لسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع دوره المهم والحاسم فى الحروب بصفة عامة، وفى حرب أكتوبر بصفة خاصة، التى استعادت فيها قواتنا المسلحة المصرية العزة والكرامة بفضل بسالة وعزيمة الجندى المصرى وإيمانه بقضية بلاده.. العميد شريف عبد النبى من سلاح المخابرات الحربية والاستطلاع أثناء حرب أكتوبر 73 يقلب فى الصفحات الخاصة ببطولات سلاح المخابرات الحربية والاستطلاع ويروى لنا أسراراً جديدة قامت بها المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر المجيدة.. يقول العميد شريف عبد النبى إن مهمته أثناء الحرب كانت استجواب الأسرى الإسرائيليين بعد تجميعهم فى معسكر استجواب الأسرى للحصول على معلومات منهم لاستخدامها فى تنفيذ العمليات، وهذه المعلومات كانت عن مواقع الذخيرة والسلاح وأى أشياء أخرى فى الحرب وكان يطلبها المشير شخصياً لأهميتها القصوى فى الحرب. وأضاف أنه تم التجهيز لهذه العملية على مدار شهر ونصف الشهر وكنت أيامها قائد السرية وحصلنا على تدريب جيد وتم منع الإجازات لأننا عاشقون لهذا التدريب ومؤمنون بقضية بلدنا لاسترداد الكرامة والعزة والأرض، وفى التوقيت المحدد لتنفيذ العملية أثناء انطلاق مدفع الإفطار وهذا تمويه وإخفاء للقوات المعادية وتمكنا من الاستيلاء على تلك الجزيرة وتمكنا من تدمير موقع العدو تماماً، وكنا نلقى بالقنابل من فتحات التهوية التى أقامها العدو فى ملاجئنا، وقمنا بتسوير الموقع بالجنازير وما زلت أذكر العسكرى عبدالفتاح سعداوى الذى نكس العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى على هذا الموقع واستولينا على العديد من الأسلحة والذخيرة وتركنا الموقع قبل تفجير الديناميت بدقيقتين. أما فى معركة العزة والكرامة واسترداد الأراضى معركة السادس من أكتوبر المجيدة 1973 كان دورى العمل فى معسكر الأسرى وكنا نقوم بتجميعهم كما ذكرت من قبل لاستجوابهم والحصول منهم على معلومات تفيد القيادة فى الحرب وأذكر من هؤلاء الأسرة المقدم عساف ياجورى وهذه المعلومات عن مواقع العمل وكانت تفيد قوات الصاعقة والمظلات وعن طريقها تم تدمير مواقع كثيرة للعدو الإسرائيلى والشىء الغريب أن المقدم عساف خضع للاستجواب بكامل إرادته دون أى ضغوط وحصلنا منه على معلومات أفادت قواتنا، وأذكر أنه طلب سيجارة «كليوباترا» فأعطيته أكثر من واحدة.. وكنا نعمل بكل حب وظهر معدن المصرى فى هذه الحرب لأخذ الثأر من العدو.. وتبين أن المقاتل الإسرائيلى ضئيل جداً لا يقاتل إلا بالمعدات.. وكان هناك أسير إسرائيلى من سلاح المدرعات بعد أن تم ضرب دبابتين استسلم دون مقاومة، ورفع المنديل الخاص به وعند سؤاله لماذا لم تقاوم فقال لم يكن لدى أى معدات أدافع بها.