رغم أن الحوار الوطنى كان أحد مطالب أحزاب المعارضة المصرية فإن الانقسام الذى شهدته الأحزاب حول الاستجابة للحوار الذى دعا إليه اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أدى إلى حدوث بلبلة بين أحزاب المعارضة فقد وافق عدد من الأحزاب على إجراء حوار. فى حين استجاب أحزاب الوفد والتجمع والجبهة الديمقراطية والدستورى الحر لحلفائهم من الحركات مثل حركة كفاية وحركة 6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير من وضع عراقيل للحوار وهو ما رفضته بقية أحزاب المعارضة مؤكدة أن الوفد والتجمع يسيران فى واد آخر غير الوادى الشرعى ورغم أن الائتلاف يضم الإخوان المسلمين فإن أمين التجمع بالقاهرة أكد أن بوادر الانقسام أصبحت لا تهدد الحوار الوطنى بل أصبحت تهدد المجتمع بأكمله. أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى أكد استنكاره لما يحدث حالياً فى مصر التى سيطرت عليها المزايدة والانتهازية السياسية وللأسف انحرف إليها بعض الأحزاب الشرعية التى انجرفت وراء قوى لها أجندات أخرى غيرنا. وللأسف بدلاً من التكاتف فى ظل الظروف الصعبة الحالية التى تحيط بالبلاد والجميع يعلن أن النظام الأمريكى له موقف من النظام المصرى وأنا رغم اختلافى جملة وتفصيلا على السياسات المصرية الموجودة لكن الأمر لا يصل إلى حد تلك الانتهازية. يجب أن ينتبه الجميع إلى وجود خطر يحق بالبلاد حاليا ودعوة الرئيس للحوار مع القوى السياسية لا داعى لرفضها لأن هذا كان مطلبنا وهذا خروج على الحياة السياسية فالوطن يحتاج إلى عمل والانتهازيون سواء البرادعى أو غيره لا يريدون العمل. ويضيف حسن أن الأحزاب التى تصارعت على الفوز بالكعكة لها موقف حقير يسجله التاريخ فالمهم حاليا مصر وليست الأحزاب والغريب أن بعض القوى الشعبية تناست موقفها الواضح طوال التاريخ أمام جماعة الإخوان وتناست رفضها للتدخل الأجنبى وتناسوا مواقفهم طيلة الأعوام الماضية لركوب موجة الشباب, وأنا أرى أن ما تحقق خلال أسبوع لم يتحقق طيلة فترة كبيرة جداً. ويؤكد حسن أنه لا يجوز الوقوف أمام الفوضى الحادثة الآن ووراءها بعض المستفيدين أصحاب أجندة خاصة مشبوهة ونحن نمر بأزمة حقيقية الآن ونثق فى رئيس الوزراء الجديد أحمد شفيق واختياراته ونحترم الشباب الذى قام بتلك المظاهرات لأنهم شباب محترم يريد حياة كريمة. وأكد حسين أشرف أمين حزب التجمع بالقاهرة أنه لا يوجد اختلاف فى المعارضة ونحن لن نرفض الحوار بل وضعنا عدداً من الشروط لاستمرار الحوار الذى يجب أن يكون قائما على نقاط محددة أهمها عدم وجود فراغ دستورى. وأعلن أن حزب التجمع سيتآلف مع كل القوى السياسية عدا الإخوان المسلمين ولا أوافق على دخولنا معهم فى تألف. ويؤكد وحيد الأقصرى رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى أنه يؤيد الحوار الحالى مع الحكومة للخروج من النفق المظلم وأن يعبر عن الأحزاب الشرعية ولا بد أن يعبر الحاضرون عن آراء الشعب وهناك مغرضون يرفضون تمثيل الأحزاب الشرعية لصالح القوى المشبوهة والاجتماع يجب أن يتم سريعا لكبح جماح الفوضى فى الشارع. ويضيف الأقصرى أنه أصبح لازما أن نضع ضمانات سريعة لعملية انتخابية نزيهة وضمان تعديل المادة 88 والإشراف القضائى الكامل وتغيير النظام الانتخابى للقائمة النسبية غير المشروطة وتفعيل الحياة الحزبية لأن غيابها أدى إلى ما نشاهده الآن وأخشى على مصر فى ظل الوضع الحالى واستغلال الشباب وأن يظل المحرضون يوجهون الشباب المتظاهر على الاعتصام وأنا أرفض تدخل هؤلاء الشرذمة ولا اعترف نهائيا بهم