تشهد الايام القليلة القادمة تحديد جلسة لمحاكمة 25 من كبار الشخصيات العامة وأعضاء مجلسي الشعب والشوري السابقين و المنسوب إليهم الاتهام بالتحريض على قتل والاعتداء على المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير الماضى والتي عرفت باسم (موقعة الجمل) وذلك بعد إعلان جهات التحقيق لأدلة الثبوت فى تلك الواقعة والتى باشر التحقيق فيها المستشار محمود السبروت، والمستشار حامد راشد المنتدبين من وزارة العدل للتحقيق. ضمت قائمة الاتهام كلا من الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، وعدد من الأعضاء البارزين فى الحزب الوطنى وأعضاء مجلس الشعب السابقين وغيرهم، ومنهم: ماجد الشربينى، محمد الغمراوى، محمد أبوالعينين، عبد الناصر الجابرى، يوسف هندواى خطاب، شريف والى، وليد ضياء الدين، ومرتضى منصور، ونجله أحمد مرتضى منصور، عائشة عبد الهادى، حسين مجاور، إبراهيم كامل، على رضوان أحمد محمد، سعيد عبد الخالق، محمد عودة، وحيد صلاح أحمد شيحة، حسن تونسى، رجب هلال حميدة، طلعت القواس، إيهاب أحمد بدوى،حسام الدين مصطفى حنفى، وهانى عبد الرؤوف عبد الرحمن. وتضمنت قائمة أدلة الثبوت الواقعة فى 55 صفحة، أقوال 87 شاهد إثبات ما بين صحفيين ومحامين وأطباء ورجال أعمال وموظفين وأعضاء بالحزب الوطنى وخيالة بمنطقة نزلة السمان، وجاء بها أن تجمعات البلطجية والخارجين عن القانون التى قامت بالاعتداء على المتظاهرين، تم حشدها بصورة ممنهجة فى ضوء تكليفات مباشرة من قيادات الحزب الوطنى لجميع كوادر الحزب فى كافة الجهات وباقى قطاعات الدولة. وأضاف الشهود أن الخطة حملت تكليفا محددا بضرورة إخلاء ميدان التحرير بأى سبيل ممكن تحت ستار أن المتواجدين بالتحرير يضرون بمصلحة مصر العليا ويريدون الخراب للبلاد وأنهم (المتظاهرين بالتحرير) يتلقون تعليمات من جهات خارجية بغية تنفيذ مخطط خارجى للإضرار بمصلحة مصر وهو ما ترتب عليه الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة النارية الآلية والبيضاء وكسر الرخام وزجاجات المولوتوف الحارق والسيوف والسياط والجنازير ضد المتظاهرين بالتحرير. وأكد الشهود أنهم تمكنوا من رؤية القيادى البارز بالحزب الوطنى الدكتور إبراهيم كامل وسط تجمعات تبدو عليها الشراسة والعنف وهو يحرضهم ضد المتظاهرين بالتحرير. وأكد الشهود أن القناصة اعتلوا أسطح البنايات السكنية المطلة على ميدان التحرير وكوبرى 6 أكتوبر وأخذوا يطلقون الأعيرة النارية صوب المتظاهرين، فى الوقت الذى كان راكبو الجمال والخيول والعربات والبلطجية يقتحمون الميدان آخذين فى الاعتداء على المتظاهرين بكل عنف وشراسة. وأشار الشهود إلى أن المقبوض عليهم من البلطجية الذين تم استئجارهم بمعرفة فتحى سرور، أكدوا لهم جميعا لدى مناقشتهم عن سبب قيامهم بتلك الاعتداءات، أنهم حصلوا على مقابل مادى متفاوت ما بين 50 إلى 500 جنيه لكل منهم ووجبات غداء وشرائط لعقار ترامادول المخدر، مع وعود بتوفير فرص عمل لهم ومبالغ مالية بقيمة 5 آلاف جنيه حال نجاحهم فى فض الاعتصام بميدان التحرير وطرد المتظاهرين , فيما قال آخرون من المقبوض عليهم إنهم جاءوا بمعرفة عبد الناصر الجابرى ويوسف خطاب وأحمد شيحة لذات الهدف نظير مبلغ 300 جنيه للفرد الواحد، فيما قام محمد عوده بتسليحهم بالعصى وكسر الرخام والسياط والسيوف وقنابل المولوتوف. وأشار الشهود (ومن بينهم أعضاء بالحزب الوطنى نفسه) إلى أن كلا من رجلى الأعمال إبراهيم كامل ومحمد أبوالعينين قاما بتمويل عمليات الاعتداء على المتظاهرين بتعليمات من صفوت الشريف، حيث تضمن ذلك سداد قيمة الخيول والجمال القادمة من نزلة السمان