سعر الجنيه الاسترلينى يبدأ تعاملات اليوم الثلاثاء 7-10-2025 على ارتفاع    وزير الخارجية يؤكد ضرورة إطلاق مسار سياسى يفضى إلى تنفيذ حل الدولتين    محافظ الشرقية عن الدكتور أحمد عمر هاشم: فقدنا مفكرا مستنيرا وداعية    البيت الأبيض: تسريح الموظفين بسبب الإغلاق الحكومى لم يبدأ بعد    مصر والسعودية تاريخ من الدعم المتبادل.. محللون سعوديون لليوم السابع: المملكة أول مساند لشعب مصر فى رفض وجود الإخوان.. ويؤكدون: دعمت أمن مصر المائى.. وسلاح البترول كان ناصرا للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973    صور وصول بعثة منتخب مصر إلى المغرب لمواجهة جيبوتى فى تصفيات كأس العالم    حقيقة احتجاز طفل داخل ماسورة غاز بقرية ناهيا.. محافظة الجيزة توضح    طلاب الثانوى العام والبكالوريا يسجلون الدخول على منصة كيريو لدراسة البرمجة.. صور    النائب سليمان وهدان مهنئا خالد العنانى: إنجاز جديد على المستوى الدولى    بدعم من الرئيس السيسى مصر على قمة اليونسكو.. العنانى أول عربى يتولى رئاسة المنظمة منذ تأسيسها.. الفوز ثمرة رؤية استراتيجية للرئيس المصرى.. ويؤكد أن العرب ليسوا متفرجين بل شركاء فى صنع القرار    جائزة خاصة لفيلم الوصية في مهرجان الإسكندرية السينمائي    وزير الصحة يوافق على شغل أعضاء هيئة التمريض العالى المؤهلين تخصصيًا لوظائف إشرافية    وزير الخارجية يؤكد ترحيب مصر بخطة ترامب بشأن غزة    عاجل- جوتيريش يدعو لوقف الهجمات الإسرائيلية في غزة واغتنام خطة ترامب لإنهاء الصراع    مدبولي: تراجع التضخم نتيجة التنسيق بين الحكومة والبنك المركزي    8 مواجهات قوية في الجولة السادسة من دوري الكرة النسائية اليوم    أيمن الرمادي يدعم الزمالك في بيان مؤثر    موعد مباراة المصري والاتحاد الليبي في كأس الكونفدرالية الأفريقية    جامعة قناة السويس تطلق الصالون الثقافي "رحلة العائلة المقدسة.. كنزا تاريخيا واقتصاديا وسياحيا"    ارتفاعات في أسعار الخضروات بأسواق المنيا اليوم الثلاثاء 7اكتوبر 2025 وسط ضغط على بعض الأصناف    اليوم.. نظر محاكمة شقيقين متهمين بقتل سائق توك توك فى إمبابة    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. «الأرصاد» تحذر من طقس الساعات المقبلة    مصرع شخص وإصابة أخر في حادث على الطريق الدائري بقليوب    أسعار الحديد في المنيا اليوم الثلاثاء7 اكتوبر 2025    دراسة: واشنطن قدمت أكثر من 21 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل منذ بداية حرب غزة    فنزويلا تعلن إحباط هجوم على السفارة الأمريكية في كاراكاس    زاهي حواس عن اختفاء اللوحة الأثرية: كل واقعة تُثار لفترة قصيرة ثم تُنسى دون حلول حقيقية    وزير الخارجية يبحث سبل تعزيز التعاون مع سلوفينيا بالمجالات الاقتصادية والتنموية    وزير الصحة يتفقد مركز مجدي يعقوب للقلب ويؤكد دعم الدولة للتعاون البحثي والعلاجي    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 7 اكتوبر 2025 فى محافظة المنيا    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في محافظة الشرقية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في محافظة قنا    أسعار الفراخ البيضاء اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في الدقهلية    حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في محافظة قنا    غادة عادل للميس الحديدي :"ليلى" في "فيها إيه يعني ؟" هدية من ربنا لايمكن أرفغضها حتى لو قدمت شخصية أكبر في السن    رسائل تهنئة 6 أكتوبر 2025 مكتوبة للاحتفال بعيد القوات المسلحة    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 7-10-2025 بعد آخر ارتفاع.. حديد عز بكام؟    