وزيرة التنمية المحلية: 6 برامج تدريبية لرفع كفاءة العاملين بسقارة غدًا    «تمريض قناة السويس» تناقش مشاريع تخرج الدفعة الثانية من برنامج المقاصة    وزير التربية والتعليم يلتقي بمجموعة من الخبراء اليابانيين    استقرار أسعار الدواجن اليوم السبت 23 أغسطس 2025    وزيرا «الإنتاج الحربي والبترول» يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك    وزير العمل يتفقد وحدتي تدريب مهني متنقلة قبل انطلاقهما غداً للغربية    وزيرة التخطيط تختتم زيارتها إلى طوكيو بعقد لقاءات مع مسؤولي جايكا ويونيسيف    8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    مصر تُرحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية    ترامب يُهدد بالاستيلاء الكامل على واشنطن.. ورد قوي من مسؤولي العاصمة    انطلاق مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام في البريميرليج    الزمالك يتظلم من قرار سحب أرض النادي ب 6 أكتوبر ويؤكد صحة موقفه    رحلة الموت.. غرق 6 طلاب وإصابة 24 آخرين بشاطئ أبو تلات غرب الإسكندرية    تعرف على موعد انخفاض درجات الحرارة    حبس السائق المتسبب بحادث طريق مطروح 4 أيام على ذمة التحقيقات    «البيئة» تعلن الانتهاء من احتواء بقعة زيتية بنهر النيل    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 2 أجانب خارج مصر    أجواء حماسية بحفل روبي.. دينا الشربيني وكريم عبد العزيز وزوجته يخطفون الأنظار    وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    القاهرة الإخبارية: طيران الاحتلال يقصف المناطق الشرقية لمدينة غزة    حملة «100 يوم صحة» تقدم 59 مليون خدمة طبية خلال 38 يومًا    محافظ أسوان يتفقد وحدة صحة أسرة العوينية بمركز إدفو    قافلة «حياة كريمة» تقدم خدماتها الطبية المجانية لأكثر من 1050 مواطنًا بمركز المنيا    وكيل صحة الأقصر يتابع مبادرة 100 يوم صحة لفحص وخدمة الأهالى فى قرى البياضية    صراع الأجيال وتجديد الدماء    لا دين ولا لغة عربية…التعليم الخاص تحول إلى كابوس لأولياء الأمور فى زمن الانقلاب    البابا تواضروس يترأس قداس تدشين كنيسة القديس مارمينا العجايبي بالإسكندرية    قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 6 آلاف قضية متنوعة خلال 24 ساعة    إسلام جابر: تجربة الزمالك الأفضل في مسيرتي.. ولست نادما على عدم الانتقال للأهلي    ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا    ما أسباب استجابة الدعاء؟.. واعظة بالأزهر تجيب    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحيي ذكرى وفاة العالم الكبير الشيخ مصطفى المراغي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : إلى أين!?    استئناف مباريات الجولة الأولى بدوري المحترفين    تحقيق استقصائى يكتبه حافظ الشاعر عن : بين "الحصة" والبطالة.. تخبط وزارة التعليم المصرية في ملف تعيين المعلمين    "يونيسيف" تطالب إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها والسماح بدخول المساعدات بالكميات اللازمة لغزة    طلقات تحذيرية على الحدود بين الكوريتين ترفع حدة التوتر    جامعة القاهرة تُطلق قافلة تنموية شاملة لمدينة الحوامدية بالجيزة    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر ربيع الأول اليوم    حسن الخاتمة.. وفاة معتمر أقصري أثناء أدائه مناسك الحج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    لأول مرة.. الأمم المتحدة تعلن رسميا: المجاعة في غزة تصل للدرجة الخامسة    سعر السبيكة الذهب (جميع الأوزان) وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 23 أغسطس 2025    المكرونة ب210 جنيهات.. أسعار السمك في مطروح اليوم السبت 23-8-2025    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    استشهاد 19 فلسطينيا إثر قصف إسرائيل خيام النازحين بخان يونس ومخيم المغازي    تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    ثوانٍ فارقة أنقذت شابًا من دهس القطار.. وعامل مزلقان السادات يروي التفاصيل    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    أهداف إنشاء صندوق دعم العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد    «ميستحقوش يلعبوا في الزمالك».. إكرامي يفتح النار على ألفينا وشيكو بانزا    بطريقة درامية، دوناروما يودع جماهير باريس سان جيرمان (فيديو وصور)    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الزومبي» للنخبة فقط.. والبسطاء يمتنعون!
نشر في الأخبار يوم 20 - 03 - 2016

ذهبت والمخرج عبد الغني زكي لمشاهدة عرض ∩الزومبي والخطايا العشر∪ نتاج ورشة الكتابة التي قام بها مخرج العرض طارق الدويري بالاشتراك مع نشوي محرم، التقينا ليلتها مع الناقد الكبير حسن عطية والكاتب المسرحي أبو العلا السلاموني، ما ان اتخذنا مقاعدنا إلا وطاردنا كشاف اضاءة متحرك في مؤخرة خشبة المسرح ارهق عيوننا واثار استفزازنا، ادركنا من الوهلة الاولي ان مخرج العرض يريد ان يصل بنا والمتفرجين معنا لهذه النتيجة الاستفزازية التي تجعل كل منا ∩زومبي∪ منوما مسلوب الإرادة والوعي، مثل شخوص العرض الذين يتحركون بلا وعي وبلا منطق وبلا معني فهم كما الأحياء العائدين من الموت، وجوهنا معكوسة مع بقية الجمهور علي شاشات في اجناب وخلفية خشبة المسرح لكي يؤكد المخرج أننا جميعا ∩زومبي∪، نحن مثل صورة ∩سيزيف∪ الذي يحمل صخرته في خلفية المسرح وكلما حاول الصعود تسقط منه فيعود ليحملها من جديد، فور خروجنا من العرض المبهر في تقنياته برغم التسجيلات الصوتية المشوشة التي لا تجعل الاذن تلتقطها بوضوح، نظرنا جميعا لبعضنا البعض وكل منا يسأل الآخر: ماذا يريد المخرج طارق الدويري بهذا العرض؟! وهل هو عرض مصنوع لفئة معينة من النخبة؟! وهل يستطيع المشاهد البسيط ان يستوعب العرض ويفك شفراته وطلاسمه الغامضة التي ستربكه وتجعله يكره المسرح ويقلع عنه؟!
