يجب أن نعترف أن هناك ازمة يعيشها الثوار الآن وبدون مقدمات أو لف أودوران تصحيح مسار الثورة وتنقية الرموز وتوحيد الكلمة هى اولى الخطوات نحو خارطة طريق تحقيق المطالب وتصحيح المسار يعنى أن هناك تحولًا أو انحرافًا أدى إلى تشتت الآراء وتضارب فى الأقوال والتصريحات من قبل بعض الرموز من شباب الثورة كاد يعصف بالأمال التى نتطلع إليها وندخل فى نفق مظلم لولا عناية الله وإخلاص الشباب وحب الوطن لتحطم كل شىء جميل حلمنا به بعد 25 يناير. ان اول خطأ يجب ان يبتعد الشباب عنه هو الانجراف وراء مدعى الوطنية وأبطال الكفاح الملوث بالأغراض الدنيئة سواء من الداخل او الخارج وأسلم الطرق هو تجنب ما يطلق عليهم كبار الساسة والسياسيين فهؤلاء دائماً ما يقتنصون الفرص لتحقيق اغراضهم الشخصية او خدمة الاجندات السياسية لبعض الاحزاب وجماعات الضغط السياسى، ورغم أننى واثق أن الشباب المصرى واعُ على قدر كبير من الإدراك السياسى وان مصلحة الوطن فوق كل اعتبار فإن بهلوانات السياسة واصحاب المصالح من رموز الحزب البائد يستخدمون كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لوضع العقبات فى طريق الإصلاح والعمل على تعطيل قطار الثور وتغيير مساره.. ونحن نقول لهؤلاء البهلوانات من امثال المحامى الشهير صاحب المشاكل المعروفة فى عهد النظام البائد والذى دخل السجن عدة مرات حتى تصورالبعض أنه رجل ثورجى ورمز من رموز المعارضة الشريفة ، ولكن البهلوان لا يستطيع خداع الناس طوال الوقت وعندما ينتهى دوره على مسرح الملهاة السياسية يظهر على حقيقته وهذا ما حدث للمحامى بهلوان النظام البائد. اما المهندس المجنون المصاب بالوسواس القهرى المتشكك والمشكك فى كل شىء حتى فى نفسه فهو ايضاً كان يؤدى دوره على مسرح الخداع السياسى لكنه لم يكن بهلوانا وانما «بلياتشو صدق نتشه «وقلب شقلباظ» فسجن فى لندن بتهمة ووجهها هو لنفسه وكان هيروح فيها على حد قول احد المحامين والذى كان يدافع عنه لولا انه اثبت لجهات التحقيق انه رجل تافه يتوهم البطولة احياناً والاضطهاد أخرى وهى أعراض برص عقلى يسمى «البرانويا» وقد تفرج عنه بعد ان سجن خارج مصر عدة أشهر ليعود بعد الثورة يمارس الجنون مرة أخرى ولكن هذه المرة بحرية أكبر فهو يعيش الآن فى طور العظمة وهو عرض من أعراض «البرانويا» اما الخطر الأكبر فيكمن الآن فى بعض اصحاب الأحزاب الورقية الذين ارادوا ان يركبوا الموجه بتسلق أكتاف شباب الثورة. والحقيقة ان هذه الأحزاب بشخوصها القديمة لم يكونوا أكثر من «كومبارس» صامت على مسرح السياسة فى العهد البائد فمنهم من كانوا يأخذ أجرة من نظام مبارك على تأدية دوره ضمن مجاميع «الكومبارس» التى كان يأتى بها صفوت الشريف «ريجسير» حزب الفساد المنحل»،.. والغريب أن هؤلاء كانوا يقبضون الأموال من حكومة النظام الفاسد قبل الثورة على أنها إعانة حزبية مشروعة تقدمها لهم حكومة مبارك حتى يظلوا تحت أمر النظام يؤدون أدوارهم «ككمبارس» على المسرح السياسى هذه حقيقة من حقائق لا يستطيع أحد من هؤلاء أن يتركها ولعلى فى هذه المقالة أكون قد ذكرّتهم بحقيقة انفسهم وان يفيقوا من الغيبوبة السياسية التى يعيشوها الآن.