موعد بداية امتحانات نصف العام الدراسي الجديد 2025- 2026    عاجل.. وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم| وهذا موعد ومكان صلاة الجنازة    غادة عادل عن عملية التجميل: قلت للدكتور مش عايزة أبان أحلى من الطبيعي    «وهم».. عرض جديد يضيء خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن مهرجان نقابة المهن التمثيلية    أبو ريدة يصل المغرب ويستقبل بعثة منتخب مصر استعدادًا لمواجهة جيبوتي    «بعد 3 ماتشات في الدوري».. إبراهيم سعيد: الغرور أصاب الزمالك واحتفلوا بالدوري مبكرا    منسيات 6 أكتوبر .. الاحتفاء بالفريق "الشاذلي" يُنسب إلى "مرسي" و"المزرعة الصينية" تفتقد القائد "عبد رب النبي حافظ"    محافظ الفيوم يشهد احتفالية الذكرى ال52 لانتصارات أكتوبر المجيدة    «أكتوبر صوت النصر».. الجيزة تحتفل بذكرى الانتصار ال52 بروح وطنية في مراكز الشباب    الأهلي يكافئ الشحات بعقده الجديد    بعض الأخبار سيئة.. حظ برج الدلو اليوم 7 أكتوبر    «عيدك في الجنة يا نور عيني».. الناجية من«جريمة نبروه» تحيي ذكرى ميلاد ابنة زوجها برسالة مؤثرة    أسعار السمك السردين والمرجان والبلطي بالاسواق اليوم الثلاثاء 7 اكتوبر 2025    حزب "المصريين": كلمة السيسي في ذكرى نصر أكتوبر اتسمت بقوة التأثير وعمق الرسالة    تعرف على موعد بدء تدريبات المعلمين الجدد ضمن مسابقة 30 الف معلم بقنا    اشتغالة تطوير الإعلام!    نائب وزير الصحة يحيل الطاقم الإداري بمستشفى كفر الشيخ للتحقيق    «هيفضل طازة ومش هيسود طول السنة».. أفضل طريقة لتخزين الرمان    ميثاق حقوق طفل السكر.. وعن سلامة صحة الأطفال    هاني تمام: حب الوطن من الإيمان وحسن التخطيط والثقة بالله سر النصر في أكتوبر    أمين الفتوى: وحدة الصف والوعي بقيمة الوطن هما سر النصر في أكتوبر المجيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتبة الفرنسية آنا غافالدا : أود لو أن أحداً ينتظرني في مكان ما
نشر في نقطة ضوء يوم 27 - 12 - 2011

تنتمي الكاتبة الفرنسية آنا غافلدا الى الجيل الجديد من الكتاب الفرنسيين.في مجموعتها القصصية "أود لو أن أحداً ينتظرني في مكان ما" الصادرة مؤخرا بالعربية عن دار قدمس في دمشق تتناول غافلدا أحداثاً عادية لا مفاجآت فيها،مألوفة،تشبه سير الحياة الطبيعي،وهذا ما يميز نصوصها ويمنحها جاذبية.إذ تبتعد غافلدا عن الإثارة المباشرة،وهذا يتضح من اختيارها لعنوان المجموعة،الذي يحمل كثيرا من التمني اليائس،هكذا أيضا تبدو النصوص مفعمة بروح ملولة،متعبة من تفاصيل الحياة الروتينية والمكررة،التي تسبب فراغاً لا يمتلئ لأنها تحيك ذاتها من بحث غير مجدي عن احساس ما بالعبث بالفراغ يتكرر خلال رحلة الأيام اليومية. إن العبث الذي يختبئ عميقا داخل أبطال آنا غافلدا،لا يبدو حاضرا على سطح حياتهم،فهم أشخاص عاديون يمارسون عملهم ونشاطهم اليومي بحماس ظاهر،لكن خلف الظاهر كله تمور في دواخلهم تفاصيل تجعلهم في دائرة التأزم النفسي المسكوت عنه،هذا ما يعيشه بطل قصتها "خلال سنوات"، رجل أعمال ناجح،متزوج ولديه طفلتين، ويزعم أنه يعيش حياة زوجية هادئة،ثم ما أن تظهر المرأة الأولى التي ارتبط بها حتى يندفع من داخله سيل من التساؤلات المضنية التي تعرض شريط حياته المتشابه ، يقول " خلال سنوات ظننت أن هذه المرأة كانت خارج حياتي،ليست بعيدة ربما،لكنها في الخارج".تنوع الكاتبة في أساليب السرد خلال القصة الواحدة،فتنتقل من البطل السارد،إلى الراو الخارجي،وقد يتخلل ذلك حوار بين الشخصيات،أو مونولوج داخلي.
في االقصة الأولى "ممارسات أهل سان جارمان" توجه الكاتبة خطابها لمجموعة من النساء،تخاطبهن بصيغة الجمع وكما لو أن الكاتبة تود التلميح أن ما ستحكيه قصة مألوفة لدى النساء،وأنهن سيجدن لذة عند سماع تفاصيلها تقول :"سان جرمان دوبريه؟، أعرف ما ستقلن لي يا إلهي هذا مبتذل، فعلته ساغان منذ زمن بعيد قبلك وأفضل منك.أعرف ، ولكن ما حيلتي ...لست واثقة من أن كل ذلك كان يمكن أن يحدث لي في بولفار كليشي.إنها الحياة.احتفظن
بملاحظاتكن،وانصتن إلي لأن حدسي يقول لي أن هذه القصة ستسليكن".
