فى لقاء صريح وموثق جمع بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووسائل الإعلام العربية اعترف بكل ايجابيات وسلبيات مجمل الأحداث العربية على مدار عام 2010 فقال إنه عام شهد اضطرابا وتوترا وعدم انجاز وإن كان قد شهد بعض الايجابيات فى إطار جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربى المشترك حيث انعقد فى عام واحد لأول مرة أربع قمم.. القمة العربية العادية فى مارس ثم الاستثنائية والعربية الأفريقية والقمة الخماسية وفى مستهل عام 2011 ستعقد أربع قمم أيضا هى العربية العادية والاقتصادية فى شرم الشيخ ثم القمة العربية التشاورية والقمة العربية مع دول أمريكا اللاتينية. وأبدى موسى ارتياحه لتقبل الدول العربية والنظام العربى القمم النوعية مثل الاقتصادية والثقافية التى سيتم الإعداد لها ثم تحدث موسى عن رؤية مستقبلية للقضايا العربية العالقة واتجاهات التحرك العربى فى كل الملفات فى آن واحد باعتبارها أولوية مثل فلسطين والسودان والعراق . أكد الأمين العام أن الجامعة العربية بذلت جهودا كبيرة فى السودان مع الشمال والجنوب وان زيارته إلى الخرطوم للتعامل مع كل أهل السودان وان قرار الاستفتاء هو الفيصل فى موضوع تقرير المصير الا انه انتقد اتفاق نيفاشا وأشار إلى انه كان من الممكن طرح بدائل من بينها تداول السلطة وغيره كما طرح جرنق عندما قال أنا لست انفصاليا. وإنما أريد أن يحكم السودان أى سودانى. وقال: إن الجامعة ستبقى على الدعم والاستثمار فى الجنوب امتدادا لما سبق من نتائج فى المؤتمر الاقتصادى جوبا واحد. وأكد موسى على ضرورة حل كل الملفات العالقة بين شريكى الحكم حتى تستقر الأوضاع لصالح أبناء كل السودان. وإذا كانت هناك أزمة فيجب أن تمر بسلام. وردا على سؤال عما إذا كان هناك حوار لانضمام جنوب السودان كدولة إلى الجامعة العربية قال موسى: السؤال ضيق والإجابة نعم فيه كلام. واستبعد موسى أن يكون مصير دارفور مثل الجنوب مستندا إلى ما ابلغه للجامعة وزير الدولة القطرى مؤخرا بأن منبر الدوحة يسير فى اتجاه الحل لقضية دارفور. وشدد موسى على أهمية الانتظار إلى ما بعد الاستفتاء قائلا يجب أن نكون حذرين وان يتم لم القضايا لأن الجميع إخوة. وقال إن العلاقة دائمة بين كل ربوع السودان والجامعة العربية , وانتقد موسى الحال الذى وصلت إليه القضية الفلسطينية قائلا: إن فلسطين تواجه أزمة كبيرة هى فقدان عملية السلام وليس مجرد فشلها وكذلك لمصداقية الإقناع وانه أصبح هناك تسليم عند الكل بأننا نسير فى نفس الدوائر المغلقة الواحدة تلو الأخرى. وأضاف خلال اجتماع لجنة المبادرة العربية التى انعقدت مؤخرا قلنا إننا لا نثق فى مسار المفاوضات وان الحكومة الإسرائيلية لن تعمل على أساس السلام بما يضمن إقامة دولة فلسطينية لها أركان وأساسها الأرض والشعب وأضاف موسى أن لجنة المتابعة لم تكبل حركة السلام كما يدعى البعض. وإنما ترفض السير فى نطاق تبادل الأوراق والتقاط الصور دون نتائج على الأرض، وإنما تريد شيئا فاعلا. وشدد موسى على أنه لا بديل عن عرض كامل الملف على مجلس الأمن لأننا لم نختصر القضية فى الاستيطان لأنه إذا استمر فلن نجد ما نتفاوض عليه. وقال إذا كانت الإدارة الأمريكية قد أخفقت فى تأجيل الاستيطان لمدة 90 يوما فهل سننجح فى حل قضايا القدس واللاجئين وإقامة الدولة وأضاف لم يعد غافلا على احد أن تقدم إسرائيل فتاتا للعرب ثم تتحدث عن التفاوض وسئل موسى عن الأوراق الموجودة عند العرب لدفع أمريكا باتجاه يساعد على التقدم فى عملية السلام وكيف يرى الموقف فى المستقبل؟ ما لدى العرب فهو كثير ولكن لم يوظف بعد , وصحيح أنه بيد أمريكا 99% من أوراق الحل ولكنها غير منتجة ومع ذلك نرجو فى نجاح إدارة الرئيس أوباما لأن تفعل الجديد بعيدا عن الوعود التى لم تنفذ أو الاستماع إلى حديث كنا نستمع إليه منذ عشر سنوات وقال إن الجميع غاضب على المستوى الرسمى داخل الغرف المغلقة وخارجها وحتى على المستوى الشعبى الذى انخدع بالحديث عن نتائج المفاوضات والوعود التى لم تنتج شيئا إلى اليوم. وطالب موسى برفع الحصار عن غزة وليس مجرد تخفيف. وحول مؤتمر القدس أوضح انه سيعقد فى قطر بداية شهر فبراير من العام المقبل. تناول الأمين العام للجامعة العربية النشاط العربى على مدار العام فذكر انه تم عقد 758 اجتماعا لبحث التعاون فى كل المجالات إضافة إلى 35 اجتماعا وزاريا للعمل فى المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية إضافة إلى اجتماعات تعقد خارج مقر الجامعة وتصب فى نفس الاتجاه. وأكد موسى انه تم تنفيذ القرارات الصادرة عن هذه المجالس بما فى ذلك إنشاء صندوق لتمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة وركز موسى على اهتمام الجامعة العربية بكل الملفات السياسية كأولوية واحدة فى وقت واحد ووصف مسألة الأولوية هذه بأنها عبارة عن هضبة عليها ملفات ومشاكل يتم التعامل معها جميعها فى السودان ولبنان وفلسطين وكلنا منشغل بهموم ومشاكل العالم العربى وقمنا بتحركات فورية فى كل الاتجاهات وشرح موسى أسباب تمسكه بمقترح رابطة الجوار العربى وقال إن المقترح قائم والجامعة لم تخترعه وهو معمول به وماذا يمنع من دعوة دول الجوار للحوار معهم حول القضايا المختلفة ونحن نتحدث مع الاتحاد الأوروبى ومع الاتحاد الأفريقى وفى منتديات كثيرة خارج الجامعة فماذا يمنع من انعقاد هذه المنتديات داخل الجامعة العربية. وكشف موسى عن زيارة مرتقبة إلى تشاد وتحدث عن أسباب انضمامها إلى جامعة الدول العربية؟ خاصة أن دستورها يعتمد اللغة العربية كلغة اولى وقال ان الانضمام سيكون فيما بعد وبتوافق عربى إضافة إلى دولة اريتريا التى ينطبق عليها نفس المقاييس. وحول نتائج قمة الكويت وما تم تنفيذه خاصة قبل اجتماع القمة الثانية فى شرم الشيخ تحدث موسى عن الخطط التى وضعتها القمة فى نطاق استراتيجى حتى عام 2020 وبتوصيات تنفذ فى الحال. كما تم انشاء صندوق لتمويل المشاريع وقد تم بالفعل. وقال يوجد بالصندوق حاليا مليار وما يقرب من 300 مليون دولار وقال إن مكاتب استشارية ايطالية كلفت بعمل رسومات لإنشاء شبكة السكك الحديدية بين الدول العربية وحول مستقبل العمل العربى المشترك أوضح موسى أن هناك اهتماما بالإصلاح المتدرج فى غضون خمس سنوات ونناقش الخلاف على أساس الإصلاح. وهناك مقترح لتوسيع اللجنة الخماسية المعنية بذلك لتناقش كل الدول العربية مسألة الإصلاح، وقال المهم هو عقد المجلس الاقتصادى والاجتماعى على مستوى رؤساء الحكومات وان يعاد النظر فى تفعيل مجلس الأمن والسلم العربى ليصبح ذا سلطة وليكن نفس الاجتماع الوزارى العربى على مستوى وزراء الخارجية يجتمع مرة للسياسية الخارجية ومرة فى إطار مجلس الأمن والسلم.