يأتي كتاب "عبدالعزيز المقالح .. راهب القصيدة" في 124 صفحة من القطع الصغير، وذلك ضمن مشروع "بورتريه في كتاب" الذي تقترحه مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع سلسلةً من أجل تقديم أكبر عدد ممكن من أدباء ومفكري وكتّاب بلداننا للقراء العرب، ليكون عملا بانوراميا شاملا وأنيقا وغير مطول، ويصلح، ليس فقط للدارسين والباحثين والنقاد، بل للقراء العاديين الباحثين عن متعة القراءة في الإبداع أياً كان نوعه، كما يتيح هذا المشروع إمكانية التعاون مع دور النشر الأجنبية من خلال سلسلة مترجمين أو مستعربين لترجمة وقائع هذه السلسلة من المبدعين إلى لغات العالم المختلفة بما تحتويه من حياتهم وآراء النقاد والدارسين فيهم ونماذج من إبداعاتهم. ويتم عبر هذه السلسلة تقديم أحد المبدعين في الشعر والقصة والرواية والمسرح والسينما والفن التشكيلي والفكر والنقد، بصورة وافية وجذابة وأنيقة، في كل كتاب، محققة الجمع بين رصانة البحث ومتعة القراءة، مع توثيق شهادات عنه وفي فنه وإبداعه أو فنه، وتقديم نماذج من أهم أعماله الابداعية، حيث يتم اختيار سلسلة من المبدعين ثم يعهد بكتَّاب ودارسين بمهمة الكتابة عن تجاربهم وفق آلية محددة وخطة وتصور يحددها الناشر لاحقاً حتى يجمع البورتريه بين الرصانة والتشويق للقارىء العادي على أوسع نطاق تحقيقاً لقراء المتعة. وفي أولى إصدارات سلسلة "بورتريه" يتناول الكاتب عبدالرزاق الربيعي حياة الشاعر والأكاديمي والناقد عبدالعزيز المقالح، الراهب المتبتل في حب اليمن والثورة العربية، ويتحدث عن هذه الشخصية بوصفه راهب القصيدة الذي أخذ من الشخصية اليمنية بساطتها وعمقها التاريخي، ومن الشخصية العربية كرمها ورفعتها، ومن الشخصية المعاصرة حضارتها، ومن شخصية الشاعر شفافيته وحساسيته. ويورد الربيعي حوارا مطولا أجراه مع الشاعر في صنعاء حول تناقضات الواقع الثقافي العربي على اعتباره أحد أهم رموز المشهد الثقافي العربي في الوقت الحاضر حيث عايش مرحلة مهمة في تاريخ الثقافة العربية منذ أكثر من أربعين سنة، واصطلى بنارها، وأسهم في إصلاح الخلل الذي كان يبطىء من سير عجلتها للأمام، من خلال كتاباته الشعرية والنقدية، والفكرية، وعمله رئيساً لجامعة صنعاء منذ تأسيسها وحتى عام 2001 حيث استقطب العديد من الأسماء الشعرية والنقدية الفاعلة في الحياة الثقافية العربية كمدرسين ومحاضرين فيها، ومشاركين في ندواتها ولقاءاتها محاولاً مد جسور التواصل بين المثقفين العرب. وفضلا عن ذلك يحتوي الكتاب على مجموعة من أهم قصائد الشاعر ونصوصه الشعرية.