الدعوة «العبيطة» التى أطلقها البعض للزحف إلى غزة.. هى دعوة ساذجة لا تخدم أى قضية.. لا القضية الفلسطينية ولا القضية الوطنية المصرية..! فدعوة «هيا بنا نزحف» لا تختلف كثيراً عن الدعوات الساذجة فى كتب شرشر وفلفل بتاعة زمان والتى عادة ما تحمل عناوين.. «هيا بنا نلعب» وهيا بنا نقرأ.. وهكذا..! كما أن هذه الدعوة الساذجة فكرتنى بالأفلام الدينية الأبيض والأسود بتاعة زمان؛ والتى أعشق الفرجة عليها لأنها توفر لى كمية ضحك لا يوفره لى أى فيلم كوميدى من بتوع اليومين دول..! فحوارات تلك الأفلام مضحكة جداً.. فنجد مثلاً أحد أتباع «الدين الجديد»، والذى عادة ما يلبس أبيض فى أبيض، المخرج عايز كده، وهو يصرخ بطريقة مسرحية مضحكة منادياً على زميله: يا ابن حنظلة.. يا أبن حنظلة..!! فيرد عليه الآخر وهو برضه لابس أبيض فى أبيض بلهجة أكثر إضحاكاً: ماذا تريد يا ابن أبى بلتعة..؟! فيرد ابن حنظلة على ابن أبى بلتعة قائلاً: ثكلتك أمك.. ألم تعد العدة للزحف على كفار قريش.. هيا بنا نزحف عليهم فى شعاب مكة.. لقد طغوا وبغوا.. وحان وقت الجهاد.. ثم يرفع يده صارخاً بطريقة مسرحية: إلى الجهااااااد.. إلى الجهااااااد، ثم تردد مجموعات تظهر فجأة إلى الجهاد.. إلى الجهاد..! وتنتقل الكاميرا بسرعة إلى معسكر الكفار، اللى لابسين أسود فى أسود، المخرج برضه عايز كده، وهم يرتعدون من زحف المسلمين عليهم.. ويصرخون يا ويلتاه.. يا ويلتاه..!! ولنترك جانباً السيما وأفلام السيما ونعود مرة أخرى لدعاة الزحف إلى غزة والذين يحاولون تسويق الفكرة على أنها مجرد نزهة وأن كل ما يحتاجه الزاحفون للجهاد وللقتال حاجات بسيطة قوى: إيد مقشة.. ماشى، رجل كنبة مايضرش.. سكينة مطبخ.. شغال.. وهكذا..! فالجهاد والحرب زى ماكلنا عارفين مش محتاجة أكثر من كده، فالدبابات والصواريخ والطائرات كلها أسلحة المرجفين فى الأرض قليلى الإيمان، الذين لا يرغبون قتالاً.. ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف..!! ولأن الحكاية كلها على بعضها مسخرة فى مسخرة، فلن أضع دعوة الزحف المقدس هذه فى إطارها الصحيح، وهى محاولة توريط مصر فى حرب مع إسرائيل لم نحدد نحن مكانها ولا زمانها..! فأصحاب الدعوة العبيطة يعتقدون أنهم هم فقط الأذكياء وأن شباب الثورة وشباب الفيس بوك والهاى تكنولوجى الواعى يمكن أن تنطلى عليهم هذه الدعوة العبيطة، مشيها عبيطة مش خبيثة، والتى تهيئ لهم أنهم سيذهبون فى نُزهة ل «الجونينة» مع نينة.. أو رحلة إلى دريم بارك حيث يستقبلهم «دوبى» على الباب.. بكل الترحاب..!! [email protected] ... تواصلوا معى