قرار جمهوري بتشكيل مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    وزير الكهرباء يشارك في مؤتمر شنغهاي للطاقات المتجددة وحلول الطاقة النظيفة    مؤشر «نيكاي» الياباني يغلق عند أعلى مستوياته في 4 أشهر    المشاط ندعو مجتمع الأعمال الصيني للاستفادة من المميزات التنافسية للاقتصاد المصري    فتح باب الحجز للطرح الثاني من سكن لكل المصريين 7 بعد أيام    وزيرة البيئة ومحافظ جنوب سيناء يكرمان رواد مستثمري السياحية بمجال الطاقة المتجددة في شرم الشيخ    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 7 من عسكرييه في معارك جنوبي غزة    وزير الخارجية الأمريكي: إيران باتت أبعد بكثير عن صنع سلاح نووي    الترجي التونسي يودع مونديال الأندية 2025 بعد الهزيمة أمام تشيلسي    محافظ القليوبية يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 83.1%    السيطرة علي حريق مخزن دهانات البراجيل دون إصابات    ضبط 47.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    خلال 24 ساعة.. ضبط 47201 مخالفة مرورية متنوعة    إصابة 13 شخصا فى انقلاب أتوبيس بطريق مصر - إسماعيلية الصحراوى بالشرقية    بعد تكرار وقائع انهيار العقارات.. إجراءات حكومية للتعامل مع المنازل المهددة بالسقوط    تامر عاشور يشعل أجواء مهرجان موازين 2025 رغم إصابته.. استقبال حافل من الجمهور المغربي    إيراداته تخطت 77 مليون جنيه.. فيلم ريستارت يحتفظ بالمركز الثاني في منافسات شباك التذاكر    جامعة أسيوط تعلن عن نتائج امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من الكليات    كيف بدأ التقويم الهجري مع العرب؟.. أستاذة تاريخ إسلامي توضح    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأربعاء    مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدعو إيران لاستئناف عمليات التفتيش عقب وقف إطلاق النار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 25-6-2025 في محافظة قنا    تامر عاشور يحيي حفل مهرجان «موازين» ب«بالعكاز» والجمهور يستقبله بالزغاريد المغربية    الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط و6 جنود في معارك جنوبي قطاع غزة    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    وكالة مهر: اكتشاف وضبط أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة في طهران خلال الأيام الأخيرة    أخبار فاتتك وأنت نايم| قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    «بريكس» تدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    تصدرت تريند السوشيال ميديا، قصة صورة أعادت الفنانة عبلة كامل إلى الأضواء    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    خبر في الجول - الأهلي يتمسك باستمرار ديانج.. وخطوة لإقناعه    بالأعلام واللافتات.. جماهير الترجي تدعم فلسطين خلال مباراة تشيلسي في مونديال الأندية (صور)    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    منتخب الشباب يخسر أمام ألمانيا ويتأهلان لربع نهائي كأس العالم لليد    حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    زيادة طفيفة في مخزون سد النهضة.. «شراقي» يكشف آخر موعد للفتح الإجباري    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    طارق سليمان: الأهلي عانى من نرجسية بعض اللاعبين بالمونديال    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من شروط عمل الساحر معرفة اسم الأم وقطعة ملابس «خاصة جدا»
نشر في أكتوبر يوم 15 - 05 - 2011

الحكاية غريبة وعجيبة لدرجة أن جميع سكان الحى الشعبى فى مدينة القاهرة أصبحت هذه الحكاية على لسان كل صغير وكبير من الرجال والنساء والشبان والبنات..
أسرة تتكون من الأب وزوجته وثلاثة أبناء شبان يقطنون فى منزل من طابق أرضى وفوقه طابق آخر، وحدث أن توفى الزوج.. وبعده بحوالى ثلاثة أعوام توفيت الزوجة.. وبقى الشبان الثلاثة.
الأخ الكبير وهو شاب فى الخامسة والثلاثين من عمره قرر الهجرة إلى أمريكا ليعيش هناك بعد أن عمل فترة فى القاهرة بمجرد تخرجه فى كلية الطب.. وسافر فعلاً ليعيش ويستقر فى مدينة نيويورك.
