كشفنا فى الخواطر الماضية أن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان فى النظام السابق بمجرد أن جلس على باب مغارة وزارة الإسكان بدأ فى توزيع عطاياه من الشقق والأراضى على أصدقائه وأقربائه.. وسار على نهجه بعض العاملين فى وزارته! وكانت البداية بعد توليه الوزارة بشهور قليلة فى نهاية عام 1993.. عندما قرر تخصيص 500 شقة فى تجمع الشروق ومدينة 6 أكتوبر لأعضاء نادى الشمس «مجاملة»للأستاذ سمير بك رجب رئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق.. والمرشح لرئاسة النادى.. كما جاء فى تأشيرة الوزير الأسبق بالحرف الواحد! وأذكر أن بعض أعضاء مجلس الشعب فى الدورة الثالثة من الفصل التشريعى السادس (1990-1995) عندما حصلوا على عدد من صور الخطابات الموجهة من رئيس مجلس إدارة التحرير الأسبق إلى الوزارة والمسئولين أو موجهة إليه منهم حول التسهيلات التى سوف يحصل عليها أعضاء نادى الشمس.وكان أخطرها «مجاملات» إبراهيم سليمان لهم فى 500 شقة فى الوقت الذى لايجد الناس الغلابة شقة واحدة تأويهم.. تقدم ثلاثة أعضاء منهم ببيانات عاجلة حول هذه التسهيلات.. وهم النواب: «البدرى فرغلى ومحمد غانم ومحمد البدرشينى».. وهاجموا فيها بكل قوة الوزراء الذين قدموا هذه التسهيلات للمرشح لرئاسة نادى الشمس فى جلسة ساخنة حضرها د. عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق وغاب عنها الوزير سليمان! أكد النواب الثلاثة أن ذلك يخالف القواعد العامة.. ويخل بمبدأ المساواة بين المرشحين .. خاصة فى توزيع الشقق على أعضاء النادى مجاملة لأحد المرشحين! *** وأمام هذا الهجوم وقف د. عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق ليعلن أمام الأعضاء أنه قال للوزير الأسبق إبراهيم سليمان: «إنه لا يجوز التخصيص الجماعى للنوادى.. وأن الوزير عندما استشعر معنى ملاحظتى ألغى القرار فورا . وكان من أعجب التفسيرات التى قالها د. عاطف صدقى إن وزير الإسكان الأسبق أوضح له أن هناك أعدادا كبيرة من الشقق لا يعرف كيف يتصرف فيها.. وتنشر عنها إعلانات فى الصحف.. ومن حق أى موظف أن يتقدم للحصول على شقة منها! وأغلق د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق باب المناقشات الخاصة بمجاملات وزير الإسكان الأسبق وقيامه بتوزيع شقق الوزارة على الأصدقاء والأصحاب والمعارف.. وكان لا يعرف كيف يقوم بتصريفها كما قال رئيس وزرائه فى ذلك الوقت والذى لم يحاسبه أو يتخذ ضده أى إجراء على مدى 3 سنوات كان فيها تحت رئاسته.. كما لم يحاسبه أيضا د. كمال الجنزورى رئيس الوزراء التالى رغم إنه عاث فى أملاك مصر فسادا.. ووزع أراضيها وقصورها وفيلاتها على رموز النظام السابق وستبدأ محاكمته فى 27 أغسطس القادم. *** وأذكر أن رئيس مجلس الشعب فاجأ الأعضاء فى هذه الجلسة بأنه تلقى رسالة من الأستاذ سمير رجب وقرر قراءتها وسط اعتراض نواب المعارضة والمستقلين.. ولكن د. سرور استمر فى القراءة ليعلن فيها سمير رجب تصحيح الوقائع التى تدور حوله.. ويشير إلى أنه لا يتصور أبدا أن خدمة الجماهير يمكن أن تكون مثارا للاعتراض أو النقد.. لأن من حق كل مواطن على أرض هذا البلد أن ينال حقه من الرعاية والاهتمام على حد تعبيره! وقال إنه حينما تسابق للحصول على مزيد من الخدمة لأبناء هذا الشعب العظيم الذين يمثلون 250 ألف مواطن من أعضاء نادى الشمس لم يحركه مأرب شخصى أو هوى ذاتى. بل إن المصلحة العامة هى الأساس.. فى نفس الوقت الذى لم تأت فيه هذه الخدمات على حساب مواطن دون آخر. وأشار سمير رجب إلى أن الخدمات التى وافق عليها الوزراء على توفيرها لأعضاء نادى الشمس هى حق أساسى من حقوق المواطنين. *** عموما.. سواء كنا نتفق مع ما قاله سمير رجب فى خطابه أو نختلف معه. فإن كل شىء توقف بانسحابه من المعركة وخروجه منها.. وتم إغلاق ملفه مع وزير الإسكان الأسبق «إبراهيم سليمان».. ولكن مازال ملف الوزيرالأسبق مفتوحا تحت القبة. وسنواصل خواطرنا عنه فى الأسبوع القادم إن شاء الله بعد ان انتهت أولى معاركه تحت قبة مجلس الشعب.