تحت رعاية السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة عقدت المنظمة العربية للتنمية الإدارية الملتقى العربى للصحافة الإلكترونية برئاسة الدكتور محمد عهدى فضلى رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم وبالتعاون مع دار النهضة اللبنانية.. وشارك فى الملتقى عدد من كبار الكتاب والأكاديميين والممارسين لمهنة الصحافة من 14 دولة عربية. وتأتى أهمية الملتقى فى ضوء التطورات المتلاحقة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باعتبارها تقوم بدور حيوى ومؤثر فى مختلف المجالات حيث تغيرت كل أنماط العمل والترفيه والتعليم متحولة إلى الرقمية الكاملة وتعددية الوسائط والتفاعلية. ويعد مجال الإعلام بوسائله المختلفة من أكثر المجالات تأثراً حيث نجد انخفاضاً فى أرقام توزيع الصحف وهبوطاً فى إيرادات الإعلانات الصحفية. خاصة فى غرب أوروبا وأمريكا عن ظهور اتجاهات متنامية لاستيعاب شبكة الإنترنت كوسيط للنشر الإعلامى فى ظل اتساع الشبكة وزيادة عدد مستخدميها البالغ حوالى 2 مليون مستخدم وأصبحت مواقع للصحف المطبوعة تتضمن نسخاً إلكترونية ومجموعة من الخدمات المعلوماتية وصحفاً إلكترونية ليس لها أصل ورقى ومواقع اخبارية متخصصة. وإلى جانب الكتاب الإلكترونى المنشور على أجهزة القراء الآلية مثل أجهزة كندل وسيلكون جرافكس نجد الصحف تقوم الآن بنشر نسخ إلكترونية منها على تلك الأجهزة إلى جانب أجهزة الحاسب الكفية الجديدة مثل IPN وفى مقابل ذلك أتاح الإنترنت الفرصة للمواطن العادى لأن يعبر عن رأيه ويتحول إلى صحفى وناشر من خلال مواقع مثل يوتيوب وصحفى الكترونى متصل بالآخر عبر الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك. وأكد الدكتور بسمان الفيصل مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية والمنسق العام للمؤتمر أن عالم المعلوماتية والاتصالات المتطورة أظهر انشغالاً لافتاً بين المنتجات الالكترونية الثقافية والعلمية وباتجاهين متوازيين جمعا ما بين التجهيزات الصلبة والناعمة على حد سواء فمع الكتاب الالكترونى وأجهزته ظهرت الهيئة الرقمية للكتاب وهكذا الأمر فى الصحافة فمع الصحيفة الالكترونية ظهرت هيئتها الالكترونية. وقال: إن اختفاء الصحف الورقية والكتاب الورقى يحتاج لمدى طويل لكن التوسع أصبح واقعاً ويتوسع بصورة هائلة على مستوى العالم كله حيث ستتحول الكتابة حيثما كانت وسائل الإعلام بمختلف أنماطها إلى شحنات الكترونية وبلغة الكترونية تودع بملف الكترونى وتحكمها مفاهيم ووظائف جديدة كالايقونات العالمية والتى لها قواعد محددة يعرفها مستخدمو الانترنت مهما كانت ثقافاتهم وانتماءاتهم. منظمة رقمية وأشار د. بسمان إلى أن المنظمة أدركت مثل هذه التداعيات مبكراً وأنشأت المكتبة الرقمية الأولى عربياً وأصدرت كتباً وبحوثاً بصيغة الكترونية وأطلقت أنماط عمل فى الممارسات الإدارية جعلت من المنظمة نموذجاً عربياً للمنظمة الرقمية. وقال إن الملتقى جاء فرصة لإطلاق دعوة قوية لمراكز صنع القرار والمؤسسات العامة والخاصة لمتابعة التطورات فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومظاهرها فى الكتب والإعلام وأن يعى المسئولون أن مواكبة العالم لا تعنى بالضرورة ضياع الهوية الثقافية إن تمكننا من المساهمة فى زيادة حجم ونوع المنشور عربياً فى الشبكة العنكبوتية وحفزنا كوامن الإبداع والانتاج العلمى والفكرى فى مؤسساتنا العربية فى الجامعات ومراكز إنتاج الثقافة والفكر. وقال الدكتور محمد عهدى فضلى رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس الملتقى: إنه فى ظل التطور السريع والمتلاحق للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبروز دور الإعلام الرقمى فى