كشف أحدث تقييم لاستراتيجية وزارة الزراعة للنهوض بمحصول الأرز أعده مركز البحوث الزراعية بالوزارة أن مصر تربعت على عرش إنتاجية الأرز على مستوى العالم لمدة 6 سنوات متتالية حيث بلغت الإنتاجية 5 أطنان للفدان بمتوسط سنوى 4.3 طن للفدان وهى أعلى إنتاجية فى العالم.والمعروف أن المساحة المزروعة من الأرز بلغت نحو 1.77 مليون فدان عام 2008 تنتج حوالى 7.24 مليون طن أرز شعير، تنتج حوالى 4.8 مليون طن أرز أبيض تغطى الاستهلاك المحلى الذى يبلغ حوالى 3.3 مليون طن ومتطلبات التصدير التى تبلغ حوالى 1.5 مليون طن. وقد بدأت خطة عمل الوزارة لتطوير واستنباط أصناف عالية الإنتاجية مبكرة النضج، بتنفيذ البرامج البحثية المتعددة منذ أوائل التسعينات وبالتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والأصناف مع مراكز الأرز الدولية والدول المتميزة فى زراعة الأرز مثل ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية والتى تزرع أصناف أرز مشابهة للأصناف التى تزرع فى مصر، وكذا مركز الأرز الدولى بالفلبين واليابان وأستراليا والصين وفيتنام وتايلاند، وكذا الدول التى تزرع الأرز بحوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك من خلال برنامج محكم ذى أهداف محددة لتربية أصناف جديدة من الأرز تهدف إلى رفع الإنتاجية إلى مستوياتها العالمية وخفض استهلاك المياه والمقاومة للأمراض والحشرات لوقف استخدام المبيدات نهائياً على هذا المحصول التصديرى المهم. وتتمثل خطة عمل الوزارة فى تطوير واستنباط اصناف عالية الانتاجية مثل (جيزة 177، جيزة 178) والتى تتميز عن الأصناف القديمة والتى كانت تزرع فى الماضى بالتبكير فى النضج حيث تصل فترة نموها إلى 120 يوما بدلاً من 160 يوما للأصناف القديمة، وكذلك استنباط اصناف مبكرة أخرى جديدة وهى سخا 101، سخا 102، سخا 103 وسخا 104، وتم تعميم زراعة هذه الأصناف فى عام 2002،وفى العام الماضى غطت هذه الأصناف نسبة 98% من مساحة الأرز نتيجة إقبال المزارعين على زراعة هذه الأصناف بشدة بعد تعرفهم عليها من خلال نشرها بحقولهم فى تجميعات ارشادية ومع الجهود الارشادية فى تدريبهم على كيفية معاملة وزراعة هذه الأصناف. ونتيجة لحصاد الأصناف المبكرة فى النضج فى منتصف شهر أغسطس وأوائل شهر سبتمبر بدلاً من أكتوبر ونوفمبر وبالتعاون مع وزارة الأشغال والموارد المائية حقق تعميم زراعة هذه الأصناف توفيراً من 2.5 إلى 3.5 مليار متر مكعب من المياه توجه الآن إلى مشاريع التوسع الزراعى الأفقى، وقد تم ذلك بتغيير مناوبات رى محصول الأرز وذلك بقطع مناوبات الرى فى نهاية شهر أغسطس والمناسب لزراعة الأصناف المبكرة بدلاً من منتصف شهر أكتوبر، ونظراً لأن هذه الأصناف مقاومة للأمراض والحشرات فقد تم ايقاف استخدام المبيدات نهائياً على هذه الأصناف. وتتضمن الخطة ايضا التكثيف المحصولى على المحافظة على خصوبة التربة ومصادر المياه، وذلك من خلال استحداث دورات زراعية وتعاقبات محصولية جديدة لتعظيم إنتاجية وحدة المساحة، واستحداث نظم مزرعية جديدة للاستفادة من عامل الوقت، هذه التراكيب يمكن تطبيقها خاصة بعد تعميم زراعة أصناف الأرز مبكرة النضج والتى يتم حصادها فى شهر أغسطس وحتى سبتمبر، مما يتيح للمزارعين زراعة ثلاثة محاصيل رئيسية فى العام الواحد، وبتنفيذ تلك الدورات الزراعية المستحدثة الجديدة يمكن رفع نسبة التكثيف الزراعى مستقبلاً