عقدت منظمة العمل العربية ندوتها المهمة حول دور الإعلام فى خدمة قضايا العمل والتشغيل إيماناً بالدور المهم الذى يلعبه الإعلام العربى فى تسليط الضوء على القضايا المجتمعية بشتى مناحيها. حيث شهدت الندوة حضور عدد كبير من الشخصيات المهتمة بهذا المجال وامتدت على مدار يومين تخللتها 6 جلسات شارك فيها عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة الهجرة ممثلة للحكومة المصرية وحسين مجاور ممثلاً لاتحاد عمال مصر والامين العام المساعد لمنظمة العمل العربية وشخصيات من السعوية واليمن والمغرب والكويت وجامعة الدول العربية. كما شارك عدد من الإعلامين منهم الدكتور فاروق أبوزيد عميد كلية الاعلام السابق وعبد الله بن ناصر الحمود رئيس جمعية أساتذة الإعلام بالسعودية ويونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ود. حسين أمين استاذ الصحافة والإعلام بالجامة الأمريكية بالقاهرة. وأكدت عائشة عبدالهادى فى افتتاح اعمال الندوة على أهمية دور المنظمة فى قضايا العمل والعمال وأن على مدار ستة وأربعين عاماً هو عمر المنظمة كانت منبراً للحوار الاجتماعى وساحة للتشاور بين أطراف العمل والانتاج الثلاثة: حكومات وأصحاب أعمال وعمال من أجل تطوير وتحديث إدارة العمل والعمال وأشارت الوزيرة إلى ان المنظمة قامت بادراج موضوع العمالة فى غير القطاع غير المنظم على رأس أولوياتها نظراً لأهمية هذا القطاع الذى اضحى ركيزة اساسية من ركائز سوق العمل إلا أنه يحتاج إلى حماية أكبر ورعاية اشمل من أجل تحسين شروط وظروف العمل به، وأضافت الوزيرة أننا نتطلع بكل الاهتمام إلى مشروع القرار العربى الخاص بعقد التشغيل 2010 - 2020 حول تشغيل الشباب والقضاء على البطالة فى مصر والدول العربية وطالبت الوزيرة من منظمة العمل العربية أن تكون هىالفاعل الرئيسى فى تنسيق الجهود العربية من أجل تنفيذ هذا المشروع. مرآة للواقع وأشارت الوزيرة إلى أهمية موضوع الندوة حول دور الاعلام فى قضايا العمل والتنمية الشاملة وقالت إن حرية الاعلام تجسد إلى حد كبير المستوى الذى بلغته حرية الرأى والتعبير فى الدولة وتعكس بدرجة أكبر مستوى التعددية فى المجتمع، لذا فإن تلك الحرية تعد بحق مقياسا تمكن العودة إليه عند النظر إلى المستوى الذى بلغته مسارات التحول الديمقراطى فى الدولة والمجتمع علىحد سواء، والمجتمع لا يمكن أن يكون ديمقراطياً إلا إذا كانت وسائل الاعلام والمجتمع بجميع مكوناته تعرف حقوقه وواجباته ويحترم ويقبل بالرأى والرأى الآخر. كما أن الإعلام يلعب دوراً مهماً فى عملية الحوار الاجتماعى بين ثلاثية العمل (الحكومات - أصحاب اعمال - عمال) باعتباره مصدراً مهماً للمعلومات للقائمين بعمليات الحوار، وأنه يشكل أداة مهمة من أدوات خلق رأى مساند أو معارض لقضية يدور حولها التفاوض وأننا ندرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقه باعتباره يعبر عن آمال وتطلعات الشعوب فرادى وجماعات ويعكس الواقع الذى نعيشه. دور المنظمة وأكد أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية على أنها ذكرى عزيزة علينا وهى ذكرى قيام منظمة العمل العربية قبل ستة وأربعين عاماً لتدعم وتعزز مسيرة العمل العربى المشترك، وأن المنظمة تنفرد عن شقيقاتها من المنظمات العربية المتخصصة بجمع النظام الرسمى العربى مع أكبر وأهم منظمات المجتمع المدنى ومنظمات العمال وأصحاب الأعمال. لا أحد ينكر دور المنظمة فى تطوير وتحديث تشريعات العمل والحماية الاجتماعية من خلال معايير ومستويات أرست أسسا ومبادئ ثابتة هدفها الأول والأخير هو خير وكرامة الانسان العربى فى مختلف مواقع العمل والبناء والعطاء، ومن هنا كان الاهتمام بتنمية الانسان بإعداده وتدريبه وتأهيله ليأخذ مكانه فى صفوف القوى العاملة القادرة على العطاء والمنافسة. ومن إيماننا بأهمية دور الاعلام فقد كان التركيز على الندوات والمنتديات وحلقات النقاش والمؤتمرات ومن هنا اتسعت دائرة العلاقات بأجهزة الاعلام بمختلف وسائله مقروءة ومسموعة ومرئية، لنصل إلى أكبر مساهم من النوافذ العربية لنحدد الاهداف وطريقة الوصول إليها. مفهوم العيب وطالب لقمان من الاعلام بمختلف وسائله بأهمية نشر ثقافة العمل الحر وقيام المشروعات الصغيرة والقضاء على مفهوم العيب فى العمل لكل مستويات المهن سواء العمل