«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شرف رواية عن السعودية: جنس وحشيش وارهاب ويهودي في تبوك
نشر في نقطة ضوء يوم 05 - 12 - 2011

عنوان رواية راج كومار- ليس الممثل شرف يعطي فكرة عن محتوياتها، لان احداثها ستكون بالتأكيد في بلد عربي، لان فكرة الشرف هي عربية بحتة، وتتعلق دائما بشرف العائلة وضرورة حمايته، والقبيلة خاصة عندما يتعلق الامر بالعرض وسقوط ابنة من بنات القبيلة او العائلة في الخطيئة. ولهذا فان كومار يأخذ من فكرة الشرف اساسا لروايته التي تدور احداثها في السعودية وفي بلدة من الشمال فيها هي تبوك، واختار الكاتب مزرعة خارج المدينة تعيش فيها عائلة جنرال في الجيش ويشغل منصبا مهما في المؤسسة العسكرية اي قيادة المنطقة الشمالية. وهذا الجنرال اسمه فرحان البلوي، نعرف لاحقا انه تزوج من فتاة من اصل بشتوني، مات والداها اثناء رحلة حج وانجبت له ولدين وبنتا- صقر ونبيل ومريم ، والاخيرة هي التي تتسيد قصتها الاحداث حيث خلق الكاتب حولها عددا من القصص الثانوية من قصص الخادمات والصديقات لمريم في المدرسة، وقصص العاملين الاجانب. تأخذ الرواية تتطور بعد ان تخطب مريم الى نادر- مجاهد سابق في افغانستان ويعمل الان مسؤولا كبيرا في المستشفى العسكري في تبوك الذي يعمل فيه عدد كبير من الاجانب من امريكا وممرضات من الفلبين وبعض العمال العرب من مصر خاصة ان عدد من الدوائر في المستشفى تخلصت من الاردنيين والفلسطينيين في اثناء حرب الخليج مثلما تم طرد اليمنيين.
تفجيرات الرياض
زمن الرواية يبدأ من تفجيرات الرياض وحرب الدولة السعودية مع القاعدة في بداية 2003، والتي قتل فيها امريكيون واستراليون وعدد اخر من الجنسيات منهم عرب، لكن الكاتب يركز على الامريكيين كي يظهر مشاعر السعوديين المعادية للامريكيين والتي لم يكن الجنرال البلوي استثناء عندما علق الحمد لله لا سعوديين بين القتلى، مع ان المستشفى العسكري يعمل فيه اطباء ومسؤولون من امريكا منهم جوزيف غولدمان، طبيب الاسنان الذي سيأخذ موقعا مهما في مسرح الاحداث، وتعود الرواية وتقدم تواريخ وحيوات الابطال من اجل بناء الشخصية وتبرير افعالها المتجذرة في الذاكرة والتاريخ والمكان، يرسم الكاتب اجواء عامة للمكان من مثل المولات والمؤسسات العامة والمتنزهات والمطاعم مع ان الرسم يظل غامضا وفي قلب المشهد المطوعون والشرطة التي تقيم الحواجز لتفتيش السيارات في ظل حرب الدولة مع الارهاب، ويدخلنا الكاتب الى قلب الحرم السعودي في جناحيه المخصصين للرجال والنساء والخادمات الاجنبيات اللاتي جئن هن بقصص عن المعاناة والحرمان والمآسي الانسانية. ويرسم الكاتب صورة لبيت الجنرال البلوي، المؤثث بالتحف والمفروش بالسجاد الذي جاء بعضه من اصفهان ومكتبة حافلة بالمجلدات والكتب التراثية وهي المكان الذي كانت تلجأ اليه مريم للقرأءة والتأمل، مع انها كانت تفضل عمل وظيفتها في غرفتها.