تصور القصة لقاء البطلة برجل يدعوها للعشاء،ولسبب مجهول تقرر الفتاة قبول الدعوة وهي تعد نفسها بقصة حب رومانسية،تحكي عن تخيلاتها،أحلامها،ما تنتظره من الفارس المرتقب،تصف مكان اللقاء وانطباعاتها عن الحدث،في مزاوجة بين ما يحدث خارجا وما يعتمل في داخلها تقول :" الرجل الذي يجلس قبالتي يشرب وهو مغمض العينين نصف إغماضة.أعرفه الآن أفضل.يحدثني عن أشياء كثيرة لكن لا شيئ عن نفسه،يعاني بعض الصعوبة في استعادة مجرى قصته عندما أترك يدي تجول على عنقي...القهوة،فاتورة الحساب،معطفانا،ما كل هذا إلا تفصيلات مزعجة" .
لكن القصة تنتهي في الشارع بشكل عابر كما ابتدت.تختم الفتاة اللقاء وهي تهمس في سرها :
"أكره الهواتف الجوالة، أكره ساغان، أكره بودلير،وكل هؤلاء الدجالين. أكره كبريائي.
تبدو عوالم آنا غافلدا متنوعة وغير محصورة في عالم واحد.تتحدث عبر شخصية الرجال في بعض القصص، وتقدم للقارئ أفكارا تحاول تشكيل تشابك مثير بينها،وإن بدا على شيئ من العبثية أحيانا، لأنها تسترسل وراء تفاصيل صغيرة تبدو بعيدة عن محور الحكاية،لكن الكاتبة تحرص من خلال هذه التفاصيل على أخذ القارئ إلى عالم أبطالها بالكامل.هذا ما فعلته في قصة
"كليك كلاك" التي تقول في مطلعها عبر شخصية راو القصة : " خمسة أشهر ونصف وأنا أشتهي سارة بريو،مسؤولة المبيعات،خمسة أشهر ونصف وأنا عاشق سارة بريو،مسؤولة المبيعات".تدور القصة في سلسلة من التفاصيل الحياتية المتلاحقة التي تتشعب لكنها تصب في نهايتها في المحور الأول لبداية القصة.
أما قصة "الأصغر" فهي قصة متكررة عن فساد الطبقة الثرية،عن الاستهتار الساحق الذي يسيطر على فئة من الجيل الشاب المرفه،وعن الجو المعقم من الخارج لطبقة الأثرياء،بينما التظاهر واللامبالاة والتفاهة تحكم سير علاقاته كلها،سواء بين الأهل والأبناء،أو بين الأخوة أو الأصدقاء تقول "يدعى ألكسندر ،وهو شاب مورد البشرة وأشقر.لكن ما يخص هذا الشب المورد،لا،فالحياة لم تعلمه شيئا قط،وما من أحد شد أذنيه حتى الإيلام".
القصة التي تحمل عنوان "خاتمة" هي القصة الأخيرة في الكتاب،وهي من أكثر القصص الممتعة
في هذه المجموعة،تحكي القصة عن كاتبة شابة يلقبها زوجها "مارغريت" أسوة بالكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس،ويتباهى هذا الزوج السمين أمام أصدقائه بالجوائز الأدبية التي حصلت عليها زوجته،فيما يرشقها بسخرية خفية عن الأموال التي ستحصل عليها من الكتابة مما سيجعله يستقبل من عمله.لكن الكاتبة بعد صفحتين تكشف للقارئ أن "مارغريت" تسعى لطباعة مجموعتها القصصية الأولى، لكن محاولتها تبوأ بالفشل حين يرفض الناشر طباعة القصص، حينها تقوم البطلة الكاتبة بالتبرع بمخطوطة قصصها لأجمل فتاة تجدها في الشارع،تضع القصص بين يديها قائلة "خذي،هذه هدية،حتى يبدو الوقت أقل طولا.أظن أنها شكرتني، لكنني لست متأكدة من ذلك لأنها لم تكن فرنسية" .
لم يترجم لآنا غافلدا إلى العربية سوى مجموعة "أود لو أن أحدا ينتظرني في مكان ما" التي وصلت المبيعات منها إلى مليونين و222 ألف نسخة من النسخة الأولى ،وقد أصدرت
مؤخرا رواية "المواسية"، التي ضربت رقماً قياسياً في المبيعات،هذا وقد صدر لها من قبل ثلاث روايات كانت أولها عام 2002 بعنوان "كنتُ أحبه" باعت بحدود المليون نسخة، أما كتابها "معاً، هذا كل شيء" فقد ضرب الرقم القياسي إذ وصل الى حدود المليون و925 ألف نسخة في فترة زمنية قصيرة جداً. أما روايتها الثالثة "المواسية" الحالية فيتوقع أن تحقق نجاحا كبيرا أيضا.تكشف هذه الأرقام على قدرة غافلدا على جذب القارئ،بأسلوبها السردي الشيق،لذا تمكنت من تحقيق شهرة سريعة في عالم الأدب،وترجمت أعمالها إلى 38 لغة أخرى،كل هذا وهي لم تبلغ الثامنة والثلاثين من عمرها بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.