فى الزراعة أو الصناعة أو الخدمات، بالإضافة إلى ضرورة ربط التعليم بالعمل وليس بالوظيفة، حيث يستحيل على أية دولة مهما كانت إمكاناتها المالية أن توظف كل الخريجين مع سياسات اقتصاد السوق الحر وانحسار دور الدولة فى التوظيف والعمل واصبح القطاع الخاص المنوط بذلك ونحن نعيش الآن بداية لعقد العربى للتشغيل والذى أقره المؤتمر العربى للتنمية منها صندوق لدعم الصناعات المتوسطة والصغيرة لخلق فرص عمل للشباب لمواجهة تحدى البطالة وسوف نتابع هذه القرارات فى قمة شرم الشيخ. ناقوس الخطر وأشار حسين مجاور إلى أن المجتمع العربى يعانى بطالة مرتفعة تجاوزت معدلاتها حدا كبيرا وقد قرعت منظمة العمل العربية ناقوس الخطر الذى تمثله البطالة بل عملت من أجل القضاء على هذه الظاهرة، ولأول مرة فقد عرض ملف البطالة علىالمؤتمر الاقتصادى وتحدث العاهل السعودى عن الفقر والبطالة وضرورة التشغيل، فالمجتمع العربى وصل تعداده إلى 340 مليون نسمة يتخرج فيه سنويا 4 ملايين نسمة فى المؤسسات التعليمية ومراكز التعليم التقنى والتدريب المهنى، لذلك يجب أن يتم التخطيط لتوفير 4 ملايين فرصة عمل سنوياً لتشغيل الوافدين الجدد لسوق العمل، وذلك لإبقاء على معدلات البطالة ضمن معدلاتها الحالية أما تخفيض البطالة إلى النصف خلال العقد العربى للتشغيل 2010-2020 وفقا لقرار القمة الاقتصادية فهذا يعنى أنه على المجتمع العربى توفير 5 ملايين فرصة عمل سنوية وهذه مسئولية الحكومات والقطاع الخاص معا وهى مسئولية كبيرة ففى مصر وفقا لاحصائيات نشرة تشغيل وزارة القوى العاملة فقد تم توفير 4 ملايين فرصة عمل خلال 5 سنوات ولكن مع الخريجين الجدد فإن المعيار يبقى ثابتا أو يقل قليلاً، لأن هناك مشكلة حقيقية تواجهنا بأن مخرجات التعليم لا تواكب الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل وعلى ذلك يجب الاهتمام بالتدريب التحويلى والمهنى ونشر ثقافة العمل الحر فى المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وهو ما يؤكد عليه عقد التشغيل 2010-2020، كما أن هناك مشكلة احلال العمالة الوطنية محل العمالة الاجنبية وهذا لا يتأتى إلا بالتدريب التقنى والمهنى حتى تسير عمالة مدربة تنافس العمالة الاجنبية بجانب ان العمالة الآسيوية تقبل بالوظائف المتدنية التى لا ترضى بها العمالة الوطنية، فهنا يأتى دور الإعلام فى نشر ثقافة العمل الحر والعمل المهنى والعمل فى أية مهنة مادام هذا العمل شريفاً. التوصيات وقد أصدر المشاركون فى الندوة عدة توصيات مهمة بشرم الشيخ أهمها أن الندوة عقدت قبل عقدة القمة الاقتصادية بأيام قليلة وسوف تعرض هذه التوصيات على المؤتمر للتأكيد على متطلبات العقد العربى للتشغيل وأهدافه 2010-2020 والذى يتعلق بتخفيض معدلات البطالة ونسبة المشتغلين الفقراء إلى النصف بالإضافة إلى تحسين برامج التعليم الفنى والمهنى ورفع نسبة الملتحقين به إلى 50% كحد ادنىمن الملتحقين بالتعليم وأن تكون الأولوية فى التشغيل للعامل الوطنى أولاً ثم العامل العربى ثانيا وضرورة أن يكون هناك البيانات الاحصائية والمعلومات الدقيقة المحدثة باستمرار حول واقع وأوضاع وخصائص السكان والقوى العاملة ورصد اتجاهات التشغيل وحركة القوى العاملة العربية داخل كل دولة عربية. وبالنسبة للاعلام ودوره فإن واجب الاعلام تجاه قضايا العمل والتشغيل هو إبراز اهم القضايا والمشكلات التى تتعلق بالعمل والتشيغل فى المنطقة العربية وتحليل تلك المشكلات بهدف تنوير الرأى العام العربى بأبعاد المشكلة ودلالاتها واساليب التعامل معها كما أنه من المهم عقد دورات تدريبية للاعلاميين لرصد القضايا والمشكلات وكيفية التعامل معها ووضع آلية للعلاج ومن أهم هذه القضايا علاج الفجوة بين مناهج الدراسة ومخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل كذلك تشجيع الشباب على الانخراط فى التخصصات المهنية التى يحتاج إليها سوق العمل. بالإضافة إلى الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الاعلام والمعلومات للاستفادة منها فى توصيل الرسائل الاعلامية والمعلومات واصبح على الامة العربية تجديد ثقافتها وعتادها المعرفى تأهيلاً لنشر حضارة معلوماتية مستحدثة تدمج الأصالة فى المعاصرة خاصة فى حقل المعلومات التى تشكل عاملا مهما فى عمليات التنمية بكافة مجالاتها.