التوتر الذى ساد العلاقات الأفغانية الباكستانية إثر الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن أوائل مايو الماضى فى بلدة أبوت آباد الباكستانية وتشديد الحكومة الأفغانية على ضرورة ملاحقة القوات الأجنبية عناصر القاعدة وطالبان فى باكستان وليس أفغانستان كان لابد أن يزول فى ظل تصاعد الضغوط الداخلية على الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أجل تسريع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ومن هذا المنطلق جاءت الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس الأفغانى حامد كرزاى لباكستان. فمع بدء الانسحاب التدريجى للقوات الأمريكية من أفغانستان الشهر المقبل تشتد حاجة كرزاى لتسريع وتيرة المفاوضات مع طالبان للتوصل إلى اتفاق سلام وهو ما يتطلب استرضاء باكستان لما تتمتع به من نفوذ لدى قادة طالبان. وغداة زيارة كرزاى لإسلام آباد، نقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن محمد معصوم ستانيكزاى أمين سر المجلس الأعلى للسلام الذى شكله كرزاى فى منتصف 2010 لإجراء اتصالات مع مسئولى طالبان قوله إن كابول طلبت بوضوح من إسلام آباد تسهيل إشراك من يرغب من المتمردين فى الانضمام إلى عملية المصالحة وكذلك التخلى عمن يرفضون المفاوضات وعدم إتاحة أية فرصة لهم لتنظيم أنفسهم ومواصلة الحرب. وأكد وحيد عمر المتحدث باسم كرزاى أن باكستان «قطعت وعودا فيما يتصل بإجراءات عملية ونأمل أن يتم الوفاء بها» مضيفا أن الجانب الباكستانى أبدى إيجابية أكثر من أى وقت سابق. وكان رئيس الوزراء الباكستانى يوسف رضا جيلانى قد أكد فى مؤتمر صحفى مشترك بعد لقاء كرزاى أن بلاده ستقدم كل الدعم لأفغانستان فى مسعاها لإجراء محادثات سلام مع حركة طالبان مؤكدا أن الاستقرار الأفغانى يصب فى مصلحة بلاده. كما أشرفت على توقيع بيان مشترك سمى ب«إعلان إسلام آباد» يرمى إلى تحسين العلاقات الثنائية والتعاون فى مختلف المجالات، وكذلك تأكيد العمل معا بهدف تحقيق السلام والأمن والاستقرار للبلدين والتخلص من تهديد الإرهاب والحركات المسلحة. وجاءت هذه الوعود من الجانب الباكستانى بفعل استخدام الجانب الأفغانى لعلاقاته مع الهند كورقة ضغط على إسلام آباد التى يقلقها النفوذ المتنامى لعدوتها اللدودة فيما تعتبره الفناء الخلفى لها، فقبل زيارة كرزاى لباكستان قام وزير الدفاع الأفغانى عبد الرحيم ورداك بزيارة للهند التقى خلالها نظيره الهندى وكبار قادة الجيش حيث أعلنت الهند عزمها الاضطلاع بتدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانية. كما كشفت مصادر فى وزارة الدفاع الهندية أن الهند ستقدم صفقة أسلحة لأفغانستان. وكان رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج قد قام بزيارة إلى كابول الشهر الماضى أسفرت عن الارتقاء بالعلاقات الأفغانية الهندية إلى حد الشراكة الاستراتيجية.