يوافق اليوم السبت 3 فبراير، الذكرى الثالثة والأربعين لرحيل فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، والتي تعُرف أيضا بعدة ألقاب أبرزها أم كلثوم، ومنها أيضا ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب، ولأنها صوت استثانئي خلّدها الرسامون والتشكيليون من مصر وخارجها في لوحات تغنّت ب”الست” من خلال الألوان. لا يعرف الفنان التشكيلي المصري جورج البهجوري على وجه الدقة متى بدأ ولعه برسم وجه أم كلثوم، لكنه يعلم جيدا أنه مهووس برسم هذه السيدة منذ أن كان يعمل في مجلة “صباح الخير” المصرية كرسام كاريكاتير، كما أن سفره واستقراره في باريس تزامنا أيضا مع نفس العام الذي رحلت فيه، لذلك يبتسم البهجوري، معلقا “لا بد أن الأمر له مغزى”. ولم يكن جورج البهجوري الفنان الوحيد الذي رسم أم كلثوم، لكنه ربما كان أحد أكثر من رسموها أو عشقوها إلى حد الهوس. وفي مرسمه بوسط القاهرة يعلق الفنان لوحة كبيرة رسمها قبل عشر سنوات لسيدة الغناء العربي، وقبل عام أفرد لها معرضا فرديا ضم مجموعة كبيرة من الاسكتشات واللوحات الزيتية التي رسمها من وحي أغنياتها، كما أن له كتابا بعنوان “أيقونة أم كلثوم” ضم ما يقرب من 150 لوحة رسمها الفنان لسيدة الغناء العربي عبر مشواره الفني. وتظهر أم كلثوم في لوحات البهجوري في كامل عنفوانها، يرسمها وحيدة داخل المشهد أحيانا، كما يرسمها أيضا بصحبة فرقتها الموسيقية، هي أيقونته المحببة، وهي الأقدر بصوتها على بث الطمأنينة في نفسه حين يكون مضطربا، كما يقول . غرافيتي وبوب آرت فنانون كثر تعاملوا مع صورة أم كلثوم كأيقونة بصرية في أعمالهم الفنية، مصريون وعرب، وآخرون ينتمون لثقافات أخرى، كلهم رأوا في تلك السيدة رمزا للثقافة الشرقية. فنان الغرافيتي الأميركي-الباكستاني ساكس أفريدي رسمها في اثنين من أشهر أعماله على الإطلاق، رسم أفريدي صورة أم كلثوم بحجم كبير، مستخدما الألوان المبهجة، في أسلوب يجمع بين الغرافيتي والبوب آرت، وفي خلفية أحد العملين كتب الفنان عبارة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، وهي من أشعار محمود درويش. الفنان والناقد السوري أسعد عرابي أفرد لها كذلك معرضا فرديا خصصه بالكامل لسيدة الغناء العربي تحت عنوان “حنين”، حيث احتفت أعمال عرابي في هذا المعرض بصورة كوكب الشرق وفرقتها الموسيقية، فلم يرد رسم أم كلثوم بمعزل عن تلك الأجواء المصاحبة التي ميزت حفلاتها. وتبدو أم كلثوم في أعمال عرابي في كامل ألقها، وهو الذي اختار أن يرسم تلك الصورة النموذجية لسيدة الغناء العربي، وبين الحضور يبدو القصابجي عازفا على العود من خلفها، كمن يؤكد حالة الوله والعشق الخفي الذي كان يربطه بها. ومن بين أبرز الفنانين الذين تناولوا صورة أم كلثوم في أعمالهم يأتي الفنان العراقي علي حسين الودي، فله تجربة هامة مع سيدة الغناء العربي، إذ رسم لها العشرات من اللوحات وجمع بعضها في كتاب له تحت عنوان “أغاني أم كلثوم في لوحات فنية”، مزج فيه بين كلمات أغاني أم كلثوم وبين الفن التشكيلي من خلال 30 لوحة ملونة.