نظمت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية مؤتمرا دوليا بعنوان «الأرشيف والدولة الحديثة.. تجارب تاريخية ورؤى مستقبلية» شارك فيه رؤساء الأرشيفات الوطنية الغربية ونخبة من الباحثين فى مجال الأرشيف والتاريخ من مختلف جامعات مصر والعالم واستمرت مناقشات المؤتمر يومين تناولت عدة محاور مهمة منها الأرشيف والحداثة والأرشيف والسلطة وتجارب أرشيفية والأرشيف ودراسات تاريخ النظم ومشروعات الإصلاح والوثائق والتاريخ والتاريخ والمجتمع ومشروعات رقمنة الوثائق. قال الدكتور فاروق جاويش رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية بدار الكتب والوثائق خلال الجلسة الافتتاحية إنه آن الأوان لتغيير المفاهيم التى التبست على الكثيرين وخصوصا فيما يتعلق بالمبالغة فى سرية المعلومات باعتبارها خطرا على مصالح الدولة لكن الخطر الحقيقى هو إهمال الأرشيف وعدم إعداد قواعد معلومات دقيقة والمبالغة فى اكسابه قدرا من السرية والكتمان وأضاف: بحكم عملنا فى الأرشيف لا نجد ما يمكن أن يشكل محاذير من أى نوع إلا القليل والقليل جدا الذى لا يزيد غالبا على 2 أو 3%. وأضاف أن التكنولوجيا خدمت الوثائق بشكل أكبر من أى مجال آخر لكن الوثيقة بشكلها الورقى ما تزال هى الطريقة المثلى للعناية بالوثائق وحتى الآن فى العالم كله لم يطمئن العاملون فى مجال الأرشيف إلى الصورة الإليكترونية كبديل عن الأصل الورقى. وأشار إلى بعض المراحل التى يمكن أن تؤخذ فى الاعتبار وهى إنشاء بوابة رقمية تشارك فيها كل الأرشيفات العربية ويترك لكل أرشيف اختيار ما يراه مناسبا سواء وثائق قانونية أو اجتماعية أو اقتصادية لتقديم مقترحات واضحة حول السرية بدرجاتها المختلفة وتبادل الخبرات بين الأرشيفات حتى تتواصل التجارب وتنتقل الأفكار والمعلومات التى تخدم التاريخ المشترك. وأكد الدكتور عبد الواحد النبوى مقرر المؤتمر أن الأرشيف مثل على مدى العصور ركنا فى بناء الدولة القوية القادرة على تحقيق نهضة شاملة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ثم تحدث عن تأسيس محمد على للدفترخانة المصرية عام 1828. مشيرا إلى أنه كان مدركا للأهمية الملحة لإعادة صياغة مهمة الأرشيف المصرى- الموجود قبل هذا التاريخ- ليكون سندا بشكل فعال فى النهوض بمشاريع التنمية. وعندما قامت ثورة يوليو عام 1952 وعت لأهمية الأرشيف فى صياغة جيل جديد من الدولة الحديثة فصدر قانون دار الوثائق القومية فى سنة 1954. وأشار النبوى إلى أن هذا المؤتمر ضرورة علمية لإعادة ترتيب الأوراق لوضع الأرشيف فى مكانه الصحيح على خريطة إدارة الحكم فى دولنا المعاصرة. دعم فنى /u/ وفى خلال الجلسات أكد الدكتور محمد صابر عرب راعى المؤتمر ورئيس مجلس إدارة دار الكتاب أن الأرشيفات تحتاج إلى دعم فنى قد يكون على شكل تدريب مستدام أو عن طريق المؤتمرات فى الدول العربية وورش العمل مشددا على أن هذا اللقاء يعد اتجاها أصيلا نحو تأصيل دور الأرشيف فى بناء الدولة وفى تكوين الفرد والجماعة معا لافتا إلى أن العناية بالأرشيف لست فقط لمجرد ضبط الإدارة وتقديم معلومات دقيقة لصانع القرار بل لدوره فى تقديم المعلومات والأرقام الدقيقة سواء للعاملين فى مجال البحث التاريخى والاقتصادى والاجتماعى والقانونى فضلا عن المواطن العادى الذى يرغب فى الاطلاع على الأرشيف لأى سبب كان. فى حين أكد الدكتور عماد أبو غازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن مصر فقدت الكثير من وثائقها السياسية وكذلك الوثائق المتعلقة بالمعاملات المالية والمراسلات التاريخية مع الدول لتعاقب الخلافات من أمويين وفاطميين وعباسيين ومماليك. وأضاف أن كل دولة كانت تقوم بالتخلص من وثائق الدولة التى سبقتها رغبة فى تقديم صورة جديدة للأجيال القادمة وأن ما تبقى من وثائق الدول الإسلامية التى سبقت الاحتلال العثمانى لم تتجاوز المئات كما أن الحرائق والكوارث ساهمت أيضا فى فقدان الكثير من الوثائق. وأشار أبو غازى إلى أن أول وثيقة عربية ظهرت عندما هاجر النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى يثرب وذلك لتنظيم العلاقة بين سائر أفراد المجتمع وعندما تطورت الأوضاع أخذت الدولة فى إنتاج العديد من الوثائق وتم إنشاء أول أرشيف خاص بالوثائق فى عهد عمر بن الخطاب وعرف باسم الديوان . تمويل أوروبى /u/ وقالت د. كريستين مارتينيز عضو المجلس الدولى للأرشيف أن المجلس سيخصص العام القادم ما يقرب من 10 آلاف يورو لعدد من المشروعات لتطوير فروعه فى كافة أنحاء العالم وكشفت أن الجهات التى ستقوم بالتمويل هى مؤسسة الفيدا وهى جهة مستقلة تعمل على تمويل المشروعات الجادة ومؤسسة «ألبى كوم» بجانب الأموال الخاصة بالمجلس. وأضافت أن المجلس يمكن أن يعزز قيمة الوثائق وهذه حالة مهمة فى جميع أنحاء العالم بالأرشيفات من أولويات صانعى القرار ومن المهم أن يكون لدينا معايير وأدوات يشارك فيها المجتمع العالمى، لذا قمنا بإنشاء أفرع أخرى فى شمال أفريقيا تسهل للزملاء التعرف على آخر التطورات فى مجال الأرشيفات، كما أنها تقدم خلفية ذات نطاق واسع عن المرض والحرف كما يوجد لدينا قسم متخصص فى بعض الموضوعات مثل الأرشيفات الفنية والأدبية والحضارية والإدارية. وطالبت كريستين من القاهرة باعتبارها عاصمة عربية رائدة أن تساعدها فى إنشاء موقع إلكترونى للمجلس باللغة العربية على أن تتولى هى مسئوليته وأن تنضم لعضويته كافة الدول التى تتحدث باللغة العربية ودعت الدول الأعضاء فى المجلس الدولى للأرشيف إلى التعاون من خلال المؤتمرات وورش العمل. يذكر أن المؤتمر توصل لعدة توصيات أبرزها مراجعة القوانين واللوائح الحالية لحفظ الوثائق وإتاحتها لتكون أكثر وضوحا وشمولا حتى تستطيع دور الأرشيفات أن تؤدى وظيفتها بما يخدم الأمم فى مسيرتها ونهضتها والعمل على التوعية بالأرشيفات الخاصة باعتبارها جزءا من ذاكرة الأمة والمحافظة عليها والعناية بها وعدم إهمالها ومناشدة المؤسسات الحكومية والخاصة تسليم ما لديها من وثائق للأرشيفات الرسمية لكى يتم حفظها علميا واتاحتها للباحثين مع ضرورة الاهتمام بالأرشيفات غير الورقية مثل الأفلام السينمائية والتسجيلات الصوتية وخطب الزعماء والقادة واللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية ثم تفعيل مشروع التاريخ الشفاهى لأهميته فى صياغة تاريخ المنطقة العربية خاصة فى الفترة المعاصرة مع ضرورة نقل الخبرات فى هذا المجال من الأرشيفات الغربية ودراسة إمكانية إنشاء قناة وثائقية عربية تهتم بإنتاج أفلام وثائقية مشتركة بين البلاد العربية تغطى أهم الأصوات القومية العربية لهذه الأفلام الوثائقية من مردود إعلامى خاصة على الأجيال الجديدة وبذل المزيد من الجهد للتعريف بالوثائق وأهميتها عبر وسائل الإعلام الجماهيرية المختلفة والنشاطات الثقافية المشتركة مع دراسة إعداد برامج تعريفية لطلاب المدارس والجامعات لتنمية الوعى بأهمية الوثائق والأرشيف فىحياة الأمم وأخيرا ضرورة تحديد موعد سنوى لهذا المؤتمر يكون معروفا للجميع.