عاد معبد دندرة يتلألأ من جديد بعد مئات السنين والعقود بألوانه الزاهية وبأيدي أحفاد من بناه ليثبت الفراعنة وأحفادهم أنهم يستحقون حضارة7 آلاف عام وليعود المعبد . الذي يعد أحد أهم المعابد الأثرية في جنوب مصر الي صورته الاولي لتفتح بواباته امام تدفق السائحين بعد إزالة سناج ومواد كربونية محملة بالسواد غطت اسقف المعبد وأعمدته مئات العقود وحتي يتتبع المترددون عليه رحلة في عالم الفلك وتابلوهات للإله حتحور إله الجمال باسقف المعبد. ومعبد دندرة والذي كان قد شيد سنة116 قبل الميلاد بحسب الأثري ربيع حمدان مدير عام منطقة آثار قنا يتكون من عدة عناصر معمارية تتمثل في البوابة الرئيسية لدخول المعبد للمرور إلي مدخله حيث يوجد علي يمين الزائر مبني يطلق عليه بيت الولادة الماميزي مرورا للكنسية القبطية التي ترجع للقرن الخامس الميلادي ثم الي ماميزي آخر يطلق عليه ماميزي الملك نقطنيو مرورا بالمصحة ثم الوصول إلي صالة الأعمدة الكبري وهي الصالة التي تحتوي علي24 عمودا تمثل ساعات الليل والنهار. وستشهد أسقف هذه الصالة علي براعة المصريين القدماء في علم الفلك الأبراج الفلكية مرورا بصالة أعمدة أخري يطلق عليها صالة تأسيس المعبد ثم صالة أخري يطلق عليها صالة الأضاحي الخاصة بتقديم القرابين, ثم الوصول الي قدس الأقداس وهو المكان الذي يوجد به تمثال الإله ولا يتم فتحه إلا خلال الأعياد والاحتفالات الرسمية, ثم مرورا إلي السراديب الموجودة حول قدس الأقداس التي كانت تستخدم في حفظ المقتنيات الثمينة مرورا إلي مقصورة الإله نوت إله السماء. وقال حمدان إن بالمعبد سلما للصعود يأخذ الشكل الدائري مسجل عليه نقوش توضح الاحتفالات التي كانت تقام بالمعبد والخاصة بالإله حتحور إله المعبد وصولا لسطح المعبد حيث نري المقاصير الأوزيرية الخاصة بالاله أزوريس ثم الوصول الي غرفة الزوديك وهي غرفة الأبراج الفلكية والتي توضح براعة القدماء المصريين قي علم الفلك ويحاط بهذه المجموعة المعمارية سور من الطوب اللبن وذلك لحماية المعبد. وعن المشروع الذي أعاد للمعبد رونقه من جديد أكد فتحي عاشور مدير عام ترميم وصيانة الآثار بقنا وسوهاج والبحر الاحمر أن أعمال الترميم والتنظيف وإزالة السناج من الصالة الأولي لمعبد دندرة بدأت في موسم2007/2006 وإنتهت في موسم2011/2010 علي مدار40 شهرا وتضمنت الأعمال إزالة السناج بالكامل من السقف والجدران والأعمدة بالصالة وموضحا أن السناج عبارة عن مادة الكربون الناتجة من إحتراق المواد المختلفة سواء خشبية وما غير ذلك والتي تكونت خلال فترة بداية المسيحية حيث هرب المسيحيون الأوائل من ظلم وطغيان الرومان إلي الأماكن البعيدة عن العمران مثل معبد دندرة واتخذوه مكانا للإقامة والإعاشة, وكان نتيجة لذلك تكوين السناج علي مر السنين بسقف المعبد وجدرانه نتيجة لاستخدام المواقد البدائية لطهي طعامهم. وقال إن فريق العمل لإزالة السناج تكون من حوالي20 أخصائيا وفني ترميم من العمالة المصرية الخالصة والتابعة للمجلس الأعلي للآثار, واستطاع فريق العمل إظهار الألوان الأصلية الموجودة تحت السناج بدون أيه تأثيرات عليها خلال الإزالة, والمواد المستخدمة عبارة عن تركيبة من4 مواد ونسب مختلفة وهي موجودة ومتوافرة بالسوق المحلية وهي تركيبة مصرية خالصة وسوف يتم العمل خلال هذا الموسم في الصالة الثانية للمعبد تحت إشراف أ.د عبلة عبدالسلام رئيس الإدارة المركزية لصيانة وترميم الآثار. وهذا المشروع الضخم يتم للمرة الأولي بالمجلس الأعلي للآثار تحت إشراف مصري خالص سواء من العمالة وتركيبة المواد وجميع الإمكانات اللازمة للمشروع. وسط حالة من الإنبهار إرتسمت علي وجوههم داخل المعبد إلتقت الأهرام مع مجموعة من السائحين الإنجليز الذين اندهشوا من براعة المصريين القدماء والألوان الزاهية الموجودة بأعمدة الصالة الأولي وسقف وجدران المعبد وكانوا برفقه خيرة سيف النصر المرشدة بإحدي الشركات السياحية والتي قالت إن الأعمال التي تم الانتهاء منها بالصالة الأولي أظهرت لنا الرسومات والكتابات الفرعونية التي كانت مختفية تماما تحت السناج مما ادي إلي سهولة قراءة ومعرفة ما تحتوية هذه الرسومات والكتابات. ويقول جوزيف بابيك مهندس معماري إنجليزي: إنني لأول مرة أشعر بجمال هذا المعبد ولم أكن أتصور مدي إتقان الفراعنة القدماء ووصولهم إلي علم الفلك وكذلك اتقانهم في إنشاء هذا الصرح الأثري. ويقول الآن هولي55 سنة: لقد قمت بزيارة هذا المعبد منذ20 عاما مشيرا الي التغيير الكبير الذي حدث به من أعمال الترميمات وإظهار الألوان المبهرة بالسقف والأعمدة. وتقول سارة هولي: لقد حضرت مع زوجي من قبل لكني في هذه المرة تفاجأت بالأعمال الجميلة التي شدتني لأري روعة الفنان المصري القديم وسأطلب من جميع أصدقائي بإنجلترا ضرورة زيارة المناطق الأثرية بمصر بصفة عامة ومعبد دندرة بصفة خاصة لرؤية جمال الألوان الزاهية المنتشرة بجدرانه ومدي الإتقان في العمل.