لأصحابها نقدا خشية فقدانها أثناء الاعتداءات. وقال شاهدان من الخيالة بمنطقة نزلة السمان، إنه صباح يوم 2 فبراير بدأت التجمعات من أصحاب الخيول والجمال أمام منزل عبد الناصر الجابرى، الذى استقل (الكارته) الخاصة به وطلب منهم أن يتبعوه إلى ميدان مصطفى محمود، حيث تقابلوا مع يوسف خطاب الذى كان يمتطى جملا واقتادهم المتهمان الجابرى وخطاب حتى ماسبيرو ثم إلى المتحف المصرى ومكنوهم من الدخول إلى التحرير للاعتداء على المتظاهرين. وقال الشهود إن تجمعات وحشود غفيرة اتجهت من شارع الجلاء إلى ميدان التحرير حاملين لافتات مكتوب عليها أنهم يتبعون اتحاد عمال مصر، بالإضافة إلى شعارات مؤيدة للرئيس السابق حسنى مبارك.. وأن تلك التجمعات والحشود قادتها بنفسها عائشة عبد الهادى وزير القوى العاملة السابقة وحسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر السابق وأنها مرت من أمام مؤسسة الأهرام الصحفية، حيث حمل المشاركون فى تلك التجمعات عصى وهروات وزجاجات. وقالت إحدى الشاهدات وتعمل صحفية بجريدة الأهرام إنها لدى سؤالها المتهمة عائشة عبد الهادى عما إذا كانت توافق أن يقوم عمال مصر بالاعتداء بالضرب على شباب المتظاهرين، فأجابتها الوزيرة السابقة بأنهم (يستحقون ذلك.. بل ويستحقون القتل أيضا.. فيما تدخل فى الحوار حسين مجاور مؤيدا لحديث الوزيرة عبد الهادى ومعقبا على الحديث (أن مصر بدون مبارك ولا حاجة). وكشف أحد الشهود ويعمل محررا برلمانيا بجريدة الشروق انه لدى حضوره اجتماع بالمحررين البرلمانيين مع فتحى سرور صباح يوم 2 فبراير، أخبرهم الأخير أن التظاهرات المؤيدة للرئيس حسنى مبارك ستخرج من كل المحافظات..وانه فى أعقاب ذلك سمع هتافات خارج مجلس الشعب مؤيدة للرئيس السابق، فى الوقت الذى حضر فيه مدير مكتب سرور وأبلغه بأن متظاهرى السيدة زينب قد وصلوا أمام المجلس. وقال شهود إنهم تمكنوا من رؤية عضوى مجلس الشعب رجب هلال حميدة وحسن تونسى وهما يسلمان مجموعات من البلطجية الأموال ويقومان بدفعهم إلى ميدان التحرير للاعتداء على المتظاهرين.. فيما قال آخرون إنهم شاهدوا عضو الشعب سعيد عبد الخالق محمولا على أكتاف زميله بالمجلس إيهاب العمدة، ويلتف حولهما بلطجية ويحرضون ضد المتظاهرين بالتحرير داعين إلى الاعتداء عليهم. وأكدوا أنهم شاهدوا المحامى مرتضى منصور ونجله أحمد وابن شقيقته وحيد صلاح وهم يحرضون على قتل المتظاهرين بالتحرير ويمنحون الأموال للبلطجية، وأن مرتضى كان يعطى بنفسه التعليمات لتلك التجمعات التى كانت تجيبه «تمام يا سيادة المستشار.. فيما أخذ مرتضى يسب فى الدكتور محمد البرداعى والدكتور أيمن نور وأمير قطر وآخرين وفى المتظاهرين السلميين بميدان التحرير، واصفا إياهم بالخونة والعملاء والمرتزقة. وأكد الشاهد الخبير الفنى بالإذاعة والتلفزيون، الذى كلف من جانب هيئة التحقيق بفحص مقاطع الفيديو المصورة، أن كافة اللقطات المصورة لمرتضى منصور وإبراهيم كامل ومحمد عودة، وهم يحرضون ضد المتظاهرين بالتحرير (سليمة). فيما كشف الفحص عن أن الاسطوانات المدمجة التى قدمها مرتضى منصور نفسه فى التحقيقات وحملت لقطات ومقاطع مصورة جاء بها انه لا يدعو إلى الذهاب إلى التحرير، وعدم الاعتداء أو المساس بالمعتصمين، إنما جاءت مفتعلة من جانبه وغير صحيحة. وأشار عدد من الشهود إلى أنهم شاهدوا ضابطى الشرطة المتهمين فى القضية حسام حنفى رئيس مباحث قسم السلام ثان، وهانى عبد الرؤوف رئيس مباحث المرج، وهما يحشدان المسجلين خطر والبلطجية للتوجه إلى ميدان التحرير، وأصدرا تعليماتهما لهم بالاعتداء على المتظاهرين، وقد أصيب الضابطان المذكوران نفسيهما فى تلك الاعتداءات.