من باب تحفيز المبدعين وحثهم على الانخراط في المجالات البحثية، ورفد المكتبة الوطنية والعربية بمواد معرفية، أعلنت وزارة الثقافة الأردنية في نهاية العام الماضي عن إطلاقها «جوائز الثقافة للإبداع»، وأعلنت عن نتائجها أمس في مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنيةعمان. الجائزة التي ضمت 13 حقلا متنوعا، حجب منها سبعة حقول لعدم ارتقاء الأعمال المقدمة إلى المعايير المطلوبة، الذي اعتبره مدير الدراسات والنشر في الوزارة هزاع البراري في حديثه خلال المؤتمر، أمرا يسجل لصالح الجائزة ولجان التحكيم، التي لم تقبل بأنصاف الحلول واختارت الأفضل من بين الأعمال. وتضم حقول الجوائز الفكرية والثقافية وقيمة كل منها 4 آلاف دينار، حقل السيرة الغيرية والذاتية، وحصل على جائزتها نعمان سعيد أبو عيشة عن «جرّاح قلب»، حقل الشعر فاز به راشد عيسى عن ديوان «دمعة النمر وقصائد رجوى»، حقل الثقافة القانونية والسياسية حصل عليها مناصفة هيثم المصاروة عن «الثقافة الحقوقية في المملكة الأردنية الهاشمية» وأيمن العمري عن «دور المنظمات الدولية في ثورات الربيع العربي»، حقل أدب الطفل وحصلت عليه نهلة الجمزاوي عن رواية «الكوكب الصامت». فيما حجبت الحقول التالية: الثقافة الاجتماعية والنفسية، الثقافة الدينية والفلسفية، حقل الترجمة، الثقافة العلمية والتكنولوجية/الطاقة، الثقافة البيئية والصحية، والثقافة الفنية والجمالية. أما الحقول الفنية فمنحت جائزة أفضل عمل مسرحي أو درامي بقيمة 7 آلاف دينار، مناصفة بين محمد الضمور عن مسرحيته «في الانتظار»، ومجد القصص عن مسرحية «بوابة 5»، بينما حصل عدنان العطاعطة على جائزة حقل الفن التشكيلي والبالغة 4 آلاف دينار عن عمله «خطاب الفجر»، فيما حجبت جائزة حقل الموسيقى. وتحدثت وزيرة الثقافة لانا مامكغ عن حقل الثقافة العلمية والتكنولوجية/الطاقة الذي حجبت جائزته بسبب استلام اللجنة ورقة عمل واحدة ولعدم توافر المنافسة تم إلغاؤها، لكن بعد الاطلاع عليها وبيان مدى أهميتها، قررت الوزارة طباعتها إلى جانب باقي الأعمال الفائزة، والورقة المقدمة حملت عنوان «تحسين تحلية المياه بالطاقة الشمسية باستعمال علم النانو» لعميد كلية الهندسة في جامعة الزيتونة محمد حمدان. وأشارت الوزيرة في حديثها إلى نية الوزارة تغيير حقول الجائزة لتشمل حقولا أخرى في القصة والرواية والأعمال الفنية وخصوصا بعد حجب العديد منها لهذا العام. وستطبع الأعمال جميعها موحدة الغلاف ومختومة بختم خاص بجائزة وزارة الثقافة للإبداع. ومن ضمن شروط التقدم للجوائز أن تكون مخطوطة المادة المكتوبة في الحقول الفكرية غير منشورة سابقا، إضافة إلى أصليتها في مجالها (لم يسبق أن فازت بجوائز)، وسلامة اللغة والطباعة والترقيم، وانسجام الفكرة والمنهجية، ومؤدية للرسالة الثقافية، وأن يكون المتقدم أردنيا. وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة انتهجتها الوزارة مؤخرا بهدف رفع سوية النتاج الثقافي، الذي تدعمه وتطبع أعماله، بالإضافة إلى تحقيق العدالة والشفافية بين المبدعين والتعريف بهم من خلال نتاجاتهم وتسويقهم محليا وعربيا ودوليا، وحثهم على الانخراط في المجالات البحثية التي تغني المعارف وتشكل قيمة مضافة إلى الجمهور، لذا ركزت معايير التقييم على الجدية والتميز والإضافة، والدليل على ذلك حجب عدد من الجوائز لعدم اكتمال العناصر الفنية والمنهجية وغياب التنافسية المطلوبة. الفئة المستهدفة للتقدم لبرنامج جوائز الوزارة هم الكتاب، والمثقفون، والأكاديميون، والفنانون المتخصصون في الجوائز المعرفية والفنية جميعها، وتكونت اللجنة التنفيذية من إبراهيم السعافين، أنور البطيخي، خالد الجبر وحسين محادين. يذكر أن حجم إنفاق الأردن على البحث العلمي قليل جدا، إذا ما قورن بالدول العربية والعالمية، حيث يبلغ حجم مخصصات البحث العلمي من الناتج القومي لعام 2010 «0.43%». كما أن ميزانية وزارة الثقافة هي الأقل من بين ميزانية باقي الوزارات.