شهد معبد دندرة بقنا، إقامة متحف مفتوح لعدد من تماثيل الآلهة حتحور "هاتور" آلهة الحب والسماء والجمال والأمومة عند القدماء المصريين. ويعود تاريخ معبد دندرة بقنا لعصر ما قبل الأسرات، كما يقول المؤرخون وقد عاصر تطورات كثيرة على كافة عصور مصر المختلفة حتى اكتمل بناؤه بالكامل في عصر البطالمة، وتم وصفه بأنه مجموعة معابد وليس معبدًا واحدًا، وقد رصد كتاب "وصف مصر" لعلماء الحملة الفرنسية وصفًا دقيقًا لرسوماته البديعة. في العصور الحديثة، ووقت التنقيب عن المعبد، كان المعبد مغطى بالرمال إلى النصف تقريبًا، وهو الذي حافظ على الرسومات على جدران المعبد، كما حافظ عليها من النهب، ووجدت الغرف العليا في المعبد مسكونة، وعاش فيها أناس فترات طويلة، وكانوا يوقدون النار لطعامهم والتدفئة، وكانوا يبحثون عنه عن زبل الخفاش لاستخدامه في السماد وقد زاره عدد من رؤساء ووزراء مصر ورؤساء وملوك دول العالم مثل الملكة أوجيني في وقت الاحتفال بافتتاح قناةالسويس عام 1869م، وتضم المتاحف العالمية الكثير من مجسمات أثرية من المعبد العتيق. ويقول عبدالحكيم الصغير، مدير معبد دندرة ل"بوابة الأهرام "، إن المعبد زاره هذا العام 2018م نحو 45 ألف سائح أجنبي من جنسيات أجنبية مختلفة، بينما زاره نحو 21 ألف من المصريين حيث المعبد يوصف بأنه فاكهة الآثار المصرية لما يضمه من رسومات بديعة وقد شاهد السياح والزائرون لأول مرة المتحف المفتوح للمعبد بعد قيام البعثة الفرنسية باستخراجها من المخزن المتحفي وعرضها في أرجاء المعبد. ويضيف "الصغير"، "المعبد يتميز باللوحات والنقوش البديعة، ورسومات من عهد البطالة حيث توجد تماثيل لكيلوباترا كما توجد على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس وتبريوس ونيرو، وهم يقدمون القرابين إلى الآلهة "حتحور" كما كان يفعل المصريون القدماء، كما توجد بها غرفة "الوردة المقدسة" ومناظر في غاية الروعة لآلهة "حتحور" وسرداب يضم الكثير من الرسومات البديعة. ارتبط سرداب معبد دندرة بالخرافة التي انتشرت منذ سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي وهي "خرافة" تؤكد أن الفراعنة اكتشفوا الكهرباء وعرفوا اللمبات الكهربائية وقاموا باستخدامها، بناء على قراءة رسومات عمود يطلق عليه "الجد" المتواجد في نهاية أحد السراديب بمعبد دندرة والذي يضم 13 سردابًا. وهي الخرافة التي يكذبها الأثريون، مؤكدين أن السرداب يضم أشكالا لمظاهر الكون، كما تؤكد الكتابات الهيروغليفية، فالمعبد تم رصد من خلاله الكثير من الظواهر الفلكية ومنها القمر الدموي. ويوضح "الصغير" أنه تم إقناع البعثة الفرنسية التي تعمل في المعبد بعرض بعض التماثيل التي تم اكتشافها منذ عصر الأثري الإنجليزي بتري والذي زار محافظة قنا عام 1893م نهايات القرن التاسع عشر، حيث قام بالتنقيب في معابد قفط ومعبد دندرة غرب قنا، مضيفًا أنه تم عرض أيضًا تماثيل مكتشفة كانت موضوعة بالمتحف المخزني منذ بدأ الكشف عن المعبد وترميمه عام 1875 بواسطة "يوهانز دومشين"، والذي قام بالكشف عن المعبد. وأوضح مدير معبد دندرة، أن البعثة الفرنسية قامت بعمل مصاطب لتماثيل آلهة الحب ووضعتها داخل المعبد، ليمثل متحفًا مفتوحًا لمشاهدة تماثيل الآلهة "حتحور" والتي تجذب كل العام آلاف السائحين لمشاهدة عظمة الآثار المصرية في قنا. الجدير بالذكر أن البعثة الفرنسية التي تعمل بمعابد قفط ودندرة استطاعت العام الماضي 2017م الكشف عن الكثير من المكتشفات سواء بمعابد مركز قفط أو دندرة الذي له شهرة عالمية في كافة أنحاء العالم، كما تقوم بعمل حفائر، وهي الحفائر التي توصلت للكثير من قطع الفخار، التي تمثل الحقب التاريخية التي مرت علي المعبد، وكذلك اكتشاف البعثة لتمثال خادم الكاهن في المعبد، حيث تم تسجيل الآثار المكتشفة، وتم إعطاء رقم لها، وتم وضعها في المتحف المخزني للقيام بعمل دراسات أثرية عنها.