مواجهة الإعلام المطبوع أصبحت الصحافة الالكترونية تقدم نفسها بأنها مستقبل الصحافة. وأشار إلى أن النشر الالكترونى من أكثر التطورات الصناعية حفاظاً وتوفيراً للطاقة التى يتسابق العلماء الآن فى ابتكار سبل توفيرها كما تستخدم تصميمات هندسية بيئية متطورة. وقال جلال دويدار الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة: إن الصحافة الالكترونية تضع عالمنا الصحفى على مفترق الطرق وفى ظل الطفرات المتلاحقة فى الثروة المعلوماتية من جانب آخر والتقدم المذهل فى الصحافة الالكترونية خلال العقدين الماضيين وتعدد اساليب البث الالكترونى والتى تخرج عن نصف الإطار المؤسسى التقليدى نجد تحدياً كبيراً وجديداً فى الشكل والمضمون. وأضاف دويدار أن أهم وثائق الصحافة الالكترونية عالم الفيس بوك حيث يشارك فيه 500 مليون والتى تكثف قوة وتأثير صحافة الفرد فى الصياغة والتأثير على الرأى العام، ناهيك عن قوة المدونات والتى تصبح أقوى المؤسسات الفردية تأثيراً وهو ما يفرض على الصحافة أن تعايش واقعاً جديداً من خلال استخدامات الإنترنت فلم يعد إصدار صحيفة الكترونية هو الهدف. وناقش المؤتمر 30 ورقة عمل مقدمة من أساتذة الإعلام والصحافة من أكاديميين وممارسين ألقوا الضوء من خلال الملتقى على التحديات التى تواجه الإعلام الرقمى ومستقبله فى المنطقة العربية وقد توصلوا إلى التأكيد على ضرورة تطوير وتنمية المؤسسات الصحفية لقدراتها لتتحول إلى مؤسسات إعلامية لا تعتمد على المطبعة والورق فقط ولكن تتعامل وتنتج وتتفاعل مع ثلاث شاشات التليفزيون والكمبيوتر والموبايل حتى لا تصبح شيئاً من الماضى فى ظل عصر الوفرة الإعلامية الشرسة غير المسبوقة، وضرورة التنبيه إلى أن الأشكال المستحدثة للصحافة الالكترونية تعيد توزيع القوة بين منتجى الأخبار إلى مستهلكيها وتخلق نموذجاً جديداً فى الإعلام يتيح لكل شخص أن يصبح صحفياً أوقائماً بالاتصال بأقل تكلفة، الأمر الذى أثر على الرسائل الإعلامية بأكملها وأوجد ما يعرف بصحافة المواطن وأهمية التعامل بذكاء مع الإمكانية غير المسبوقة التى انتجتها الوسيلة الإعلامية الجديدة والإنترنت للفرد للاختيار والانتقال والتجول بين الوسائل والمضامين المختلفة بسهولة وذلك نتيجة لإتاحة التعرض الانتقائى فى كل وقت وكل مكان. تشريعات منظمة وأوصى الملتقى بضرورة التدريب التقنى والتنمية المهنية المستمرة للصحفيين لتأهليهم للعمل الصحفى فى بيئته الالكترونية الجديدة التى تعتمد على الوسائط المتعددة والنصوص الفائقة والتفاعلية والمحتوى المتواجد بواسطة المستخدم، والرصد المستمر لاتجاهات المستخدمين من القراء ومستخدمى الإنترنت عبر وسائط رصد آليات المشاركة والدخول على المواقع التى تتيحها إمكانات شبكة الإنترنت، والبدء فى إدخال تغييرات جوهرية على شكل صالة التحرير التقليدية للصحف إلى ما يسمى غرفة الأخبار المتكاملة التى تتيح رؤية تقدم العمل آليا عبر شاشات عرض تحقق التلاحم التدريجى بين التحرير والإنتاج وتجسد التقارب بين الوسائط، وبذل المزيد من الجهد من إقناع التيار التقليدى المحافظ فى المؤسسات الصحفية بأهمية عمليات التحديث بها وتقبل فكرة الانتقال إلى العصر الرقمى المتمثل فى شبكة الإنترنت والمحمول وأجهزة القراءة الالكترونية، وأهمية الاستقرار على تعريف محدد للصحفى الالكترونى وتحديد المو اصفات والشروط الواجب توافرها والتى تعطيه الحق فى الانضمام إلى عضوية نقابة الصحفيين كمهنى محترف والاسراع بإعداد التشريعات اللازمة لإصدار الصحف الالكترونية والإعلام الرقمى بوجه عام باستخدام التوقيع الالكترونى بالتعاون والاستفادة بما تم إصداره من تشريعات فى الدول العربية والأوروبية وذلك للحفاظ على مصداقية فى الأخبار المنشورة الكترونياً.