منذ وعى على الدنيا وهو يرى الشقاء بعين رأسه.. يهب واقفا فى الصباح على صوت ينادى عليه ويحثه على الاستيقاظ ليخرج مع الخارجين للبحث عن لقمة العيش فهو لو نام أو حتى تراخى فلن يجد حتى اللقمة التى يضعها فى فمه لتعينه على الحياة.. تعود منذ الصغر أن يحمل حقيبة فى يده بها مسامير وشاكوش ومنشار فهى عدة العمل الذى أحبه وارتضاه لنفسه بعد معاناة فى البحث عن حرفة يحبها ويجيدها، كبر ونما عوده وهو يمارس عمله كنجار.. كان يحلم بالبيت والزوجة والأولاد وكان له ما أراد.. وجدها زوجة صالحة وبحث حتى وجد شقة غرفتين وصالة كانت بالنسبة له الحلم، وتزوج وأنجب البنت والولد، كان كل همه فى الحياة أن تعيش أسرته حياة سعيدة كريمة حتى عندما وصل عدد أطفاله ثمانية، كان سعيداً يبذل أقصى جهد عنده لتعليمهم بالمدرسة حتى تختلف حياتهم عن حياة الشقاء والبؤس التى عاشها سنوات طوال.. لم يبخل على أولاده بأى شىء بالرغم من قلة الدخل أوقات كثيرة.. كان يطلب منهم الجد والاجتهاد.. مرت السنوات خلالها استطاع هو وبمساندة زوجته أن يزوجا ابنتين.. وكانت أمنيته أن يزوج الباقين ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. فقد قدر الله ولا راد لقضائه أن يصاب ابن وابنة بحمى روماتيزمية وتتدهورت حالة الابن تصيب الحمى الصمام الميترالى بالارتجاج والارتخاء ويحتاج إلى علاج دائم.. كما تولد ابنة ثالثة مصابة بالصم مما يعيق مسيرة التعليم لديها ويشعر الأب بالأسى من أجل أولاده الثلاثة ولكنه راض بقضاء الله.. ومرة أخرى يشعر هو نفسه بالألم.. يشعر بالمرض يسرى داخل عروقه ولكنه يكابر فإذا استسلم للمرض فسوف يطحن أسرته الفقر وقلة الحيلة.. كان يتكلم مع نفسه كلما شعر بالوهن والألم ويتساءل ماذا يفعل أولاده إذا نام ولم يخرج ليسعى على لقمة العيش لهم وله؟.. ماذا يكون مصيرهم؟.. كان يتحامل على نفسه ويخرج للعمل وهو على يقين أنه لن يستطيع الاستمرار فيه.. وكبا الحصان ونام.. أصبح غير قادر على الحركة.. ظل يرفض نصيحة زوجته بالعرض على الطبيب أو حتى الذهاب إلى المستشفى أيام ولكنه لاحظ ظهور ورم صغير كحبة الترمس هنا وهناك، وهنا لم يفكر كثيراً ولكنه استدان وذهب إلى المستشفى طلب منه الطبيب إجراء بعض التحاليل حتى يتأكد من الحالة وكان هذا الطلب هو بداية رحلة العذاب.. نعم.. فعندما قرأ الطبيب نتائج التحليل طلب منه الذهاب إلى المعهد القومى للأورام فهو مصاب بأورام سرطانية بالغدد الليمفاوية لم يفهم كلام الطبيب ورفض الذهاب إلى المعهد ولكن الزوجة أصرت فاضطر للذهاب وأكد الأطباء أن السرطان قد هاجم الغدد بشراسة وكان عليه أن يخضع للعلاج الإشعاعى والكيماوى.. هذا العلاج جعله يترك مهنته ويتخلى عن عدته ويرقد على فراشه عاجزا عن الحركة والعمل.. وبات الهم ثقيلا فهو غير قادر على توفير احتياجات أولاده وخاصة المرضى منهم، كما أنه غير قادر على توفير ما يحتاجه لمواجهة المرض والمحن التى يعيشها والآن يعيش مكسور الجناح، كل دخله لا يتعدى 160 جنيهاً من وزارة التضامن الاجتماعى ومائة جنيه من أحد المساجد.. فهل يجد من يساعده؟.. صفحة مواقف إنسانية تناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة الوقوف بجانبه.. من يرغب فليتصل بنا.