والسؤال الذى يتبادر الى الذهن بعد قراءة هذا العنوان.. هل حقيقة نحن المصريين لانحب بلدنا ولا نحب أنفسنا ولا نحب بعضنا البعض.. أقول لك بالفم المليان، نعم وألف نعم.. والدلائل كثيرة، هل تجولت حولك فى الشوارع والأحياء والميادين.. الزبالة والقمامة والأرصفة المكسرة والتراب والأرصفة التى لايمكن أن يصعد عليها مسن.. والأشجار المذبوحة والأضواء والمصابيح المهملة.. وسلالم منازلنا المحتشدة بالزبالة والتى لايهتم جامعو الزبالة بجمعها بانتظام، هل هناك شعب يحب نفسه ويحب بلده ويعيش وحوله هذه الفوضى والقذارة والقبح.. ليس هذا فقط بل ادخل بعض المنازل وأنت ترى العجب العجاب.. وأبسط المبادئ التى تعلمناها أن النظافة من الإيمان .. ومع ذلك افتقد شعبنا هذه الصفة مع مرور الوقت، بل إننى فى كثير من المرات كنت أهم أعطى نقودا قليلة لبعض من أقابلهم على طريقى ليشتروا صابونة وما أكثر المياه فى مصر فى كل مكان.. لكن كنت أخشى ان أضرب. وكل واحد يرفع أكتافه ويقول ويقول وأنا مالى.. عدم اهتمام.. عدم انتماء.. عدم إحساس أن هذه بلدنا والتى يجب أن تكون أجمل بلاد الدنيا حقيقة لا بالأغانى والأناشيد، والذى يحب نفسه يحب ان يكون هو اولا نظيف نفسا وجسدا وإحساسا وكل ما حوله نظيف.. والذى يحب نفسه يبدأ من عنده أولا.. والمتأمل يدرك أن الإحباط واليأس أحاط بنا والكل أصبح يذهب الى عمله بشكل آلى بلا حماس وبلا اكتراث وأصبحت عبارة على قدر فلوسهم.. والكل يجرى يبحث له عن سبوبة أخرى.. ولا إنتاج ولا يحزنون. وكل يوم تخرج دراسات وبحوث علمية تقول إن المصريين لايعملون ولا ينتجون، المصرى يشتغل فى اليوم ساعة واحدة فقط. والزحمة.. الزحمة على لقمة العيش فى كل مجالات الأعمال والمؤسسات والتى يلتهمها الشلة فقط والأتباع وماسحى الجوخ.. أبعدت الشرفاء والكفاءات، الذين حرموا من الحوافز والمكافآت والأرباح والمغانم. وبالتالى احباطتنا فى العمل انتقلت الى منازلنا ودمرتها.. أصبح الذى يحكم اعمالنا الشلة وليس الأنتاج، وخربت كل الأعمال وساد الكره والبغض بين الزملاء وأصبح الأصدقاء عيون على بعضهم وآذان تتسمع وتنقل وفسدت حياة المصريين من أجل علاوة أو سفرية للخارج أو رشوة أو مكافأة.. وفشلت كل المصالح ولم تحقق أرباح وتعالوا نبعها، وباعوا مصر ولاد ( ال..). وتحول المصريين الى تنابلة.. كسالى.. شياطين خرساء.. هل هؤلاء هم المصريون.. وهناك من هرب الى الخارج.. والبعض هرب الى الداخل.. هربوا داخل نفوسهم .. وكرهنا بعض.. والله كره المصرين بعض.. لم تعد الابتسامة على وجوه المصريين واختفت الضحكة الرايقة.. الى ان عادت فى أغنية لأحمد عدوية فرح بها المصريون وقالوا صحيح هى فين الضحكة الرايقة..30 سنة فى عمر مصر سرقوا أحلامنا وكره المصريون بعضهم.. هل سيعود المصريون لحب بعضهم، تعالوا نحب بعض مرة أخرى.. ونعمل كفريق واحد ويد واحدة.. تناسى المصريون أن يد الله مع الجماعة.. وتشرذموا وتفرقوا.. ونجح الغرب بفريق العمل، وفشلنا نحن المصريون بتشرذمنا وتفرقنا.. ولكن تعالى صياح المصريون فى ميدان الحب يد واحدة.. نداء: هل سيعود المصريون يدا واحدة؟ .. بالحب والله، لابد للمصريين أن يعودوا يدا واحدة كلهم وليس ثوار الميدان فقط ..الذين اعادوا كل الأفكار الرائعة التى افتقدها هذا الشعب زمن الأحباط والقهر. إن ميدان التحرير ميدان الحب والثورة والتماسك والرحمة والتحنان.. ميدان التحرير الذى جمع المصريين الذين كانوا افترقوا وتفرقوا.. الميدان الذى جمع مصر كلها لكلمة الحق والعدل والخير والجمال وميدان اليد الواحدة والقلب الواحد والصيحة الواحدة.. هذا الميدان الذى دعا الى النظافة، والطهارة.. حمى الناس يعضهم بصدورهم وقلوبهم وخافوا على بعض وأحبوا بعض دون سابق معرفة وأكلوا وتشاركوا الجوع والبرد والسهر والصلاة.. ألم يكن ذلك كافيا ان يعود المصريين لأنفسهم.. أن يحبوا انفسهم من جديد ويخلعون ثياب الإحباط واللامبالاة وويرجعوا للانتماء لهذا الوطن.. ويحبون الوطن ويحبون بعضهم بعضا وأنفسهم التى ضاعت وسط زحام عصر انقضى وزال.. أنها دعوة للحب فالحب يحقق المحال.