بعد تعرض الشعوب العربية لمذابح يومية فى ليبيا واليمن وسورية لماذا لا يطرح العرب طوق النجاة بدلا من التدخلات الخارجية التى تفرض اجندات لا علاقة لها بأمن وحماية الشعوب؟. فالدول الغربية وفى مقدمتها الولاياتالمتحدة ليست جمعيات خيرية حتى تدافع وتعطى وتمنح وتحافظ على الانسان العربى.: وهل يعقل أن تنتهز واشنطن انشغال الجميع بالثورة فى اليمن وتنشر طائراتها لقصف زنجبار وغيرها من المناطق بحجة مطاردة تنظيم القاعدة؟ هذا الموقف يؤكد أن الإدارة الأمريكية لا يهمها الشعب اليمنى بقدر مطاردة عدوها المزعوم «القاعدة» وفى ليبيا استغلت الدول الغربية التى حصلت على كل الامتيازات من نظام القذافى ثورة «17 فبراير» للتخلص من هذا النظام الذى يعاكس اتجاهاتها وأهدافها فى افريقيا، وقد بات هذا واضحا خلال الدفع بعمليات عسكرية لملف الناتو على مدار أشهر لتدمير الآله العسكرية للنظام وحماية المدنيين، واليوم انتقل الهدف لمطاردة القذافى وتصفيته دون البحث عن حلول تساعد الشعب الليبيى وكانت النتيجة مذابح يومية فى طرابلس وبنغازى بسبب العمليات العسكرية التى تقوم بها كل الأطراف ووقع الثوار تحت قبضة الناتو والدول التى تدعى الصداقة والمساعدة وهى فى الأصل انهت الثورة وأصبح الجميع يتحدث عما يسمى بالثوار «الناتو»، واليوم وبعد اعتراف معظم دول العالم بالمجلس الانتقالى الليبى.. كممثل شرعى للشعب الليبى.. فلتكن الدعوة لجميع الليبيين على مائدة الحوار للتفكير فى شكل الدولة الجديدة ووضع الدستور وتشكيل حكومة انتقالية وإنشاء لجان تحقيق فيما حدث وأن تدعو الأممالمتحدة لوقف عمليات حلف الناتو وكل العمليات العسكرية من كتائب القذافى والثوار لحقن الدماء والحفاظ على وحدة ليبيا. أما سورية فالمعادلة قد تختلف لأن معها إيران وحزب الله.. ووضع الجولان قد يشتعل وتدخل المنطقة فى مواجهات عسكرية أكبر وأوسع انتشارا وقد جاءت الفرصة على طبق الثورات العربية للدول الطامحة فى تصفية الحسابات مع الأنظمة .. وأتصور أن النظام فى سورية يعرف ذلك جيدا ويراهن على عدم الإجماع الدولى فى اتخاذ خطوات أو اجراءات ضده حتى ولو كانت بنظام القطرة حتى لاتدخل إيران على الخط وينسى الجميع دماء الشعب السورى التى تسيل يوميا فى المواجهات وبالتالى من الأفضل أن يكون لسورية طوق نجاة عربيا يساعدها على الخلاص من أهداف اجندات الخارج وينقذ الشعب من جرائم الحرب والإبادة التى يتعرض لها على يد ضباط قد يتصورون أنهم يقتلون للدفاع عن سورية وهذا خطأ كبير لأن دماء الشعوب وقود الحروب ويجب ألا يستهان بها ومسألة الحرية والديمقراطية والإصلاح والشرعية أمر يقرره الشعب وليس الخارج وأجنداته الخارجية.