لزعماء العالم من المواقف الطريفة والغريبة ما يفوق أحيانا خيال مؤلفى الأفلام الكوميدية.. وربما تفوق طرائف الزعماء والسياسيين فى تأثيرها ما يمكن أن يحدثه أشهر الفنانين الكوميديين كون كوميديا الزعماء تصدر عن أناس يفترض فيهم الجدية والصرامة والالتزام الدقيق بقواعد البروتوكول.. ومن أطرف هذه المواقف ما قاله رئيس الوزراء اليابانى الأسبق يوشيرو مورى فى أول زيارة رسمية له لأمريكا حيث إنه لم يكن يعرف كلمة واحدة من اللغة الإنجليزية فاستعان بالمترجم الخاص ليلقنه بعض الكلمات الضرورية وأثناء مقابلته مع الرئيس بيل كلينتون أخطأ وقال له ?who are you (من أنت؟) فاستغرب كلينتون السؤال ورد قائلا well, I'm Hillary's husband (حسنا، أنا زوج هيلارى) فقال له مورى: me too (وأنا أيضا). أما رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل فقد استطاع بطرافته الخروج من موقف محرج للغاية تعرض له أيضا خلال زيارته للولايات المتحدة واستضافته فى البيت الأبيض حيث دخل عليه روزفلت الغرفة فوجده عاريا تماما كما ولدته أمه فأراد أن ينسحب خجلا من الموقف إلا أن تشرشل استوقفه قائلا: يا فخامة الرئيس، رئيس وزراء بريطانيا ليس لديه ما يخفيه عن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. ونتيجة لجهله بفريضة الصوم لدى المسلمين تفوق الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى على مورى وتشرشل فى طرافته فعند عرض مشروعه «رمضان فرنسا» الذى يهدف إلى تحسين اندماج الأقلية المسلمة فى المجتمع الفرنسى قال ساركوزى فى كلمته لشرح المشروع: إخوانى المواطنون، المسلم الفرنسى هو فرنسى قبل أن يكون مسلما ... وتناول قهوة الصباح مع كرواسون هو تقليد فرنسى عريق لا يجب التخلى عنه ... لذا فإنه يجوز للمسلم الفرنسى الصائم أن يبدأ صباحه كغيره من أبناء الشعب الفرنسى بقهوة مع كرواسون فى الساعة الثامنة قبل الانطلاق للعمل. ومن الأقوال الطريفة إلى المواقف المحرجة ولكن المثيرة للضحك فى الوقت نفسه تأتى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى مقدمة الزعماء الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف فعندما كانت تصعد درج قصر الإليزيه لتصافح الرئيس ساركوزى الذى كان بانتظارها أعلى الدرج انخلع الحذاء من قدمها فصافحته وهى حافية ثم عادت لتلتقط حذاءها المخلوع. أما الرئيس الأمريكى ويليام تافت (1909- 1913) والمعروف بأنه كان أضخم الرؤساء وأثقلهم حيث بلغ وزنه 139 كجم فقد انحشر يوما فى حوض الاستحمام فى البيت الأبيض فأمر بتركيب حوض أكبر يقال إنه يتسع لأربعة أشخاص من الحجم العادى معا. وبينما كانت الكاميرات مسلطة على أبرز الشخصيات فى كأس بطولة دورى أبطال أوروبا بالعاصمة الايطالية روما إذ برئيس الوزراء الايطالى سيلفيو برلسكونى تصطاده الكاميرات وهو يتثاءب وتظهر عليه علامات النوم ليغلبه النعاس فيما بعد وينام فى جزء من اللقاء. وسجل وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى اسمه بأحرف كبيرة كبطل لصورة صحفية التقطت له خلال الاجتماعات التحضيرية لأحد المؤتمرات وهو يقرأ فى مطبوعة يحملها بالمقلوب. وجاء تعليق أحد الصحفيين على الصورة قائلا: إن زيبارى يملك قدرات خاصة جدا من بينها القراءة بالمقلوب. ومن أغرب المواقف الطريفة ما صدر عن الرئيس التشيكى فاكلاف كلاوس فقد أظهره تسجيل فيديو أذيع على الانترنت وهو يحاول اختلاس قلم استعمل خلال حفل توقيع اتفاقية مع نظيره التشيلى وذلك بالرغم من أن البروتوكولات تسمح له بالحصول على القلم كهدية. أما عن الزعيم الليبى معمر القذافى فحدث ولا حرج حيث تسببت خطبه الأخيرة للشعب الليبى فى إثارة الجدل مجددا بشأن حقيقة إصابته بمرض عقلى وهو ما كان قد تأكد بصورة شبه رسمية من أفعاله وأقواله فعلى سبيل المثال اقترح القذافى فى أحد مؤتمراته الشعبية فى عام 2007 إخضاع الايطاليين لفحص الحمض النووى لتحديد ذوى الأصول الليبية منهم مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الليبيين الذين طالتهم ديكتاتورية موسولينى تم ترحيلهم ونفيهم إلى إيطاليا. ولم تكن تصريحات القذافى فقط هى الغريبة فمظهره ككل يعكس غرابة أكثر جعلته صيدا سهلا للكثير من التعليقات الساخرة على موقع الفيس بوك والذى نصب القذافى فى صدارة قائمة أغرب الحكام فى العالم وأكثرهم إثارة للجدل. وقد علق أحد الأعضاء على قميص ارتداه القذافى مطبوعا عليه صور زعماء أفارقة أثناء حضوره أحد الاجتماعات قائلا:«شكله كده كان ناسيهم وحب يفتكرهم فطبع صورهم على هدومه» وقال آخر:«القذافى بيطبق المثل الشعبى اللى بيقول: كل اللى يعجبك والبس اللى ينرفز الناس». كما أن مجلة «تايم» الأمريكية كانت قد وضعت القذافى فى المرتبة الرابعة فى تصنيفها لأسوأ الحكام من حيث المظهر.