قدم وزير الدفاع في كوريا الجنوبية كيم تاي يانج استقالته من منصبه على خلفية الانتقادات الداخلية العنيفة التى تعرض لها بسبب ما وصف في سول بالتعامل العسكري المتخاذل مع الاعتداء الكورى الشمالى على جزيرة يونبيونج الثلاثاء الماضي . كان نواب فى البرلمان الكوري الجنوبي بما فيهم اعضاء الحزب «الوطنى الكبير» الحاكم قد طالبوا بإقالة وزير الدفاع وعدد من كبار القادة العسكريين لعدم قيامهم بالرد المناسب على مهاجمة كوريا الشمالية للجزيرة الكورية الجنوبية الواقعة على حدود البلدين في مياه البحر الاصفر . وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن النواب ألقوا باللوم على الوزير والقادة العسكريين بعد تصريحات الرئيس الكورى الجنوبي هونج سانجبيو والتي قال فيها انه أمر الجيش بمعاقبة كوريا الشمالية على قصفها للجزيرة بالفعل وعدم الاكتفاء بالكلام . في غضون ذلك قال المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي ان سول قررت دعم ترسانتها العسكرية بشكل كبير في البحر الاصفر لمواجهة أي هجمات جديدة محتملة من جانب جارتها الشمالية وقالت متحدثة باسم الرئيس انه سيتم تزويد القوات على الجزر الخمس في البحر الاصفر بأحدث الأسلحة فى العالم . كان الهجوم الكورى الشمالى قد اسفر عن مقتل اثنين من مشاة البحرية واثنين من المدنيين كما أصيب 18 شخصا آخرين في تصعيد عسكري للتوتر بين الكوريتين والذي تصاعد في مارس الماضي بعد أن اتهمت سول, بيونج يانج باغراق إحدى سفنها العسكرية وقتل 46 بحارا كانوا على متنها. وقد ذكرت لجنة الطوارئ في جزيرة يونبيونج أنه سيتم استكمال اجلاء بقية سكان الجزيرة قبل مناورات عسكرية مشتركة مع الولاياتالمتحدة تقرر ان تبدا بعد غد حيث جرى اتفاق بين البلدين على اجراء هذه المناورات عقب الهجوم . وقد وصف وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونج هوان هذه المناورات بانها رسالة واضحة لكوريا الشمالية بان بلاده لن تسكت على اي انتهاك جديد لاراضيها فيما هددت كوريا الشمالية بشن هجمات جديدة على جارتها الجنوبية . وحملت بيونج يانج الولاياتالمتحدة وجارتها الجنوبية المسئولية عن التوتر الراهن واعلنت رفضها مقترحا من جانب قيادة الأممالمتحدة المكلفة بمراقبة الهدنة بين الكوريتين للتفاوض من اجل فض النزاع وقال بيان كوري شمالي ان بيونج يانج لا ترى ميزة عملية من وراء المحادثات. وفي تطور متصل بأزمة الكوريتين أعلن فى كل من بكين وسول أن الزيارة التى كان من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي هذا الأسبوع الى كوريا الجنوبية قد تأجلت بسبب «مسائل تتعلق بارتباطاته المسبقة» وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن البلدين يعتزمان تحديد موعد جديد لزيارة يانغ فيما اعرب المراقبون عن اعتقادهم بأن تأجيل زيارة الوزير الصينى إنما يعزى الى غضب سول من موقف بكين حيال الأحداث الجارية فى شبة الجزيرة الكورية . كان وزير خارجية كوريا الجنوبية قد ذكر أن سول ستبذل ما بوسعها لحشد التعاون من جانب الصين وروسيا الدولتين دائمتي العضوية بمجلس الامن واللتين ترتبطان بعلاقات جيدة مع كوريا الشمالية لبحث سبل التعامل مع بيونج يانج في أعقاب الهجوم الأخير على الاراضي الكورية الجنوبية . وكانت جهود كوريا الجنوبية لادانة جارتها الشمالية في مجلس الامن بسبب التورط في إغراق سفينة حربية لسول في مارس الماضي قد تعثرت بسبب موقف الصين وروسيا المؤيد لبيونج يانج وهو ما تكرر في الازمة الاخيرة حيث تجنبت الدولتان توجيه ادانة مباشرة لكوريا الشمالية . وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو عقب محادثات في موسكو مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن حكومته تعارض «أي استفزاز عسكري» في شبه الجزيرة الكورية وحث جميع الاطراف على ضبط النفس فيما قال ميدفيديف إن روسيا تدعم عودة مبكرة للمحادثات المتعثرة التي تشارك فيها الكوريتان والولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا وتهدف إلى إنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي. جاء ذلك على الرغم من الضغوط الامريكية على بكين لممارسة ضغوط بدورها على كوريا الشمالية للتوقف عن القيام بإجراءات استفزازية حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي جيه كراولي انه يتعين على الصين الحديث بصراحة عمن يتحمل المسئولية عن الوضع الراهن والوتر الحالي . ويرى مراقبون غربيون ان التصعيد من جانب كوريا الشمالية يتعلق بمخاوف الحزب الشيوعي الحاكم في بيونج يانج من الانهيار الداخلي وفقده للسلطة وان بكين لها مصلحة مباشرة في استمرار هذا النظام كما ان انهياره قد يخلق مشاكل مباشرة لها اهمها تدفق اللاجئين على حدودها . وينتظر ان تعقد كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة واليابان اجتماعا ثلاثياعلى مستوى وزراء الخارجية في واشنطن الشهر المقبل لاجراء محادثات حول الازمة الراهنة بين الكوريتين وقالت مصادر امريكية مسئولة انه يجري التنسيق بين الدول الثلاث للاتفاق على الموعد .