يتجه لبنان حاليا إلى مواجهة حادة بعد تكليف مرشح تحالف المعارضة نجيب ميقاتى بتشكيل الحكومة الجديدة وحيث من المتوقع أن تستمر أزمة تشكيلها لعدة أشهر. ومع بدء العد التنازلى تجاه نشر الاتهامات فى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق «رفيق الحريرى» تدهورت الأمور على الساحة اللبنانية، وذلك عقب استقالة أحد عشر وزيراً من حكومة الوحدة فى لبنان برئاسة سعد الحريرى يمثل عشرة منهم من حزب الله وحلفائه مما أدى إلى اسقاط الحكومة فى 12 يناير الماضى، جاء ذلك بعد أشهر من الجدل بشأن المحكمة الخاصة ب لبنان المكلفة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق.. «الحريرى»، والتى يطالب حزب الله بوقف التعاون معها ويتهمها بالتسييس متوقعاً أن توجه إليه الاتهام فى الجريمة، وبعد سقوط الحكومة جرى تأجيل الاستشارات مع النواب التى يفترض أن يقوم بها رئيس الجمهورية «ميشيل سليمان من أجل تسمية رئيس حكومة جديد إفساح المجال أمام الاتصالات الإقليمية والدولية لحل الأزمة والتى قد بدأت قبل ستة أشهر بمبادرة الملك «عبد الله بن عبد العزيز» ملك السعودية والرئيس السورى «بشار الأسد» بمحاولة تذليل العقبة المتمثلة بالمحكمة الدولية للحيولة دون الفتنة عن طريق التنازل فى مسألة المحكمة فى مقابل عودة البلاد إلى الوضع الدستورى الطبيعى، اتفق خلالها الملك والرئيس على سلسلة خطوات تنفذها الأطراف اللبنانية المتصارعة وتحديداً «تيار المستقبل» الذى يرأسه رئيس الحكومة «سعد الحريرى» وحزب الله الذى يرأسه «حسن نصر الله» وكانت أبرز عناوين المسعى السعودى السورى تتمثل فى سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الخاصة بلبنان ووقف المساهمة اللبنانية فى تمويل المحكمة وإلغاء مذكرة التفاهم الموقعة بين لبنان والمحكمة والتى تنظم التعاون بين الجانبين، وفى المقابل المطلوب من حزب الله بموجب المسعى السورى السعودى والقطرى التركى ضرورة تقديم ضمانات بعدم استخدام سلاح حزب الله فى الداخل وتفعيل عمل مؤسسات الدولة المعطلة منذ أشهر وبعد أن نقض وزراء قوى 8 آذار «حزب الله وحلفاؤه» اتفاقية الدوحة التى نصت على نتع تقديم الاستقالات وتهديد حكومة الوحدة الوطنية، وبعد أشهر من المفاوضات أعلنت السعودية تخليها عن جهود الوساطة فى لبنان مفسرة ذلك بأنه الطريق المسدود بين حزب الله والحريرى وضع مستقبل البلاد على المحك محذرةً مع حدوث انقسام قد ينهى لبنان كدولة مما تسبب أيضاً فى إجهاض من جهود وزير خارجية قطر وتركيا، وبالإنسحاب السعودى دخلت إيران أيضاً على خط التهدئة ولكن على طريقتها بالتهديد والوعيد لكل من الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية حيث وجه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد تحذيراً لكل منهم داعياً إياهم إلى وقف التحريض على الفتنة فى لبنان. بين لبنان والمحكمة الدولية والعمل على تخفيف وطأة الصدمة مع إعلان القرار الظنى فى جريمة اغتيال الحريرى وفى ظل مايمر به لبنان حالياً والذى يعد أحد أسوأ أزماته السياسية منذ الحرب الأهلية فى عام 1975 يعيش اللبنانيون على وقع شائعات وتكهنات حول الوضع السياسى تزرع القلق فى البلاد يغذيها التخوف من حدوث دورة عنف كالتى حدثت فى 2008 عندما تطورت أزمة سياسية إلى معارك فى الشارع بين انصار الحريرى وأنصار حزب الله تسببت فى مقتل أكثر من مائة شخص واجتاح خلالها حزب الله معظم شوارع غرب بيروت.