قال مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن اللجنة الدائمة للآثار المصرية وافقت على استكمال أعمال الرفع التي تجريها بعثة المعهد العلمي الفرنسي بمعبد دندرة. ومن المقرر أن تبدأ البعثة المرحلة الجديدة من عملها منتصف الشهر القادم، تحت إشراف التفتيش الأثري بالمعبد، بأعمال الرفع المعماري لبيت الولادة (الماميزي) وتصوير المباني الأثرية داخل وخارج المعبد عن طريق طائرة صغيرة لاسلكية، بالإضافة إلى أعمال المسح الأثري جيوفيزيقي وجيومورفولوجي داخل وخارج المعبد. كما وافقت اللجنة الدائمة كذلك على استكمال أعمال بعثة جامعة فيينا والتي تقوم بأعمال حفائر بموقعي الشيخ فضل وأولاد الشيخ بمحافظة المنيا، وذلك بالتعاون مع قطاع المشروعات والتفتيش الأثري بالموقعين. ويعود تاريخ دندرة إلى عصر ما قبل الأسرات في مصر، ويدل على ذلك المقابر القديمة القريبة من حائط معبد "هاتور"، وكانت دندرة عاصمة للكور السادس من صعيد مصر القديمة، وكانت "هاتور" معبودتها الرئيسة، يرجع نظام معبد هاتور إلى عهد خوفو، كما قام بيبي الأول بترميمه فيما بعد. وقت التنقيب والكشف عن المعبد وترميمه في عام 1875 بواسطة "يوهانز دومشين"، كان المعبد مغطى بالرمال إلى النصف تقريبا، وهو ما حافظ على الرسومات على جدران المعبد وأعمدته، كما حافظ عليها من النهب، كما وجدت الغرف العليا في المعبد مسكونة، وعاش فيها أناس فترات طويلة، كانوا يوقدون النار لطعامهم والتدفئة، لذلك نجد حتى اليوم آثار الهباب على الأسقف الداخلية للمعبد. استمرت عملية بناء المعبد الجديد نحو 200 سنة، ويتميز بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، كما توجد على جدرانه مخطوطات هيروغليفية، وتغطي الجدران والأعمدة تماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال وتبين النقوشات الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس وتبريوس ونيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين. تأتي بعد دخول البوابة الكبيرة للمعبد صالة كبيرة بدأ بناءها القيصر أغسطس، وأنهى بناءها القيصر نيرو، وهي مرفوعة على 24 من الأعمدة مصفوفة في أربعة صفوف. يبلغ ارتفاعها 27 متر وطولها 43 متر، وتأتي بعد تلك الصالة ثلاثة صالات أخرى مختلفة الأحجام، و11 من الغرف الجانبية الصغيرة، يبلغ طول المعبد 81 متر وعرضه 34 متر.