قرأت أخيرا رواية الشيطان أحيانا امرأة.. انعتاق الحمامة« والمجموعة القصصية »ومن الحب..« للروائية والأديبة هدي الرشيد الصادرة عن دار قباء الحديثة للنشر. في الرواية تحدثنا المؤلفة عن مكائد النساء، فبطلة الرواية (أميرة) تربطها مشاعر الحب (بإياد) ولكن زوجة أبيها (فتحية) تنغص عليها حياتها، وتريد أن تزوجها من أخيها (كرم) حتي يخلو لها وجه زوجها عبدالله، والزوج حائر بين رغبة زوجته وحبه لابنته وينتصر الحب في النهاية ومن هنا نري المؤلفة تختار لروايتها عنوانين دالين هما: »الشيطان أحيانا امرأة«.. انعتاق الحمامة« وكان أولي بالمؤلفة أن تختار أحد العوانين.. وعلي كل حال، فالرواية تشدك بأحداثها، وتسلسل الحكي ورشاقة الأسلوب، وجمال الحوار في جو فني رائع الإيقاع. وواضح أن المؤلفة هدي الرشيد لديها موهبة جيدة في كتابة القصة القصيرة أيضا، فقد أعجبت بمجموعتها القصصية (ومن الحب..) وتضم خمس قصص قصيرة، وفي القصة التي جعلتها عنوانا للمجموعة القصصية »من الحب..« نري أن بطلة القصة تحب زوجها حبا شديدا، وأنها أنجبت منه خمس بنات وولدا، غير أن الولد (عمر) مصاب بمرض السكري ، وتخشي عليه الموت لأنها تعتقد أنه هو الذي يربطها بزوجها، ومن هنا فقد كانت تغار علي زوجها من الرسامة العراقية صديقة ابنتها، لإعجاب الزوج بلوحاتها الفنية، وعندما يموت الابن تشعر بالحزن والأسي.. وتختم القصة بقولها: »في اليوم التالي.. يوم جنازة عمر، أفاقت »موضي« من نوم ساعات قليلة عند الفجر علي هرج ومرج في البيت استعدادا للجنازة، عاودها البكاء والأنين، حاولت النهوض بعد فترة فلم تستطع، عاودت المحاولة ففشلت، وأهمها فزع ووجوم وخوف كأنها شلت أجهشت في البكاء، ثم استرخت أساريرها لخاطر راودها.. شللها قيد جديد لأحمد (زوجها).. ربما هو رحمة من الله.. أو قد يكون.. لا ندري (ومن الحب..) وواضح من كتابات المؤلفة سواء في الرواية أو القصة القصيرة، أنها كاتبة وأديبة موهوبة، قادرة علي رسم الشخصيات وسرد الأحداث بصورة فنية جذابة، وكأنها طبيب نفسي يحلل خبايا النفس البشرية، ونوازع هذه النفس في سلوكياتها.. وقدرتها علي تحليل نفسية المرأة عندما تحب.. و.. عندما تكره.