فتاة تقية
عالم مريم يدور حول دراستها، والعناية بابن اخيها تركي الذي توفي والده سلطان بعد ان اختفت طائرته اثناء طلعة جوية في حرب الخليج، واعتقد انها تلقت نارا معادية من العراقيين، لكن الكاتب يخبرنا لاحقا انه قتل بسبب كشفه خطة لقتل الملك. وصورة مريم الاولى قبل ان تتطور هي تلك الفتاة المجتهدة المقربة لوالدها الذي يثمن رأيها ويناقشها في الكتب، ويشعر بالفخر لتقواها وعمق معرفتها بالقرآن، لكن شيئا ما يعكر صفو او يثير اهتمام مريم، ليس اسئلة تركي الصغير الذي ينام معها، ويرجوها كل صباح ان تسمح له بالاتصال هاتفيا بوالده الميت، بل قرب زواجها- فهي في الثامنة عشرة وحان الوقت لقراءة فاتحتها، يبدو جو التوتر اثناء الافطار عندما يترقب الجميع كلام فرحان، فعلى المائدة الحافلة بالحمص واللبنة والجبن وما الى ذلك وفوق كل هذا الخبز الساخن الخارج للتو من الفرن، ينطق الوالد بالكلمة عندما يقول ان مريم ستتزوج من ابن صديقه طلال، ردا لجميل قديم وتنفيذا لعهد قطعه على نفسه في الوقت الذي كان يعملان على الجبهة الجنوبية مع اليمن حيث كانا يقاتلان الجمهوريين اليمنيين، المجرمين، ودفعه الملل يوما للخروج مع صديقه للصيد، وبعد ان صادوا غزالا وعصافير وكانوا في طريقهم للمعسكر هجم عليهم قاطعو طرق وقيدوا البلوي فيما استطاع صديقه الهرب وطلب النجدة مما انقذه من موت كان محتوما، تبدو الحكاية لحد الان تقليدية وعادية وتحدث في اي بيت شرقي محافظ خاصة في السعودية التي يمنع على الفتاة الخروج من البيت لوحدها وبدون محرم، ويبدو ان مريم تقبلت قدرها واخذت تحلم بعريس المستقبل الذي ستشاركه الحياة وقلقها على مستقبلها الدراسي وعلى تركي الذي ستتركه لوحده وهو من يتعلق بها. ومما اثار غضب الام عائشة ان عريس المستقبل سيكون نادر ابن طلال وخديجة التي لا تحبها ولا تحب الحديث معها لان الاخيرة تنظر بدونية ان لم يكن احتقارا لعائشة التي لم تكن سعودية اصلية ولها قبيلتها المؤثرة. وهناك سر اخر لرفض عائشة زواج ابنتها سنعرفه لاحقا. وعلى الرغم من غضب عائشة الا انها تقبل بالامر الواقع خاصة ان فرحان يهددها بالطلاق، وهي تعرف انه لا احد لها في السعودية تلجأ اليه سوى شقيقها محمود الذي تربت معه في بيت والد فرحان، ويبدو الخصام بين المرأتين عندما تتعلل خديجة بالمرض ولا تحضر لطلب مريم وتفوض ابنتها منى للقيام بالمهمة. وعندما تجلس مع عريس المستقبل تؤخذ بقوة حديثه وقصصه عن افغانستان والجهاد، والمجاهدين ، والجو البارد ولا يعارض تعليم المرأة ويقبل بشرط مريم ان لا تنجنب قبل ان تنهي تدريبها في الكلية.