الأخ الثانى.. قرر هو الآخر السفر إلى الخارج لتستقر به الحياة فى إحدى الدول العربية.
أما الثالث.. فقد انفرد بمسكن الأسرة بمفرده بعد أن مات أبوه وأمّه .. وسافر أخواه.. واشتغل هو «مدرس ثانوى».
كانت الشقة كما قلت فى قلب حى شعبى تتكون من طابق أرضى وطابق آخر، الطابق الأرضى خصصه لإعطاء الدروس الخصوصية للتلاميذ الذين توافدوا عليه بكثرة، بل كانوا يتكاثرون عليه يوماً بعد يوم.. بعد أن شهد له سكان المنطقة أنه متفوق فى العلم الذى تخصص فيه وهو «اللغة الإنجليزية».
كان المدرس الشاب عندما ينتهى من إعطاء دروسه الخصوصية للتلاميذ.. يصعد إلى الطابق الآخر وليس هناك طوابق.. أو شقق أخرى فى المنزل!
كانت غرفة نوم المدرس تواجه غرفة نوم شقة مقابلة فى منزل مواجه لمسكنه.. وكان المنزل المقابل يسكنه رجل تاجر بسيط ومتزوج من امرأة جميلة.. ورشيقة.. وتهتم كثيراً بأناقتها وكيفية إظهار أنوثتها.
كانت هذه المرأة تريد أن تجذب هذا الشاب المدرس إليها.. وقد صمّمت على ذلك. كانت تغلق نوافذ غرفة النوم كلما حضر زوجها إلى المنزل حتى لا تثير اهتمامه أو تلفت انتباهه إلى جارها المدرس. ومن ناحية المدرس نفسه فلم يكن يهتم إلا بتلاميذه والدروس الخصوصية التى كان يعطيها لهم كل يوم.
أرادت «المرأة» أن تلفت نظر المدرس إليها.. فانتظرت حتى خرج زوجها فى يوم من الأيام كعادته وفتحت «الراديو» ورفعت صوته على آخره على إحدى الأغنيات العاطفية!.
اضطر المدرس إلى أن يفتح باب بلكونة غرفة النوم على أمل أن يرى أحداً فى المنزل المواجه له.. وهو المنزل .. أو الشقة التى تسكنها «المرأة الجميلة».. ويقول لها مثلاً: من فضلك اخفضى صوت الراديو قليلاً.
فوجئ المدرس بعد أن فتح باب البلكونة بزوجة جاره -المرأة الجميلة- وهى ترتدى قميص نوم أحمر بحمالة واحدة فقط.. وتضع مساحيق على وجهها وتنظر إليه وتفتح فمها وتوجه إليه بضع كلمات وقد سمعها تقول له: صباح الخير يا سيد الكل؟!..
دهاء المرأة..
فوجئ المدرس بهذا المنظر الجذاب.. وهذه الأنوثة التى تبهر أى إنسان خاصة أن المرأة جميلة ورائعة.. بل فوجئ أيضاً بهذه الكلمات التى لم تكن تخطر على باله إطلاقاً وأنها تصدر من زوجة رجل طيب.. وصديقه الذى يثق به وفى أخلاقياته وسلوكياته، بل أكثر من مرة كان الزوج يدعو صديقه المدرس إلى تناول طعام العشاء فى منزله.. ولكن المدرس كان يعتذر حتى لا تتطور الأمور وتصبح هناك علاقة بينه وبين الزوجة.
كانت المرأة تتعمّد أن تغازل المدرس الشاب بأية وسيلة سواء عن طريق الإغراء فى ارتداء الملابس.. أو فتح الراديو بصوت مرتفع حتى تضطره إلى أن يفتح باب البلكونة ويشاهدها وتمتع عينيها برؤيته.
كانت «المرأة» مولعة بحب المدرس.. ورغم إغراءاتها الكثيرة.. ومحاولاتها الجريئة فى جذبه إليها.. فإنه كان متماسكا تماماً، ولم يستجب لإغراءاتها الكثيرة.. والمتكررة دائماً.
وأخيراً.. وجدت فى نفسها رغبة شديدة فى أن تدخل «فى عالم السحر والسحرة»!.
