ما إن تطالع الصفحات الأولى لرواية «هنا بدن» (مركز المحروسة»، القاهرة) للروائية المصرية بسمة عبد العزيز؛ يصاحبك الشعور أنك دخلت في عالم «1984» لجورج أورويل، و«فهرنهايت 451» لراي برادبري، و«عالم جديد شجاع» لدوس هكسلي، وغيرها من الروايات التي تتناول الأنظمة الشمولية. «هنا بدن» تُصنّف ضمن ما يطلق عليه «أدب الديستوبيا» الذي يتعرض لمثل هذه القضايا ويعني المصطلح ذو الأصل اليوناني المدينة الفاسدة على عكس اليوتوبيا المدينة الفاضلة. تقع الراوية في 500 صفحة من القطع المتوسط وموضوعها دولة ليس لها اسم يعاني شعبها الفقر والجهل، وحكامها لا يتورعون عن ارتكاب أفظع الجرائم من أجل الحفاظ على مصالحهم، مستعينين بإعلام يتفنن في قلب الحقائق، ودعاة يفتون على هوى الساسة ورجال الأعمال النافذين.