مصر.. مهد الحضارات الإنسانية تتابعت وتعايشت وتزاوجت وانصهرت فى بوتقتها وعلى أرضها هجرات البشر والأفكار والعقائد الدينية طوال تاريخها وكان لهذه الخواص نتيجة مهمة هى أن مصر كانت ولا تزال أرض اللجوء ومسرحاً للتسامح والحوار. وإذا كان الحادث الإجرامى الغادر على كنيسة القديسين بالإسكندرية يستهدف فى المقام الأول ضرب وحدة الصف المصرى والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين إلا أن هذا لن يتحقق أبداً على أرض مصر التى عاش فيها موسى وعيسى ودخلها الإسلام دون صراع، وجاء هذا الحادث الغادر ليذكرنى بالجهد الكبير الذى قامت به وزارة السياحة منذ عشر سنوات بحرصها على احياء مسار العائلة المقدسة فى مصر فى إطار حركة البحث الشاملة لكل معالم التراث وشواهد الديانات التى تشكل جوهر الحضارة المصرية الواحدة وبعد الانتهاء من اعادة ترميم الأماكن المقدسة والمواقع التى شهدت دخول السيدة العذراء وطفلها السيد المسيح ويصاحبها يوسف النجار واعدادها كمزار سياحى أصدرت وزارة السياحة كتاب «العائلة المقدسة» وأشرف البابا شنودة الثالث على كتاب النص التاريخى لمسار العائلة المقدسة بدءاً من الفرما فى الشمال الشرقى لسيناء حتى دير المحرق فى جنوب وادى النيل وصدر الكتاب ب 9 لغات وتم توزيعه فى المحافل الدولية وعلى كبار منظمى الرحلات السياحية وأثار توزيعه ردود فعل مصرية وعالمية أكدت للجميع أن وحدة الشعب المصرى بمسلميه وأقباطه هى العمود الفقرى لكيان مصر.