سألت صديقاتها ومعارفها عن أشهر رجل فى أعمال السحر فى القاهرة والجيزة.. أو?فى أى محافظة أخرى حتى لو كان فى آخر الدنيا.
سمعت كلام صديقاتها.. ومعارفها وبدأت تحصل منهن على عناوين الذين يعملون السحر.
لقد اصطدمت .. «المرأة» بعقبة كبيرة مع كل رجل من «السحرة».. لقد طلب كل واحد منهم «صورة الرجل الذى تحبّه» .. وتاريخ ميلاده.. اليوم.. والشهر.. والسنة.. ثم اسمه طبعاً .. واسم والدته.
بدأت المرأة بدهائها وذكائها ومكرها تدفع بعض التلاميذ الذين يترددون على المدرس إلى الاعتقاد بأن الشقة التى يترددون عليها «مسكونة» وتقربت إليهم بإغراء المال مرة.. والكلمات المعسولة مرة أخرى.. وأخذ التلاميذ يرددون أن الشقة التى يسكنها المدرس يسكنها «عفاريت» لأنهم يشعرون بل يشاهدون أشياء غريبة أثناء تواجدهم فى انتظاره.. ولابد من البحث عن رجل من الذين يخرجون العفاريت.. أو الأسحار من المنازل.
قال له أحد التلاميذ: يا أستاذ أنا أعرف رجلاً يتردد عنه أنه خطير جداً فى مثل هذه الأمور..
فى اليوم التالى قال التلميذ للأستاذ: لقد عرضت الأمر على والدى ووالدتى فى المنطقة التى نعيش فيها.. وهما بدورهما عرضا الأمر على الرجل المشهور والخطير الذى يقوم بأعمال السحر.. فطلب منهما صورة حضرتك.. وقطعة من ملابسك تكون «عرقان فيها».. واسمك واسم والدتك.
شعر المدرس بالارتياح خاصة أنه يقيم بمفرده.. وربما داخله الإحساس والشك أن هناك شيئاً حقيقيا يحدث فى الشقة. بسرعة أدخل يده فى جيب الجاكته.. واخرج صورة له ملوّنة.. وكتب على قطعة من الورق اسمه..واسم أمه.. وتاريخ ميلاده بالكامل.. ودخل غرفة الحمام واحضر فانلة كان يلبسها وفيها رائحة عرقه.. ثم اعطاها للتلميذ وهو يشكره.. ثم سأله: هل الرجل سيطلب منى نقوداً؟
قال التلميذ للمدرس: لا يا أستاذ أنه سوف يكشف أولاً على بعض الأسرار فى البيت من خلال الأشياء التى اعطيتها لى.. ثم يطرد العفاريت من المنزل نهائياً.
وسأل المدرس التلميذ: هل الرجل لابد من أن يحضر إلى هذا المنزل؟.
قال التلميذ بذكاء وخبث: لا يا أستاذ أمّال أنا اخذت من حضرتك كل ده ليه زى ما قال لى.. ثم إنه رجل كبير جداً فى السّن .. ولا يستطيع الخروج من منزله ولكنه يفعل مثل هذه الأشياء لله تطوّعاً.
فرح المدرس.. وظهرت عليه علامات السعادة والفرح وقال للتلميذ: سوف أهتم بك.. واعطيك دروساً إضافية «مجاناً» بس أرجو ألا تخبر أى من الأولاد التلاميذ بهذه الأمور.
قال التلميذ: وده معقول يا أستاذ.
السحر الرهيب
توجه التلميذ إلى «المرأة» فى غياب زوجها وسلمها كل ما حصل عليه من الأستاذ..
شعرت «المرأة» بسعادة كبيرة وهى تتسلم من التلميذ كل هذه الأشياء.
وتركته فى صالة المنزل ودخلت إلى غرفة نومها وغابت قليلاً.. ثم جاءت إليه مرة أخرى وهى تحمل بين يديها بعض قطع الأقمشة وسلمتها إلى التلميذ .. ثم طلبت منه أن يذهب إلى «ترزى» ليجعل من الأقمشة بنطلوناً.. وقميصين له.