وصف عادي
لا جديد في حكاية كومار ولا في وصفه للحياة في السعودية ولا يصلح كل هذا لبناء قصة وحتى ولا تلك في الافلام الهندية، لخلو الجو من الاثارة والتوتر وخلجات القلوب واقوال العيون، والحب والحرمان والانتقام، ولا الثورة على الاستسلام، ايا كان الامر فكومار وهو الفنان كان واعيا بالامر واهمية بناء عالم مواز والسعودية باعتبارها ارض المحرم ومملكة الصمت والقمع تمنح ليس الروائي المجال ليكتب ويبني حكايته مستندا على صور من الف ليلة وفتنتازيا والغرابة عن المكان والابطال، وهو هنا لم يعمد لبناء صورة بدائية متخلفة عن المكان بل الى بناء عالم مواز يبدو مأخوذ احيانا من الدليل الجنسي الهندي كاماستورا لدقة التفاصيل وفوران الشهوة والتعطش للاستسلام في سبيل الشهوة بل وفقدان العذرية كدليل على التضحية. ولان كومار يكتب عن جيل جديد منفتح لم يعد منغلقا في التقاليد وتقبل دور المرأة الخانعة في البيت، بقرة حلوب تنجب الاطفال وتطعم الزوج، فهنا بنات متعلمات حالمات، عرفنا جزءا منه في رواية بنات الرياض لرجاء الصانع وقصص اخرى لكاتبات سعوديات مشغولات بأزمة المرأة السعودية وعوالمها المحبطة وتطلعها للخروج من الحريم، لكن كومار يذهب بعيدا في الوصف، ومما يساعده على هذا ان هناك جيلا من البنات عاش البعض منهن في الخارج اثناء ابتعاث والدهن للخارج، وبعضهن نتاج زواج مختلط، وحتى لا نبعد كثيرا فهناك بنات يعرفن عن الخارج والسينما ويحلمن بعريس يشبه براد بيت او ليوناردو دي كابريو وبطلات كومار هن من هذا النوع ، وتتعلم مريم منهن، الكار، ومع ذلك لا يعدم من وجود بنات قبلن بمصيرهن مثل عبير التي تجبر على العيش مع زوجها الفظ، والبنات في ظل الفنتازيا لا يهمن الا الاستماع لما حدث مع عبير في ليلة الدخلة. هذا الجيل قادر على التواصل مع الجنس الاخر الذكر من خلال الرسائل والهواتف وهي القصص التي نعرفها عن السعودية وعالم شبابها. يبدو ان بطلات كومار هن من يطمحن لمعرفة التجربة او من جربنها مثل صديقتها سحر وسمر، المجربتين بل وتلاحقان مدرسها المصري الذي يحاضر من خلال ستارة ساترة لهن ولكن التجربة لا تكون جيدة لهن.
قواد وعهر
في الوقت نفسه تكون بطلتنا مريم تعيش قصتها الخاصة والتي بدأت مع مشاكل اسنان تركي، حيث تأخذه الى المستشفى العسكري ليعالج عن جوزيف غولدمان، والذي يأخذ بالاهتمام بها منذ البداية خاصة وان وجهها بان من تحت العباءة اثناء المعالجة، وتقتضي معالجة تركي رحلات متعددة الى المستشفى ومعها تتطور العلاقة، وما يساعد في الامر ان مريم وجدت في نادر شخصا مملا ورجعيا في افكاره ولا شيء يجمعهما خاصة انه لا يؤمن بحل الا عبر البندقية والقوة، ولا يرى اهمية في تعليم البنات. لنادر وجهان نتعرف على الاول منهما في البداية حيث يبدو كقواد يوفر للمسؤولين الكبار عاهرات عاملات في المستشفى، وخاصة الالمانية هيدي المطلوبة دائما والتي لا يمكن الحصول عليها لكونها مطلوبة من شخص مهم امير على ما يبدو، وهناك جيل واخيرا تحضر كيم الفلبينية المصابة بمرض الايدز والتي ارسلها صديق نادر في الفلبين، وهو فواز، وبصفقة مالية، فواز رجل تقي، لا يشرب ولا ويلمس النساء ولا يأكل الخنزير لكن علاقته بكيم كما تحدث كل علاقات الطلاب الاجانب مع بنات البلاد. نادر ايضا مهرب مخدرات يضطر لقتل احد المخبرين الذي كان يتجسس على مجموعته من الافغان العاملين معه داخل السعودية وترمى جثته في خزان للمياه، ومع ذلك فصورته امام والده ومجتمعه بالتقي الملتحي الذي يؤم الناس في الصلاة ويحميه تاريخه الجهادي، بل ونعرف لاحقا انه من جهاديي القاعدة في السعودية معروف بخبراته الجهادية وقدراته الخطابية، ويسافر وقت التفجيرات الى الرياض للقاء خلايا نائمة.
