بعد 23 عاما من منعه دخولها.. يعود د. حسن الترابى رئيس حزب المؤتمر الشعبى - السودانى المعارض والزعيم والمفكر الإسلامى المعروف - إلى بلده الثانى مصر ليؤكد أن العلاقات بين مصر والسودان مرتبطة بمصير واحد ومصالح مشتركة وأن انفصال الجنوب لن يؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدين بل إن الظروف مهيأة للتكامل بين البلدين. وأكد فى تصريحات خاصة ل «أكتوبر» أن التظاهر وحده لا يكفى لانجاح الثورات وأن الفكر والتنظيم للمستقبل والنظرة الواسعة لما حولنا .. هو ما يؤدى إلى نجاح الثورة وتحقيق أهدافها، مشيدا بالثورات التى شهدتها مصر وعدد من الدول العربية. معتبرًا أن الثورة ستساهم فى إعادة تشكيل الوعى السياسى لتكوين وبلورة فلسفة النظام التعددى الذى يعمل على نشر السلطة السياسية بحيث لا يتحكم فيها فرد واحد (رئيس الدولة)..مثمنا فى ذات الوقت الدور المصرى وتأثير نموذج الحكم السياسى الذى سيطرح عقب المرحلة الانتقالية التى تستهدى به باقى دول المنطقة. ودعا الترابى الإسلاميين فى مصر ألا يكرروا ما أسماه الخطايا التى تم ارتكابها أثناء تجربة الحكم الإسلامى فى السودان وأن يتعظوا بها ويتقوا الشرور التى وقعت فيها، كما دعاهم إلى تجديد خطابهم الدينى. وأضاف أن الدعوة الإسلامية حاولت منذ وقت مبكر الإحياء الروحى للإسلام لكنها لم تكن تسعى بنفس الدرجة إلى الإحياء الفكرى لذا كانت اندفاعتنا هوجاء فى حالات كثيرة والابتلاءات الحديثة تفرض علينا تجديد فكرنا الدينى لنواكب الظروف والأحوال ولكن شيئا من ذلك لم يحدث وتلك كانت أخطاء حكم الإنقاذ فى السودان. وشدد الترابى على ضرورة زوال الحكم الحالى فى السودان داعيا الشعب السودانى إلى ضرورة الاقتداء بالشعوب العربية الأخرى التى تخلصت من الظلم والقهر والحكم الفاسد والأنظمة الديكتاتورية والخروج إلى الشوارع من أجل إسقاط النظم الفاسدة. وحذر الترابى الرئيس البشيرمن أن سد نظام الحكم فى الخرطوم لأبواب الحرية والتعبير والمشاركة سيؤدى إلى تفجر الأوضاع برمتها إذا لم نسرع بتغيير النظام فى الخرطوم. وحول الوضع فى السودان بعد التقسيم قال إن طبيعة العلاقات بين دولة السودان الشمالية ودولة الجنوب ستتوقف على تطوير نظام الحكم بدولة الشمال ومن المؤكد أن الواقع بين الدولتين يختلف عن التقسيم الذى تم حيث ستبقى العلاقات حية بين شعبى البلدين وسنعمل كقوى وأحزاب فى الشمال على تطوير علاقتنا بالدولة الجديدة، كما أبدى الترابى قلقه من مستقبل السودان فى ظل ما ستؤول إليه الأوضاع هناك فى الفترة من حدوث فوضى وسط تردى الأوضاع الاقتصادية وفقدان المصادر النفطية إلى جانب اندلاع أشكال أخرى من التمرد فى دارفور وجنوب كردفان والمطالب التى يرددها البعض حاليا باستقلال دارفور على غرار ما حدث فى الجنوب، هذا إلى جانب قضية أبيى المتنازع عليها. وخلال زيارته للقاهرة قام بجولة ومعه وفد ممثل عن حزب المؤتمر الشعبى السودانى من بينهم د. على الحاج محمد مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبى ود.نجوى عبد اللطيف مسئول المرأة بالحزب السودانى حول ميدان التحرير وذلك للتضامن مع ثورة الشباب وقد تجمعت أعداد ضخمة من المعتصمين حول الترابى فى شكل مسيرة طافت أرجاء الميدان وارتجل المعتصمون هتافات عدة ومتنوعة ركزت بشكل أساسى على أن (مصر والسودان إيد واحدة) ثم هتافات متقطعة «أمة عربية واحدة ضد السلطة اللى بتدبحنا» مع هتافات متقطعة أخرى تعلن التضامن مع الثورة الليبية وبعض الهتافات ضد عمر البشير ووصفه بالديكتاتور.