ثم أعطته عشرين جنيهاً كمصروف.. وفى نفس الوقت قررت أن يكون تعاملها مع التلميذ فى أضيق الحدود حتى لا يأتى اليوم الذى يشتد فيه عوده.. وتكبر عقليته.. ويكشف أمرها.. أو يهددها.
قالت المرأة للتلميذ انت عارف الحاجات اللى أنا كلفتك بيها.. واحضرتها من الاستاذ كانت علشان إيه؟.
قال التلميذ: لا طبعاً.
قالت له: أصل أنا سمعت إن البيت اللى ساكن فيه «ملكهم»، الدور الأول يعنى الأرضى عامله علشان يعطى فيه الدروس للأولاد.
والدور الثانى: عامله سكن ينام فيه.. وسمعت إن البيت فيه عفاريت... والراجل صعبان علىّ يطلع له «عفريت» يبهدله واللايجننه.. واللا يمكن العفريت ينتقل عندنا فى البيت .. وفى البيوت الثانية. ويبقى الشارع كله مسكون بالعفاريت.
يبدو أن «التلميذ» قد اقتنع بما قالته «المرأة» وأخذ بعضه وانصرف.. ولم يعد للاستاذ لتلقى الدروس.
وذات يوم فوجئ المدرس بجارته.. «المرأة الجميلة» تدق عليه باب شقته.. ودخلت الشقة بمجرد أن فتح الباب وكانت فى أكمل زينتها.
قالت له: إن لى ابن اختى تلميذ فى مدرسة ثانوية بمنطقة بعيدة.. وأرى أن تعطيه دروساً خصوصية فى اللغة الإنجليزية.
كانت هذه «حجّة» لكى تجرى معه حواراً.. ورحب المدرس بها ثم سألها: عما إذا كانت تريد أن تشرب شيئاً؟
قالت المرأة بتدلل: لا يا أستاذ العفو.. أنا الذى سوف أصنع لك الشاى بيدى.. ودى معقولة.. حضرتك تعمل لواحدة زيى الشاى.. أو القهوة.
ثم قالت: أنا حضرت إليك لأعرض عليك حكاية ابن اختى.. ولكن مفيش مانع أشرب مع حضرتك شاى.. بس على شرط أنا اللى راح اعمله بنفسى حتى لا تشغل نفسك.. وعلشان كمان أنزل بسرعة.. قبل ما جوزى ييجى.
دخلت «المرأة» مطبخ الشقة لتعمل الشاى وبعد ان انتهت من إعداد كوبين من الشاى لها وللمدرس.. بسرعة أخرجت من جيبها ثلاثة مكعبات من السكر مكتوب عليها.. باللون الأحمر من ذلك الذى يستخدمه «السحرة السفليون» فى جلب شخص إلى آخر.. وجعله يتعلق به تعلقاً شديداً لدرجة الجنون.
حملت «المرأة» الصينية وعليها كوبان من الشاى وتعمدت أن تقدم إلى المدرس الكوب الذى وضعت فيه.. مكعبات السكر الذى كتب عليه بالمواد الملونة.. وباللون الأحمر.. وهو الزعفران..!!
شرب المدرس .. كوب الشاب حتى نصفه وقالت له المرأة: ليه ما كملتش الكباية.. يعنى معنى كده أنىأنا مابعرفش اعمل حتى كبايه الشاى.. مع أننى باعتبر نفسى أحسن طبّاخة.. وأحسن ست بيت.
وبقلب طيب.. شرب المدرس بقية كوب الشاى حتى آخره.
بعد ذلك قال لها: مش عارف «الشاى ده ليه طعمه غريب شوية!
قالت له المرأة: يمكن الشاى بتاعك نوعه وحش.. أو قديم أو إن إنت مش كييف شاى.
عموماً فى الزيارات الجاية إن شاء الله راح أجيب لك معايا الشاى والسكر.. وكل حاجة تلزمك.. لأنك صعبان عليه إنك قاعد لوحدك.
صدق المدرس كلام المرأة.. خاصة أنها جميلة وكانت ترتدى فستاناً ضيقاً يبين كل مفاتين جسدها وشكرها على اهتمامها به.
ظلت المرأة تتردد على المدرس.. كل يوم فى خفية من الناس والجيران.. وتعمل الشاى وتضع فيه مكعبات السكر.. الذى كتبه الرجل الشيطان بمادة النجاسة.