جهاديون
ويصور كومار حياة الجهاديين النمطية حفلة من الطعام واكوام من الارز وشاي وقهوة ثم تأطير جهادي من خلال اشرطة امير حركتهم المقعد والذي يعيش في جدة. بموازاة مع الاحداث العامة يحضر نبيل لزيارة عائلته مع زوجته الامريكية، حيث يصل الى المطار وهو في زي اجنبي وقد تخلى عن ثوبه السعودي وغطرته فيما تحدث سفرون وهذا هو اسمها مشكلة في المطار بسبب عدم التزامها بالثوب، ونظرا لاهمية الجنرال البلوي يتم التغلب على المشكلة، وفي البيت يعنف نبيل سفرون ويذكرها بالاتفاق الذي يقضي بان تمثل دور الزوجة المطيعة، بدون اتصال جنسي، ولمدة عامين مقابل مبلغ لا تحلم فيه هذه الفتاة، مثل اتفاق فوزي مع كيم التي قال لها الاطباء ان امامها عامين لتعيش ومع ذلك قبلت العرض للسفر للسعودية وتواصل عملها في الدعارة كما كان في الفلبين. لاحقا تتأثر سفرون بجو الحياة في البيت وتتعرف على القرآن وتقرر الاسلام لكن في ظل القرار كان هناك اعجاب خفي من والد نبيل، الجنرال بسفرون ويظل يراوغ حولها حتى يوقعها او توقعه وينام معها. مريم تكتشف الامر وتشعر بالتقزز من والدها لكن ان كان والدها زانيا، فهي ايضا وقعت في الخطيئة عندما سلمت نفسها لجوزيف (جوي) في ليلة حمراء قضياها معا في فندق صحارى المعروف في المدينة، وجاءت السقوط بعد سلسلة من اللقاءات في اماكن سرية مطاعم وسيارات ورسائل ومكالمات ايضا، هو طبيب يهودي والده من ضحايا اوشفييز، هولوكوست، حبكة هائلة، يهودي في تبوك يعاشر ابنة جنرال كبير مخطوبة لجهادي يريد قلب نظام حكم العائلة المالكة.
شبح الاميرة مشاعل
ما ينتج عن تلك الليلة هي حملها، لانها لم تكن حذرة على الرغم من تأكيد المجربتين سحر وسمر على ضرورة اخذ حبوب منع الحمل، حدث ما حدث وهو في النهاية قضاء الله وقدره ولكن ما العمل، يجب اجهاض الطفل، وهو ما تقترحه صديقتاها حيث تقولان لها ان لا تهتم فقد فعلت سمر الامر نفسه، كل هذا على الرغم من معارضة مريم التي تصمم على الاحتفاظ بالطفل وعندما تتذكر انها ستلاقي مصير الاميرة مشاعل فيلم موت اميرة تلين وتنتظر موعد الاجهاض بصبر وتكتشف ان عيادة الاجهاض ما هي الا امرأة من اصل افريقي اسمها زبيدة تعيش في حي فقير وتنبعث منها رائحة العرق وتقوم بممارسة السحر واخراج الجن. ولم ينفع سحر زبيدة في حل معضلة مريم، وعندما تقرر الاتصال بجوي ويحددان موعدا عند المتنزه، حيث يتخفى الامريكي اليهودي بزي سعودي وعندما تتأخر ويحين موعد الاذان يصف صوت المؤذن بالعويل يطلب منه مطوع الخروج من السيارة والذهاب للمسجد، ولكنه يرفض والنهاية معروفة حيث يلقى القبض عليه ويسجن مع اخر امريكي اسمه بيتر- القت الشرطة الدينية القبض عليه لانه كان يلبس سلسلة عليها صليب.
قضايا السعودية الحاضرة
يقدم كومار في روايته خليطا من القضايا التي تتعلق بالسعودية، وتتساءل عن ماهية الشرف، والنفاق داخل المجتمع ، فهو لا يترك مسألة الا ويطرحها، من ناحية الاجانب وقضايا الخمور والحانات السرية، والدعارة السرية، وقضايا البنات المتطلعات لمعرفة، واثر الثقافة الاجنبية، والزواج من المحارم، نعرف ان نادر الجهادي هو شقيق مريم لان والدته خديجة التي تموت بالسرطان تسرقه من المستشفى، وكذا الارهاب والقاعدة، وعلاقة امريكا مع السعودية، وغزو العراق، والاعلام السعودي او المدعوم منها في الخارج، والمخدرات، فنادر الجهادي يقنع نفسه انه بالدعارة ونشر الايدز والحشيش والمخدرات التي يصنعها في سويسرا بعد تهريبها من افغانستان ويحولها الى كبسولات تستورد من ضمن ادوية المستشفى، وعدم التسامح مع الاديان والتشدد يستطيع بهذه الوسائل ان يتخلص من العائلة المالكة، في بلد لا يسكت فيه صوت المؤذن ولا يتعب مطوعته من دعوة الناس واجبارهم على الصلاة.. النفاق هو السمة، فالاب الذي لا يعمل الحرام في داخل البلد يذهب للخارج بذريعة الصفقات التجارية ويفعل ما يريد، في النهاية في السعودية يشترى كل شيء بالمال. واللافت للنظر ان فكرة الشرف والتي تتردد في كل صفحة من صفحات الرواية تقريبا لم تعد في النهاية تعني شرف العائلة.