فمن يستقو بالخارج فهو خائن. وأكد محمد عثمان أحد قيادات حزب العمل المجمد أن التنازلات التى قدمها الرئيس مبارك فى خطابه الأخير تتناسب تماما مع مطالب المتظاهرين وهى تنازلات غير مسبوقة وفى اعتقادى أنه لن يتم الالتفاف عليها لأن النظام السياسى يتيقن جيدا أنه لن يستطيع العودة إلى ما قبل 25 يناير ويجب منح الرئيس فرصة لتنفيذ ما وعد به واختتام حياته بشكل كريم يتناسب مع عطائه وخدمته لمصر، ويؤكد عثمان استغرابه مما يحدث حالياً من أحزاب المعارضة ومحاولة استغلال الفرصة فللأسف هى أحزاب هامشية ولا فضل لها فى تلك الانتفاضة وتحاول بعض الأحزاب ركوب الموجة وتحاول تبنى اللعب مع النظام لتنفيذ أجندتها الخاصة وبالتالى فأى مطالب هى مطالب انتهازية وتحاول محاولات يائسة للظهور فى الصورة والحل الآن أن يحتكم الشباب لصوت العمل والخبراء المحترمين بعد أن تبنى النظام مطالبهم ومحاولة تنفيذها خلال الفترة القادمة. ويؤكد ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشورى أن خطاب الرئيس مبارك يوم الثلاثاء الماضى كان خطابا مؤثراً وحرك عواطف الجماهير والشعب المصرى الأصيل وأصبح واضحاً أن المتظاهرين فى ميدان التحرير رغم مشروعية مطالبهم فإنهم أصبحوا الآن لا يعبرون عن الشارع ولا يمكن للإخوان والأمريكان أن يعبروا عن الشارع فالتظاهرات التى تشهدها البلاد حاليا تؤكد أن الأغلبية الصامتة أصبح لها دور واقعى. ويؤكد الشهابى أن على الشعب المصرى الحفاظ على وطنه ونحن سنتحاور مع الحكومة ولن نتعامل مع مجموعات غير شرعية وافقت على السجود للأمريكان وباعت الأمة من أجل شخصهم فقط، وأحزاب المعارضة تحالفت مع بعضها البعض إلا الوفد والتجمع والناصرى الذى يمثله أحمد حسن الأمين العام وليس عاشور الذى تحالف مع البرادعى والإخوان المسلمين الذين كان عدوهم بالأمس وستطالب الحكومة ببدء الحوار فوراً وأن يذاع على الهواء مباشرة ومن يرد الاستقواء بالخارج فالشعب المصرى هو الذى سيتصدى له. أعلن أعضاء الائتلاف الوطنى للتغيير الاستجابة للدعوة التى وجهها عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، للدخول فى الحوار مع القوى السياسية، مشيرين إلى أن قبولهم للحوار جاء حفاظاً على أمن وسلامة واستقرار الوطن، وأنهم لا يملكون توجيها لأحد غير أنفسهم. وحذر أعضاء الائتلاف خلال بيان صادر عنهم إلى المحتجين من أية محاولة للمساس بأمن وسلامة المتظاهرين فى ميدان التحرير أو غيره أو أية محاولات للوقيعة بين طوائف الشعب وهيئاته وأن يحترم كل طرف رأى وعقيدة الطرف الآخر وحريته فى التعبير عنها، وتتحمل السلطات المعنية المسئولية عن أى تخريب أو اشتباكات بين أطراف الشعب. كما طالب الأعضاء بالتمسك الكامل بمطالب الإصلاح التى رفعها الشارع فى 25 يناير الجارى كأساس للحوار، ومنها استقالة الرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية وجمعية تأسيسية لوضع دستور جديد، بالإضافة إلى حل المجالس النيابية، وإجراء تعديلات على المواد 76 و77و88و93 مع إضافة مادة جديدة تسمح للرئيس بالدعوة لانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد مع الفصل الكامل خلال الفترة الانتقالية بين رئاسة الدولة والحزب الوطنى. وطالب أعضاء الائتلاف أيضا بحل مجلسى الشعب والشورى عقب الانتهاء من التعديلات الدستورية وفتح ملفات الفساد والتحقيق فيها فورا، مضيفين أنهم يحتفظون بحقهم فى الانسحاب من الحوار أو الرفض لأى إجراءات تتعارض أو تلتف حول مطالب الجماهير، بالإضافة إلى رفضهم لأى تدخل خارجى فى الشئون الداخلية.