بعد أيام قليلة من تردد المرأة على جارها المدرس دخل قلبه شعور غريب بأنه يحبها ولا يمكن أن يستغنى عنها أبداً.. بل يشعر أيضاً أنه لا حياة له فى الدنيا من غيرها.. وأنه يريد أن يراها كل دقيقة من النهار.. أو الليل.
شعرت المرأة بذلك وتأكدت أن السحر كان له تأثير عظيم وخطير على حياته.. وأنه اصبح يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها أبداً.
بدأت المرأة تتلاعب وتتدلل عليه.. تطلب منه أثناء وجودها فى شقته أن يثبت لها أنه يحبها.
قال لها: كل ما تريدينه سوف أفعله حتى لو طلبت منى أن اقتل نفسى.. أو ألقى بنفسى فى مياه النيل.. ولو أننى لا أعرف التجديف أو العوم.
ضحكت «المرأة» وقالت له: حتى لو قلت لك بوس رجليّه.
ركع المدرس على الأرض.. وظل يقّبل قدميها.
قالت له بتدلل أيضاً: يعنى يدىّ وحشين. مفيش لك رغبة تقبلهما!!
أمسك المدرس بيدى المرأة .. وظل يقّبلهما ويقول لها من كلام الحب والغزل. ما جعلها تقول له: كفاية خلاص.. أنا دلوقتى تأكدت إنك بتحبنى.
لم تقض المرأة فى منزل المدرس كثيراً كما كانت تفعل .. بل تمنعت عليه من أن يلمسها.. أو حتى يقبلها من وجهها.
أصيب المدرس بخيبة أمل كبيرة حيث اصبح يهمل فى إعطاء الدروس للتلاميذ.. ويعتذر لهم باستمرار بأنه مشغول مرة، وأخرى يقول لهم: إنه مريض.. ويعالج عند الأطباء.
وأخيراً قال لهم: انصرفوا إلى مدرس آخر لتتعلموا على يديه الدروس.
أصبح المدرس لا يفارق شقته.. وأصبح لا عمل له إلا فتح النافذة المواجهة لنافذة غرفة نوم المرأة.
كانت المرأة أحياناً ترتدى الملابس الفضفاضة أو الضيقة.. والتى تجعله يشعر بالحب العنيف.. واللهفة عليها.. وأحياناً أخرى تلعب بعواطفه بعد أن تأكدت تماماً من أنه أصبح مثل «الخاتم فى اصبعها».
بعد فترة شعرت «المرأة» بأن حبها للمدرس قد هدأ كثيراً بعد أن أصبح ضعيفاً أمامها.. وكل كلام تقوله سواء كان مواجهة بينهما أو بالتليفون قد تلاشى.. بعد أن شعرت أنها اصبحت هى القوية.
شعر المدرس بأن المرأة أصبحت لا تفتح شباك غرفتها -لتغازله- كما كان يحدث فى الماضى وبدأت تخرج من بيتها كثيراً بعد أن كانت حبيسة البيت من أجله.
لاحظ جيران «المدرس» أنه أصبح كإنسان غريب عنهم.. دائماً شارد الذهن.. مشتت الأفكار.. وبدأ بعضهم من أصدقائه المقربين يسألونه عن أسباب تركه لإعطاء الدروس وجلوسه دائماً على المقهى.. وهم لم يعتادوا رؤيته أبداً يتردد أو يجلس على المقاهى!
بعد حوالى شهرين سمع المدرس أصواتاً كثيرة وعالية فى شقة جاره وصديقه -زوج المرأة- ورأى أنه من الواجب عليه نحو صديقه ان يذهب إلى شقته لاستطلاع الأمر.. إلى جانب أنه سوف يرى «المرأة التى أحبها» لدرجة لا يمكن أنه كان يتصورها!
المفاجأة.. والحقيقة
عندما ذهب المدرس إلى شقة جاره وصديقه الذى كان يؤثره الحب والاهتمام.. وهو غافل تماماً عن العلاقة التى تربط زوجته بالمدرس.
فوجئ المدرس بالرجل وهو يفتح باب الشقة.. وأن هناك داخل الشقة بعض أقارب الزوج.. وأقارب الزوجة.