إلى 250% بدلاً من 180% حالياً وكذا زيادة المساحات المزروعة من المحاصيل الرئيسية وخاصة القمح والقطن. وقد تم استنباط أصناف الأرز الياسمين والأسود المتميز والعالى فى القيمة الغذائية والذى له استخدامات خاصة لمرضى السكر وفقر الدم والتى اصبحت تتميز مصر بانتاجها اسوة بالدول التى سبقتها فى هذا المجال، وكذلك استنباط أصناف الأرز الهجين والذى تجرى زراعته لأول مرة فى مصر، حيث بدأ إجراء البحوث عليه فى برنامج التربية منذ عام 1995 وبحلول عام 2003 اصبح الأرز الهجين المصرى بحقول المزارعين بالتعاون مع فيتنام والهند. وسوف يزرع هذا العام فى مساحة 500 فدان أرز هجين بحقول المزارعين وجارٍ وضع برنامج لانتاج التقاوى لزيادة إقبال المزارعين على زراعته، حيث يحقق إنتاجية الفدان من الأرز الهجين 6 طن/فدان أى ثلاثة أضعاف الإنتاجية فى أوائل الثمانينات ويتفوق على الأصناف العادية بحوالى طن/ فدان، وبتعميم زراعة هذا الأرز الهجين مستقبلاً يمكن خفض مساحة الأرز وتوجيه المساحة التى يمكن توفيرها فى زراعة محاصيل صيفية أخرى مثل الذرة الشامية الصفراء والمحاصيل الزيتية. كما تتضمن الخطة تحسين إنتاجية الأراضى الملحية والأراضى الجديدة من خلال استنباط الأصناف والهجن عالية المحصول والتى تتضمن الظروف البيئية المعاكسة (الملوحة والجفاف والحرارة) لتلائم الزراعة فى مثل هذه الأراضى وتحديث حزمة التوصيات الفنية لمحصول الأرز ونظم الرى التى تعظم الانتاج فى هذه الأراضى. وتطوير النشاط البحثى والاعتماد على البرامج البحثية القومية لجميع محاصل الأرز وزيادة التعاون بين المكونات البحثية لكل من محصول الأرز والمحاصيل الأخرى والتعاون بين المزارعين والباحثين بالمعهد والهيئات العلمية البحثية المحلية لتحقيق الأهدف الاستراتيجية (زيادة الإنتاج - المحافظة على المصادر الطبيعية - الأرض - المياه - البيئة)، ورفع كفاءة الباحثين من خلال التدريب والزيارات العلمية وحضور المؤتمرات المحلية والأجنبية. وبدراسة وتقييم مخلفات قش الأرز وجد أن قيمتها الغذائية كعلف للحيوان تعادل تبن القمح وهو المخلف التقليدى الذى يقدمه الفلاحون لحيواناتهم كمادة خشنة مالئة، وقد تمت التوصية بفرم هذه المخلفات باستخدام ماكينات الدراس المحلية، وحالياً تستخدم هذه المخلفات كأحد البدائل الرخيصة لتبن القمح فى العديد من المحافظات. كما تتضمن ضرورة التأكيد على استمرار الحملة القومية للأرز بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ومراكز البحوث والجامعات المصرية لما حققته من إنجازات مهمة فى الفترة الماضية، وتوفير تقاوى أصناف وهجن الأرز مع الإشراف على إكثار التقاوى المسجلة والمعتمدة للمحافظة على نقاوة الأصناف وثبات صفاتها الوراثية واستكمال الطاقة اللازمة لإعداد تقاوى المحاصيل الرئيسية كالقمح والأرز وذلك بإنشاء محطات مراكز غربلة وإعداد. والتوسع فى تنفيذ اعمال التسوية الدقيقة باستخدام أشعة الليزر لترشيد استهلاك المياه على المستوى الحقلى فى المساحات المخصصة لزراعة الأرز نظراً للاحتياجات المائية المرتفعة لهذا المحصول وأثر ذلك على علاج مشكلة ارتفاع مستوى الماء الأرضى، والتوسع فى عمليات كبس قش الأرز وتبن القمح بزيادة عدد المكابس من (400) مكبس حاليا قامت بكبس مساحة 83125 فداناً إلى (1000) مكبس تقدر المساحة المستهدف كبسها 200 ألف فدان للمحافظة على البيئة من التلوث.