لا أعرف ما هى الأسباب الحقيقية وراء اهتمام الناس وخاصة السيدات والآنسات بالبحث عن «قارئات الفنجان».. والكوتشينة..؟! هل الاهتمام يرجع إلى معرفة المجهول الذى لا يعلم سره إلا الله سبحانه وتعالى ؟ أو معرفة «الغيب» وهو أيضا لايعلمه إلا الله وحده..؟ أو معرفة أسرار «الزوج» وتصرفاته السرية المريبة التى تشعر بها الزوجة بحكم تكوينها الأنثوى.. وتغيب الروح عن منزله وأسرته؟ نترك أسباب اهتمام «المرأة» سواء كانت متزوجة .. أم آنسة بالبحث عن «قارئات الفنجان ونرجع إلى الوراء قليلا حيث نتحدث عن قارئة الفنجان نفسها » يعنى مثلا.. كيف تقرأ أية أمراة الفنجان وتعرف الخطوط والشبكة العنكبوتية من الرسومات والتعاريج وغير ذلك داخل الفنجان بمجرد أن تمسك الفنجان وتقربه من عينيها.. ثم تتكلم وتقول لك حقائق وأسرارا وتكشف عن كل شىء فى حياتك.. سواء كانت فى الماضى أو الحاضر أو غير ذلك مثل من أهم الأشخاص الذين يحبونك.. ومن هم الذين يكرهونك بالاسم..؟ قبل أن أكشف لك عن أسرار قراءة الفنجان.. أحب أن أقول لك: إننى منذ حوالى 25 سنة وأنا أسافر إلى جميع المدن وقرى ونجوع الوجه القبلى «من القاهرة» و «حتى أسوان». وكذلك جميع مدن وقرى الوجه البحرى بغرض البحث عن «قارئات الفنجان» والوقوف على أسرار من وراء هؤلاء النسوة اللاتى يقرأن الفنجان..؟! إلى جانب ذلك لقد تعرفت من خلال سفرياتى الكثيرة والمتعددة إلى بعض الدول العربية والإفريقية على كثير من قارئات الفنجان. وعرفت أو اكتشفت من خلال خبراتى الطويلة من هى قارئة الفنجان الشاطرة.. أو الخبرة التى تعرف الحقيقة وتكشف لك عنها.. ومن هى «النصابة» أو «الكذابة» أو « المدعية» التى تقول لك كلمة من هنا.. وكلمة من هناك.. تماما مثل «قارئة الودع» التى تحمل على رأسها «غلق أو مقطف» وبداخله منديل وشوية رمل وقطعتين من الودع.. وتسير فى الشوارع فى بعض المدن والقرى وهى تصيح أو تنادى بأعلى صوتها وتقول.. «نرش الرمل.. ونضرب الودع ونبين زين نبين» ومعنى كلمة «نبين زين» تعنى نكشف عن الأسرار والأخبار..!! طبعا مثل هذه المرأة بتاعة الودع كمثل بعض قارئات الفنجان والمدعيات.. أو النصابات التى تقول لك: كلمة من هنا.. وكلمة من هناك.. حسب ظروفك إذا متزوجا.. أو أعزب..!! الشيخ الشعراوى والفنجان نعود بعد ذلك إلى قارئة الفنجان الحقيقية التى بمجرد أن تمسك الفنجان وتقربه من عينيها تقول لك ما يذهلك ويجعلك فى دهشة واستغراب من الحقائق التى تنطق بها..!! لقد سألت - ذات يوم- الراحل العظيم الداعية الإسلامى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى عن هذا الموضوع وهو الأسرار وراء معرفة قارئة الفنجان للمجهول؟ قال أولا.. إن مثل هذه الأمور من قراءة الفنجان أو السحر أو الكوتشينة أو غير ذلك «حرام» وتقع فى دائرة المحظورات من الناحية الدينية. وسألته: إن بعض قارئات الفنجان يكشفن عن أسرار وكثير من الواقع..!! قال: شوف إن الله «سبحانه وتعالى» يعطى بعض الناس شيئا من ذلك لقاء تقاضيها مبلغا صغيرا تعيش من ورائه هى وأولادها «بدلا» من الوقوع فى الخطيئة ويأتى ذلك عن طريق «حلم» تراه فى نومها- وهذا ليس وحيا طبعا- وعندما يشتد عودها وينصلح حالها يمكن أن تستثمر ما ادخرته فى عمل مشروع تعيش من ورائه غير ان الواحدة منهن تغريها كثرة الأموال.. ويستهويها الشيطان فترفع من أجرها فى قراءة الفنجان ليصبح لها ثروة كبيرة وضخمة.. ومن هنا تذهب معرفتها لقراءة الفنجان وينكشف أمرها.. بل مع مرور الأيام والشهور والسنوات تصبح فقيرة كما كانت فى البداية.. أو تصيبها الأمراض وتتبخر الأموال التى جمعتها وتذهب إلى الأطباء والأدوية. ويقول الشيخ الشعراوى: وبهذه المناسبة أقول لك إنه حضر إلى منزلى ثلاثة من الرجال وقالوا لى: إنهم كانوا يعملون فى «ملهى ليلى» بشارع الهرم لعدة سنوات وكان عملهم هو تقديم الخمور للزبائن وقد ادخر كل منهم ثروة كبيرة وأنهم تركوا عملهم نهائيا بغرض البعد عن الحرام والتوبة إلى الله وأن كلا منهم يريد أن يبدأ عملا شريفا من خلال الأموال التى ادخرها فى العمل بالملهى. ثم سألونى: هل هذه الأموال تعتبر حلالا.. أم حراما..؟ قلت له: إذا تبتم إلى «الله» توبة نصوحا وبدأتم عملا شريفا.. فإن الله سبحانه وتعالى «سوف يقبل توبتكم. ويبارك لكم فى هذه الأموال.. بشرط أن تتصدقوا بجزء منها.. وكذلك مع «قارئة الفنجان» وغيرها.. لإذا تابت فإن «الله» يبارك لها فى أموالها. أول قارئة فنجان كانت «أول قارئة فنجان» عرفتها فى حياتى منذ 25 سنة اسمها «أم عفيفى» وكانت تسكن فى منطقة عين شمس بالقاهرة . كان عمرها يتجاوز السبعين سنة.. عندما ذهبت إليها لأول مرة فى حياتى وطرقت باب شقتها وفتحت لى الباب «أنكرت نفسها» ولما قلت لها إننى من طرف العميد «؟» وهو يعمل فى جهاز أمنى خطير وكان يعرفها جيدا حيث كانت تكشف له عن المسروقات وأسماء اللصوص.. وهو الذى أرشدنى عليها.. قالت لى: تفضل ياحبيبى.. وفتحت لى باب شقتها.. ثم دخلت إلى المطبخ لتعمل لى «فنجان قهوة» ثم بعد أحضرت الصينية وعليها فنجان كبير من فناجين الشاى وبداخله القهوة. كنت كل دقيقتين أنظر إلى ساعتى لأستعجلها فى قرأة الفنجان. لاحظت هى ذلك وقالت لى: لا تنظر إلى الساعة لتستعجل الوقت.. لأن الفنجان يأخذ طريقك اللى إنت جيت منه..!! كانت هذه أول معلومة أعرفها عن «قراءة الفنجان» وعن قارئة الفنجان الحقيقية.. وليست المزيفة أو الدجال..!! كانت «أم عفيفى» تعتبر أول وأشهر قارئة فنجان ليس فى مصر وحدها.. بل فى العالم.. وكان كل من يتردد عليها من وزراء وغيرهم من كبار المسئولين فى الدولة. بل ولا أغالى إذا قلت إن أحدى الجهات الرسمية الأمنية فى الدولة كانت تخصص لها حراسة خاصة من رجال الأمن السريين خوفا عليها وعلى حياتها.. بل وكانت هذه الجهة الأمنية تؤكد عليها عدم تناول أية أطعمة أو مشروبات من أى إنسان.. «إلا العبد لله»..!