التقويم فى غاية الأهمية بالنسبة للإنسان. على أساس هذه الحسابات الفلكية الدقيقة يتم تحديد مواعيد الزراعة و الحصاد، و مواسم التزاوج و التكاثر عند معظم مخلوقات الله فيما عدا الإنسان ، لذلك إهتم الإنسان بهذه الحسابات فى كل زمان و مكان. فى حضارات أمريكا القديمة، التى كانت معزولة عن العالم القديم، كان الأزتك يعتقدون أن هناك نوعين من التقويم. الأول هو "تونالماتل" و هو يتكون من 13 شهر، و الشهر يتكون من 20 يوماً، أى أن السنة تتكون من 260 يوم فقط. ثم طوروا هذا التقويم إلى "تونالبولى" يتكون من 18 شهر، كل شهر 20 يوم، أى أن السنة 360 يوم. و فى نهاية العام يضيفون خمسة أيام. و حضارة المايا التى كانت مجاورة لهم، كانوا يتبعون هذا التقويم. و جعلوا لكل يوم اسم خاص به، أى أن أسماء الأيام عشرين و ليس سبعة. فى العالم القديم، حيث تمتزج و تختلط الثقافات، كانوا يقسمون السنة إلى 13 شهر، و الشهر يتكون من 28 يوم، يعنى السنة هى 360 يوم. عندما تزوجت "كليوباترا"، الأميرة المصرية من أصل إغريقى، من "يوليوس قيصر"، و ذهبت لتعيش معه فى "روما"، اصطحبت معها الفلكى "سوسيجان"، و هو من أصل إغريقى و درس فى مكتبة الإسكندرية. هذا العالم الجليل هو الذى اكتشف التقويم الميلادى الذى نعرفه اليوم. أطلق على الشهر السابع اسم "يوليو" لأن معظم انتصارات "يوليوس قيصر" كانت فى هذا الشهر. حدث هذا قبل أربعين عاماً من ميلاد المسيح عليه السلام. هذا يعنى، على خلاف ما يعتقد الجميع، أن التقويم الميلادى لا علاقة له بميلاد المسيح أبداً. ما يؤكد ذلك أنه لا توجد أى كنيسة فى العالم أو أى ملة مسيحية تعتقد أن المسيح وُلد يوم 1 يناير. البعض يحدد يوم 25 ديسمبر، آخرون يوم 7 يناير، و آخرون يوم 6 يناير. ألا يدعونا هذا بالفخر لأن التقويم الأدق فى تاريخ البشرية هو اكتشاف مصرى. قد يقول قائل أن "سوسيجان" من أصل إغريقى. هذا صحيح. لكنى أُذكر هؤلاء بالمقولة الشهيرة (تبدأ الفلسفة ب "طاليس"). و كل دارسى الفلسفة يعلمون أن "طاليس" درس فى مصر. ليس هو فقط، بل "فيثاغورس"، "أنكسماندريس"، و "سولون" و معظم عباقرة الفكر الإغريقى درسوا فى مصر. ……. [email protected]