أما الحالة الثانية فهى لشابة تجاوزت السادسة والعشرين بشهور قليلة برغم مرضها فهى تجر فى أذيالها طفلة وطفلا.. بمجرد أن تنظر إلى وجهها الأصفر الشاحب تتأكد من أنك تنظر لمريضة.. فشبابها افترسه المرض ونهشه نهشاً.. تحكى حكايتها التى لم تستمر طويلا.. تزوجته عن حب هى من أسرة كادحة تعيش تحت خط الفقر وهو مثلها ولكن الزواج هو سنة الحياة والعاصم من السقوط .. كانت أحلامها كبيرة.. كانت تنظر للحياة بمنظار وردى.. كانت كالزهرة اليائعة برغم الفقر.. وقفت بجوار زوجها العامل الأرزقى لم يكن لها مطالب أبداً..مطلبها الوحيد فىالحياة هو الستر والسعادة ورزقها الله بابنة وما هى إلا شهور قليلة إلا وكانت حاملا فى مولودها الثانى وكان ولداً وكانت سعادتها كبيرة بهما.. ولكن دوام الحال من المحال ما هى إلا شهور وبدأت تشعر بالوهن والتعب.. تحول جسدها إلى عظام ووجهها إلى اللون الاصفر.. عندما سألتها أمها عن السبب أكدت لها أنه بسبب المجهود الذى تبذله فى تربية الطفلين وخدمتهما.. ولكن تزايد الشعور عندها بالاجهاد بل انتابتها الآلام.. تنام على فرشتها غير قادرة على القيام بواجباتها المنزلية والزوجية.. ادخرت مبلغاً صغيراً وذهبت إلى المستشفى طلب الطبيب تحاليل واضطرت للاستدانة لإجرائها وعندما عادت إليه حولها إلى المعهد القومى للأورام فقد ظهر ما لم يكن فى الحسبان فهى مصابة بسرطان بالغدد الليمفاوية.. عندما علم الزوج بمرضها خرج ولم يعد وتركها تجر طفليها اللذين لم تتعد الكبرى السادسة أما الأصغر فهو ابن خمسة أعوام.. هجرها الزوج ولا تجد لقمة العيش كل ما تحصل عليه من وحدة التضامن الاجتماعى لا يتعدى 70 جنيها شهرياً وهى غير قادرة على العمل بسبب مرض السرطان فهل تجد من يساعدها من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.