كانت المفاجأة عندما قال الزوج «لصديقه المدرس» .. «مراتى جالها شلل نصفى» فجأة.. وقد أحضرت لها طبيباً للكشف عليها.. وقد أبلغنى الطبيب بأنها أصيبت بالشلل النصفى.. دون أن تكون مريضة.. أو تشكو من أى شىء.
نقلت «المرأة» إلى أحد المستشفيات للعلاج وظلت تعالج شهوراً.. دون أى تقدم فى العلاج.
كانت المرأة تنظر إلى المدرس أثناء زيارته لها بنظرات كأنها تقول له: أنا الذى جلبت لنفسى ذلك عندما وضعت كل النجاسة فى الشاى.. وكان هو لا يفهم معنى نظراتها.
ومع مرور الأيام.. زبل جمال المرأة.. وأصبحت مثل الجثة الهامدة.
ذات يوم حضر إلىّ هذا المدرس فى مكتبى وقال لى: إننى سمعت عنك.. وقرأت لك كتاباً بعنوان «مع الجن والعفاريت» إلى جانب أننى أقرأ لك باستمرار.
حكى المدرس لى: كل تفاصيل حياته وظل بضع ساعات يتكلم.
وأخيراً.. قلت له: إن الشاى الذى شربته من يدها كان معمولاً بالنجاسة.. وشرحت له كيف يتم ذلك .. وأن صورتك واسمك واسم والدتك.. والفانلة التى فيها عرقك والتى طلبها التلميذ منك بتحريض من المرأة.
وقال وهو يبكى: لقد اطمأن قلبى الآن.. ولكن ماذا أفعل.. وأنا مازلت شغوفاً بالحب لها.. رغم أنها مريضة.. ورغم أننى علمت منك الآن ما جعلنى أصدق كل شىء.. وأتذكر كل ما كانت تعمله معى.. وطلبها منى أن أقبّل يديها وقدميها.. ثم إنصرافها عنى بعد أن أطمأنت وتأكدت أننى أحبها .. وأنها تساوى عندى الدنيا كلها.
قلت له: أولاً: اقطع زيارتك لها نهائياً.. وحاول أن تنساها وكلما شعرت نحوها بالحنين والشوق تذكر ما فعلته معك من أعمال حقيرة. وأنها قد ذهبت لرجل شيطانى.. اشترط عليها أولاً أن يعاشرها.. وهذه هى شروط الساحر السفلى.
قال سوف أفعل.. ولكن ماذا أفعل بما أشعر به فى بعض الأحيان.. أو كثير من الأحيان بالحب لها.
أعطيته عنوان رجل طيب.. يذهب إليه لعلاجه من الأشياء النجسة التى دخلت معدته.. وسارت فى الدم مع عروقه.. ولا يمكن التخلص منها وتنقية جسده كله.. وعروقه من الدم النجس.. ثم طلبت منه أن يكون على اتصال بى دائماً حتى أطمئن على حياته.
قال: سوف أفعل إن شاء الله.
بعد شهور من هذه الواقعة.. تلقيت بالبريد رسالة وعليها طابع الولايات المتحدة الأمريكية.. اعتقدت فى البداية أنها من صديق يقيم فى مدينة نيويورك، حيث كنت أعيش فى مدينة نيويورك لمدة تسع سنوات.
فتحت المظروف وبدأت بقراءة اسم مرسل الخطاب.. قبل أن أقرأ الرسالة.
كان الخطاب من هذا المدرس يقول لى فيه: إنه ارسل لشقيقه الطبيب الذى يعيش فى أمريكا.. أن يرسل إليه خطاب ضمان من إدارة الهجرة فى المدينة أو الولاية التى يعيش فيها حتى يقدمه مع أوراق الهجرة التى تقدم بها للسفارة الأمريكية بالقاهرة.. وقد وافقت إدارة الهجرة فى أمريكا على قبول هجرته.. وهو الآن يقيم فى مدينة نيويورك.. وأنه قد نسى كل شىء بخصوص المرأة التى أحبها بفعل السحر السفلى.. وأنها قد استحقت جزاءها.. عندما أصيبت بالشلل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.