الهروب
وهنا وعندما يخرج جوي من السجن بعد اتصال مريم بالسفارة الامريكية ،ومحاولاتها للهرب الى مصر بدون نجاح، يقرران الهرب عبر الاردن حيث يسافر اليها متتبعا طريق موسى اشارة توراتية ليقابل صديقا له اردنيا كان يعمل معه في تبوك كي يساعده في خطف مريم، ولكن الصديق هذا يحذره ويوافق على تهريبها مقابل 10 الاف دولار امريكي وينصحه بالبقاء على الحدود داخل الاردن. وفي رحلة من الاهوال والمنايا تهرب مريم مع احد حراس البيت زكي تتوقف فيها في اكثر من مكان وتتعرض للموت وتصل في النهاية قريبا من الحدود الاردنية، في الجانب الاخر كان جوي مع الرجال الذين وعدوه بتهريب مريم، ولكنه يكتشف انه خدع وان الجماعة كانت تخطط لقتله، وفجأة يخرج جوي عوزي ويردي قاسم الرجل الذي كان يساعده قتيلا، ويقرر الدخول من حالة عمار بحثا عن مريم في السعودية وهي التي تكون قد وصلت قريبا من الحدود منهكة ووحيدة لكن مصممة على الرحلة. وفي اللحظة الاخيرة التي يقترب منها جوي لينقذها يحضر والدها ونادر- شقيقها، امامها ويتواجه الجميع، وكل مشهر سلاحه ، نادر يريد قتلها لانها تحمل في بطنها ابن اليهودي ووالدها يريد منه ان يقتلها لانها اخته، وجوي يحمل العوزي للدفاع عنها، لكن الاب يقتل الابن، لماذا لانه اكتشف قبل العثور على مريم ان نادر هو الذي خطط لعملية تفجيرات الرياض، وعليه وعندما يتحدث عن الشرف يذكره فرحان انه هو الذي لوث شرف العائلة وشرف الوطن، اما مريم الخاطئة فقد لوثت شرف الوالد الزاني، وعندما يحاول قتلها لا تطاوعه نفسه ويتركها في الصحراء ويركب طائرته وهو يعرف في قرارة نفسه انه لم ينجب ابنة اسمها مريم، اما الاخيرة فتضع يدها في يد جو ويقفان على رمل السعودية وهما ينظران للشمال وللحرية.
رواية شعبية
كومار يقدم رواية شعبية نمطية تحمل كل ملامح الروايات الشعبية الغربية المليئة بالنمطيات عن العرب والسعودية، ويحشوها بكل ما هو غريب من الطعام والوانه والثياب والعادات والتقاليد التي حرص على توضيحها في سياق السرد مما ادى الى كسر تركيز القارئ، ولم يكن كومار بقادر على الارتفاع بمستوى السرد الذي اتكأ فيه على القصص الغريبة وعالم سفلي يعطي القارئ فكرة هي ان كل السعودية وان كل السعوديين يعيشون فيه، ولم تخل الرواية من قرصات ذات نبرة عنصرية ليعطي صورة عن عنصرية السعوديين تجاه اخوانهم العرب، اليمنيين والمصريين والسودانيين، كما انه لم ينس ابناء منطقته جنوب اسيا من العمال السخرة. عالم كومار عن السعودية ارتبط عادة بمجمعات الاجانب التي تعتبر اجزاء مختلفة عن عالم السعودية الخارجي ولكن من يقرأ روايته يخرج بصورة ان السعودية هي تقوى على السطح وخطيئة ونفاق في الباطن.
------
Sharaf
Forbidden Love in the Land of Faith and Honour
Rja Kumar
Myrmidon /2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.