وسط توتر شديد على الحدود بين الكوريتين بسبب البرنامج النووى لكوريا الشمالية وخاصة بعد قيام الأخيرة بهجوم مدفعى على جزيرة بيونج يانج كوريا الجنوبية فى 23 نوفمبرالماضى أجرى مسئولون عسكريون أمريكيون مع نظرائهم الصينيين محادثات مثمرة شملت قضايا كوريا الشمالية والأمن البحرى والبرنامج النووى الإيرانى، إذ التقت ميشيل فلورنوى وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية لشئون السياسات مع الجنرال ما شياو تيان نائب رئيس هيئة أركان جيش تحرير الشعب الصينى. واعتبرت الولاياتالمتحدة على لسان مايكل مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة أن بيونج يانج تمثل خطرا متزايدا يتعين وقفه، لكنها أكدت أن أى رد فعل يجب أن يكون حذرا ومتوازنا كى لا يؤدى إلى تصعيد الصراع. وفى الوقت نفسه قال مولن إن بلاده ترى دورا مهما للغاية للصين فى التعامل مع تصاعد التوترات فى المنطقة باعتبارها واحدة من الدول القلائل التى لديها نفوذ على بيونج يانج وبالتالى عليها مسئولية فريدة فى هذا الشأن. كما حث مولن أيضا اليابان على الاضطلاع بدور أكبر فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة مثل المشاركة فى تدريبات مشتركة مع الجيشين الأمريكى والكورى الجنوبى. وكانت كوريا الشمالية قد نشرت تقريرا يدافع عن قصفها المدفعى الشهر الماضى لجزيرة بيونج يانج الذى أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، متهمة سول وواشنطن بتصعيد التوتر بشكل مستمر فى المياه المتنازع عليها قبالة ساحلها الغربى. ووصف التقرير كوريا الجنوبية بأنها دمية وداعية حرب وبأنها تسعى لتوسيع نطاق النزاع، حيث بدأت بإطلاق النار على الحدود تحت ذريعة إجراء مناورات عسكرية بشكل يمثّل تحريضا واضحا لدفع كوريا الشمالية إلى اتخاذ إجراء عسكرى مضاد. وفى غضون ذلك يقوم جيش كوريا الجنوبية بتدريبات بحرية بالذخيرة الحية تستمر فى 27 موقعا، دون أن تشمل الجزر الحدودية مع الجارة الشمالية وذلك بالرغم من تحذيرالمدير السابق للمخابرات الأمريكية دينس بلير من أن سول تفقد صبرها إزاء بيونج يانج، وقد تشن عملا عسكريا ضدها ردا على قصف شمالى الشهر الماضى الذى أوقع أربعة قتلى جنوبيين. ومن جانبها أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن الولاياتالمتحدة ملتزمة جدا بعلاقاتها وتحالفها مع كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أنهما عقدا العزم على بحث كل قضية والتوصل فيها إلى نتائج حول السبل المناسبة للتقدم للأمام. وتعد الولاياتالمتحدة حليفا رسميا لكوريا الجنوبية منذ عام 1954 حيث وقعتا على معاهدة للدفاع المتبادل فى أعقاب الحرب الكورية، ويوجد ما يقارب من 30 ألف جندى أمريكى متمركزين فى كوريا الجنوبية يذكر أن جزيرة بيونج يانج تقع إلى الجنوب مباشرة من خط الحدود البحرية الذى وضعته الأممالمتحدة عقب الحرب الكورية التى استمرت ثلاث سنوات بين 1950 و1953، وانتهت بتوقيع اتفاق هدنة دون اتفاق سلام، علما بأن كوريا الشمالية لا تعترف بهذا الخط وتؤكد أن الجزيرة تقع ضمن حدودها.