فازت المنظمة التونسية للأمهات بجائزة الرئيس بن على للنهوض بالأسرة وذلك تقديرا للأنشطة التطوعية والتضامنية التى تقوم بها هذه المنظمة لفائدة الأسرة التونسية.. وقد تأسست المنظمة التونسية للأمهات سنة 1992 وهى جمعية تطوعية تهدف إلى مساعدة الأمهات على تحمل مسئوليات الأسرة عبر تسهيل اندماجها فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية كما تقدم مساعدات للأسرة الفقيرة ومحدودى الدخل، ولها عدة فروع فى تونس وفى الخارج. من جانب آخر تحصلت جمعية «سيراس» للتنمية بمحافظة الكاف على جائزة الجمعيات الجهوية التى تهتم بالأسرة فيما آلت الجائزة الجهوية من الصنف الثانى إلى جمعية «الوفاق» من محافظة سليانة بالشمال الغربى لتونس فيما أسندت الجائزة فى صنفها الثالث إلى فرع الجمعية التونسية للأشخاص ذوى احتياجات خاصة بمحافظة قفصة الجنوبية، وتم إسناد الجائزة الخاصة بالجمعيات العاملة فى مجال العناية بالأسرة المهاجرة إلى جمعية التونسيين «سان مرتان دار تونسفرنسا» تقديرا لجهودها الرامية إلى تقريب الأسر المهاجرة من بعضها ومساعدة أبناء الجالية التونسية هناك والمساهمة فى تطوير قدرات الأولياء فى مجال التنشئة وتمتين الروابط العائلية ودعم جهود تعليم اللغة العربية، وأكدت وزيرة شئون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين ببية بوحلك الشبحى أن بلادها تراهن على المجتمع المدنى كشريك استراتيجى فى بلورة وتجسيم التوجهات الكبرى فى مجال النهوض بالأسرة ودعم قدراتها والمحافظة على توازنها واستقرارها، وأشارت الشيحى إلى أن إحداث الجائزة الرئاسية للنهوض بأوضاع الأسرة يعد من أهم الآليات التى تم إقرارها فى إطار السياسة الأسرية لتونس. وشهدت سياسة تونس المتعلقة بالأسرة فى تونس تحولا نوعيا يقوم على التعامل مع أفرادها ومشاغلها واهتماماتها من منطلق أن الأسرة نواة المجتمع الأولى وباعتبارها تمثل أيضاً جزءاً من منظومة حقوق الإنسان، ويبرز الدور الموكول للمرأة فى تكوين الأسرة ورعايتها وبالتالى فى تثبيت أسس وركائز النسيج الاجتماعى لا فقط بوصفها أما بل باعتبارها لسانا ومواطنا مسئولاً عن نمو وتطور محيطه المباشر، فالمرأة أصبحت من هذا المنظور تحظى بمرتبة الشراكة الكاملة بينها وبين الرجل فى تكوين الأسرة وتربية الأبناء وتوجيههم نحو مستقبل أفضل، ولا تعد الشراكة بين المرأة والرجل فى العناية بالأسرة أمراً مقتصرا على الإرادة السياسية فى هذا البلد، بل هو مبدأ يتفق عليه معظم المواطنين ويطبقونه بشكل روتينى فى المجتمع التونسى. فقد أثبتت دراسة حديثة أن قرابة 90% من التونسيين يؤمنون بأن تربية الأبناء مسئولية مشتركة بين الأب والأم، وتبرز هذه الدراسة تعلق مختلف أفراد الأسرة التونسية بقيم المساواة والشراكة المتكافئة بين الجنسين وقناعتهم بأن تنشئة أجيال الغد مسئولية مشتركة بين طرفى مؤسسة الزواج فى إطار التقاسم الحضارى للأدوار بين المرأة والرجل. يذكر أن تونس تحتفل باليوم السنوى للأسرة يوم 11 ديسمبر من كل عام وقد وضع هذه السنة تحت شعار «التماسك الأسرى قوام الوئام الاجتماعى» وتضمن سلسلة من التظاهرات الوطنية والجهوية وخارج تونس لتقييم الإنجازات التى تحققت لفائدة الأسرة التونسية واستشراف آفاق تعزيزها انسجاما مع الأهداف الكبرى الواردة بالبرنامج الرئاسى «معا لرفع التحديات» فى هذا المجال.