ومتاع ولكن بما صنعت يداه.. ومن هنا نستنتج أن العمل له فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع إذا أنجز بإخلاص وإتقان. فدعونا نغير من أنفسنا من أجل مصر ومن أجل مستقبل أفضل.