العاشر من رمضان ذكرى عزيزة وغالية على قلوب كل المصريين ففى مثل هذا اليوم منذ ثمانية وثلاثين عاما مضت كتب جيشنا الباسل بحروف من نور صفحات مضيئة فى حب مصر وفى بذل الدم والروح وارتواء الأرض الطيبة بدماء شهدائنا فى سبيل الدفاع عنها وتحريرها من العدو ولنتذكر جيدا فى هذه الأيام مدى التضحية والفداء الذى قدمه المصرى الأصيل من تضحيات غالية وثمينة فى سبيل استرداد أرضنا الغالية بدمائهم وأرواحهم ولم يطالب أهالى هؤلاء الشهداء الأبطال بتعويضات ولم يتظاهروا لجنى ثمار بطولات أبنائهم وأنا أعلم جيدا بأنكم سوف تقولون لى إن هناك اختلافا بين شهداء ثورة يناير وشهداء العاشر من رمضان التى كانت حربا ضد العدو أما ثورة يناير فكانت ضد الطغيان والفساد ونهب الثروات وأجيب عن هذا الاختلاف وأقول لأبنائى وبناتى وزملائى بأن الذى يدافع عن مبدأ أو قضية أو يحارب عدوًا أو فاسدًا فكل هؤلاء فى سبيل الله لا ينتظر أن يأخذ أجره إلا من عند الله سبحانه وتعالى لأن الله تعالى أمرنا بالجهاد والجهاد له عدة أشكال فالجهاد مع النفس فله أجره ومن خرج فى طلب علم ولدرأ المفاسد والمظالم أو لإعلاء كلمة الحق وقتل أو مات فهو فى سبيل الله ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. ومصرنا الغالية تحتاج إلينا لنفتديها بكل غال وثمين فيا كل مصرى يعشق هذا الوطن لنجعل يوم جمعة «فى حب مصر» مثالا لنا كيوم العاشر من رمضان هذا اليوم الذى انتصرنا فيه على أنفسنا أولا بالجهاد وقهرنا أعداءنا وطهرنا أرضنا وجاءت ثورة يناير للانتصار أيضا على فساد الذمم والقلوب والأرواح وليكن لنا هدف واحد هو أن نعيد أمجاد بلادنا وانتصاراتنا ولننتصر على المكائد والدسائس والمؤامرات الخارجية والداخلية التى تستهدف أمن واستقرار مصر أو نعمل على عودة عجلة الإنتاج بسواعدنا جميعا لنهضة وتنمية وعمران هذا البلد الآمن. لأن مصر لها مكانة متميزة وفريدة ودولية بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجى الذى يجعلها مطمعا للشعوب الخارجية التى لا تريد لها الاستقرار والأمان. ولكن هيهات هيهات فالله حافظ مصر والمصريين بقوله تعالى ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ولتعود إلينا وبنا روح العاشر من رمضان فى نفوسنا وليملأنا الأمل لغد أفضل لمستقبل أبنائنا ومستقبل مصر ولتكون البداية «فى حب مصر» بالعطاء الفياض الذى لا ينتظر مقابلا.