الفيلسوف الألمانى العظيم «كانط» واحد من فلاسفة عصر التنوير فى أوروبا.. كان يقول عن الثورة إنها حدث ليس له مثيل.. وهى بداية تحول فى التفكير.. ويقوم بها من 5 إلى 10% من الأمة.. والثورة تقاس فاعليتها بمدى اقتناع المزاج العام للأمة أو الكتلة الصامتة أو الأغلبية الصامتة بمبادئها.. فهل اقتنعت الأغلبية الصامتة فى مصر بالثورة.. قد يبدو ذلك فى مشهد الإقبال على الاستفتاء على التعديلات الدستورية.. ولكن دون ذلك يبدو المشهد خالياً من الاقتناع.. تذكرت كلام «كانط» وأنا اسمع كلمة المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى حفل تخريج دفعة كلية الشرطة.. عندما خاطب الغالبية الصامتة من شعب مصر العظيم مطالباً إياها بالخروج عن صمتها.. والمشاركة فى بناء الوطن.. وبأمانة أقول إن أصحاب الصوت العالى والأدعياء والأفاقين والمنافقين وراكبى الموجة والانتهازيين ومثقفى كل العصور.. وفصيل يدعى أن مهنته الثورة قد أصبحوا يلعبون كل الأدوار بحثاً عن المغانم.. وما حدث فى الحوار الوطنى من فوضى ليس ببعيد.. نبحث عن الأغلبية الصامتة صاحبة المصلحة الحقيقية فى هذا الوطن وهى الموجودة فى الكفور والنجوع والمحافظات للأسف نجدها تتوارى كما كانت قبل ثورة 25 يناير.. هذه الأغلبية تقف موقف المتفرج رغم أنها لم تعط توكيلاً لأحد ليتحدث باسمها.. عليها الآن أن تتحرك وتستيقظ وتترك السلبية التى وصفت بها من قبل.. وتشارك بالرأى والرؤية والفكر.. فى مستقبل الوطن وتدفعه للأمام.. وإذا تحركت الأغلبية الصامتة فهى قادرة على مواجهة البلطجة.. قادرة على تحقيق الأمن والأمان.. قادرة على دفع عجلة الإنتاج.. فالثورة ثورة شعب بأكمله.. تمثله هذه الأغلبية.. وأنا كلى ثقة أن خروج الأغلبية الصامتة عن صمتها وعزلتها وسلبياتها.. ستوجه الثورة إلى الطريق الصحيح وسيدخل الأدعياء وأصحاب الصوت العالى والفئران إلى الجحور.. ولن يصح إلا الصحيح..!