افتتحت هيئة قصور الثقافة ندواتها الشهرية التي تقام بقصر السينما بمناقشة كتاب «طائر الشعر» تأليف الدكتور يوسف نوفل الصادر ضمن سلسلة كتابات نقدية، بمشاركة الدكتور عبد الناصر حسن والدكتور حامد أبو أحمد ورأس الندوة الدكتور صلاح فضل. أكد الدكتور عبد الناصر حسن أن نوفل اعتمد بشكل كبير علي التوظيف الحكائي للحكاية التراثية، وعني بتوظيف الحكاية الشعبية حيث أراد أن يوضح أن مصطلح البناء علي الحكاية ينصف التراث العربي، وأعطي فرصة لظهور فكرة التناص الذي حل محل النص، مشيرا إلي أن التناص هو عبارة عن مجموعة من الأمشاج المجمعة من نصوص أخري ويتم نسجها مع بعضها البعض وهذا لا يقلل من شأن المبدع علي الإطلاق. وأشار حسن إلي أن المقدمات النثرية تقوم بمقام الناقدة حيث تضيف للنص بابا للدخول وتعطي مدخل للعمل الذي يساعد القارئ لقراءة الكتاب، مضيفا أن محورا أساسيا من الكتاب وهو يأتي بأشكال مختلفة لان الشعر هو العنصر الأول من عناصر الحركة فلم يعد الشاعر يحمل المعني بداخله حيث لم تعد هذه المركزية موجودة ولكنها قد تعطي فرصة للقارئ لكي يترجم هذا المعني بوجهة نظره. كما أوضح حسن إلي أن نوفل تطرق في الكتاب عن علاقة الشعر بالفنون وبالرواية و القصة موضحا إن الشعر والرواية هي عبارة عن رؤي تكثيفية وبها توظيف للجمل الحوارية. ومن جانبه أكد الدكتور يوسف نوفل أن هذا الكتاب حصاد ما بعد الستين، وأنه حاول أن يتناول فيه موضوع نقد الشعر بطريقة ومنهج جديد، لأن الشعر لكي يتم نقده ينبغي أن نرجع إلي ما قبل تأليف الشعر، مرورا بمرحلة تأليف الشعر، حتي نصل إلي مرحلة نقد الشعر، أي أن الشعر لابد أن يمر بالثلاث مراحل لأهمية كل منهم. وأضاف نوفل أن المرحلة الأولي فهي مسألة صعبة خاصة بالإلهام والإبداع وكيف يكون قبل مرحلة التأليف ثم ماذا يحدث له أثناء التأليف، التي تختلف من شاعر إلي آخر، أما التأليف ذاته فالكثير لا يعرف عنه شيئاً، بل ينظرون للقصيدة فقط ولا يعلمون ما حولها، بينما القصيدة حولها وبجانبها أشياء عديدة لا تقل أهمية عن القصيدة ذاتها، فكيف يختار الشاعر عنوان للديوانه هو لا يقدم للقصيدة وحدها بل يقدم قبلها مقدمة. ولفت نوفل إلي أن المرحلة الثالثة تكمن في المتلقي أو المستقبل، الذي يقرأ القصيدة، وهو إما أن يكون قارئا عاديا يتقبل القصيدة كما هي، وإما أن يكون قارئا ناقدا يعتني بتأليف القصيدة من جديد، ولذلك يقول النقاد العالميون إن ناقد القصيدة مبدع ثان لها، لأنه يعيد محتواها من جديد ويتقسمها ويضيء جوانبها، ولذلك كان عنوان الكتاب شارحا لتلك المراحل الثلاث وهو: «طائر الشعر.. عيش الفيض.. فضاء التأويل» والمقصود بعيش الفيض مرحلة الإبداع والتأليف والمقصود بفيض التأويل مرحلة النقد والقراءة الفاحصة.