كان علي الجهة المنتجة للعرض ان توزع مع ∩بانفلت∪ العرض مذكرة تفسيرية ارشادية تقدم للمشاهد البسيط سطورا قليلة لرواية ∩1984∪ لجورج اورويل، ورواية ∩فهرنهايت 415∪ لراي برادبري، وكتابات واشعار وديع سعادة، باعتبارها المصادر التي قامت عليها ورشة كتابة وصناعة هذا العرض، لأن من لم يقرأ ما سبق أو يكون لديه ادني معرفة بتلك الروايات سوف يخرج من العرض وحالته النفسية والذهنية تجعله يصب اللعنات علي العرض وصناعه، قد يبدو العرض واضحا في ذهن صانعه، لكنه لن يكون كذلك بالنسبة للمتلقي البسيط الذي يستهدفه مسرح الدولة بالدرجة الأولي، لأن المسرح يصنع من اجل الجماهير بكافة فئاتها!
لفت نظري في بانفلت المسرحية اشارة من الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر ان العرض ينتمي لمسرح ما بعد الحداثة، مسرح الصورة المفككة المعروضة بشكل غير منطقي للدخول لعوالم ∩أرتو∪ السحري لاقتناص لحظات القسوة، فهل سيتخذ مركز الهناجر هذا المنهج في كل عروضه، وهل جمهورنا في حاجة لهذه النوعية من المسرح الكابوسي، ورؤي طارق الدويري العنيد المتمرد الفوضوي الثائر، كما يقول محمد دسوقي؟
هل يفترض المخرج ان كل مشاهد بسيط قرأ رواية ∩1948∪ التي نشرت 1945، وعلي بينة بها كعمل روائي سياسي في قالب من الخيال العلمي، ويعرف انها رواية كابوسية تنذر بنهاية العالم وتصور عالما سيطرت عليه دكتاتورية تخنق أنفاسه وتغير مفاهيمه في الحرية والكرامة ونمط الحياة والعواطف، رواية تتناول رمزيات الاستبداد الذي فرض نوعا من عبادة الشخصية، وفرض مراقبة علي الناس تحصي أنفاسهم وتسجل أفكارهم ومشاعرهم وتجعلهم أشبه بالمنومين مغناطيسيا، في عالم تسوده الحرب الدائمة والمراقبة الحكومية الطاغية، ومحو التاريخ القديم وكتابة تاريخ آخر بديل!
هل يفترض ايضا ان المشاهد البسيط قرأ رواية ∩فهرنهايت 451∪، وطالع كتابات واشعار وديع سعادة لكي يستوعب العرض ويفك شفراته ويحل ألغازه وطلاسمه ويتفاعل معه عندما يكون ملما بمغزي الرواية التي تحكي عن نظام شمولي يقوم بغزو العالم في المستقبل ويجعل التليفزيون دعاية سياسية له ويحرق الكتب علي درجة 451 فهرنهايت، ومن هذه وتلك قدم الدويري ∩الزومبي والخطايا العشر∪ التي تحتاج لمشاهد علي درجة كبيرة من الذائقة الخصوصية، الدويري مهموم في كل عروضه بهذه الاطروحات التي لا يشترط ان تكون ذهنية المشاهد علي نفس ذهنية ابداعاته، صحيح هناك فئة وهم نخبة،تستهويهم هذه الاشكال المسرحية والروائية، فعلي غرار ∩ 1948∪ كتب الجزائري ∩واسيني الأعرج∪ رواية ∩2084 حكاية العربي الأخير∪ التي يتناول فيها العالم العربي بما يعتبره انهيارا كبيرا وتشتتا وتمزقا وتقسيما يجعله في بؤسه واقعا بين طرفين، الطرف الغربي بقيادة الأمريكية الأوروبية، والآخر ∩التنظيم∪ المتطرف دينيا الذي يترجم في ذهن القارئ بتنظيم الدولة الإسلامية، وهي تتشابه مع رواية ∩عالم شجاع جديد∪ التي صدرت 1932 للبريطاني ألدوس هكسلي، ورواية ∩نحن∪ للروسي يفجيني زامياتين التي صدرت 1921، في رواية واسيني الأعرج ينقسم العالم إلي ثلاث دول كبري يتحكم في قلعة ∩أميروبا∪، أمريكا وأوروبا،التي تقع في عمق الربع الخالي ∩ليتل براذر∪ علي طريقة جده ∩بيج براذر∪ في إحصاء الأنفاس وهو يحتفل بمئويته في سنة 2084 التي تجري فيها أحداث الرواية.
اعود مرة اخري مع عدم التقليل من تقنيات العرض المبهرة المتقنة لطرح السؤال: لمن نصنع المسرح، هل لفئة ونخبة محدودة، أم لجميع الناس الذين من حقهم ان يستوعبوا ويفهموا ما يطرح عليهم ؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.