من هو الرئيس القادم لكوريا الشمالية؟ .. يعد هذا السؤال أحد أهم الأسئلة المطروحة حاليأ على الساحة الدولية وكذلك لدى مراكز الأبحاث والمهتمين بالشأن الكورى الشمالي. ويأتى تزايد الإهتمام الدولى نظرآ لقلة المعلومات المتوفرة حول الأوضاع السياسية فى بيونج يانج. وفى هذا السياق تناولت مجلة النيوزويك الأمريكية بالتحليل زيارة الرئيس الكورى الشمالى كيم كونج إيل بصحبة ابنه الأصغر كيم كونج وان إلى الصين الاسبوع الماضى فى زيارة مفاجئة خاصة لرئيس تعد زيارته الخارجية محدودة، كما أنه سبق أن زار الصين خلال شهر مايو الماضى . وتشير «نيوزويك» إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى الحصول على مباركة بكين على تولى ابن كيم كونج إيل ليكون خلفا له و لتكون هذه الزيارة بمثابة جولة تدريبية لابنه للإطلاع على العلاقات الكورية الشمالية مع الحليف الصيني. من جهة أخرى ، أفادت بعض التقارير الإخبارية أن كيم كونج يعانى من تدهور مستمر فى صحته حيث تعتقد أجهزة مخابرات الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية أن هذه الزيارة تهدف أيضا إلى تلقى العلاج فى أحد المستشفيات الصينية وذلك بعد تعرضه لوعكة صحية خطيرة فى 2008 تركته شبه مشلول، بإلاضافة إلى طلب مساعدة الصين المادية لمساعدة بلاده بعد الفيضانات الأخيرة التى أثرت على المحاصيل الزراعية و تركت البلاد فى شبه مجاعة . ومن جانبها ، ذكرت صحيفة «الأبزورفر» البريطانية نقلا عن شى ينهونج – أستاذ متخصص فى الشأن الكورى بجامعة الشعب الصينية – أن السبب وراء هذه الزيارة لكيم كونج هى حاجة الأخير إلى مساعدة بكين لتخفيف حدة التوتر وضمان بيئة مستقرة ودعم صينى من أجل تولى إبنه الرئاسة ، وأضاف أن هذه الزيارة ربما تكون إشارة إلى أن كوريا الشمالية مستعدة للعودة للمحادثات السداسية حول برنامجها النووى مشيرا إلى لقاء الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر مع أحد المسئولين من حزب العمال الكورى و الذى أشار إلى استعداد بيونج يانج للعودة للمحادثات السداسية . وتضيف الصحيفة أنه من المتوقع أن يعقد اجتماع الشهر المقبل لكبار المسئولين فى الحزب الحاكم والدولة وسط تكهنات بأن يتم تقديم الإبن الأصغر كيم كونج وان –الذى يبلغ من العمر 27 عاما- كرئيس مقبل للحزب الحاكم وللدولة . ومن جانبه يرى شيونج سيونج تشانج – متخصص فى الشأن الكورى و زميل معهد سيجونج بسول- أن الهدف الحقيقى لهذه الزيارة هو التأكيد على تولى كيم كونج الابن السلطة من بعده ليصبح أمر واقعآ وليمنع أى اعتراض أو أى محاولة للانقلاب على ولى العهد، وحتى يضمن كيم كونج فى حالة وفاته ألا ينقلب الجيش أو تحدث حالة طوارئ فى البلاد ويتم نقل السلطة بشكل سلمى . وعلى الرغم من ذلك ، فليس كل المحللين مقتنعين بأن تولى كيم كونج الابن لرئاسة سيكون محسوما أو أن الزيارة الأخيرة للصين كان الغرض منها الحصول على دعم بكين، حيث يرى بعض المحللين أن هذه الزيارة طبيعية جدا نظرا لأن الصين هى الحليف الوحيد والممول الرسمى لبيونج يانج فى حالة تعرضها للأزمات وهو ما يبدو جليا فى كل من أزمة الملف النووى الكورى الشمالى و أزمة غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية.