بعد اصداره رواية "شديد البرودة ليلا" يعود الكاتب الشاب وجدي الكومي برواية أكثر تشويقا، صدرت عن دار العين للنشر تحت عنوان " الموت يشربها سادة ".وينتمي الكومي إلى الجيل الجديد من الكتاب الشباب فهو من مواليد 1980، اختار الكتابة لأنه لا يريد أن يحسن العالم،ولا أن يبدله، بل لأنه ببساطة يريد التعبير عن نفسه في مساحة حرة تماما، بعد أن فرض الواقع مساحة ضيقة. تدور أحداث رواية "الموت يشربها سادة"حول رجل إسعاف يقوم بقتل المصابين بحالات خطيرة داخل عربة الإسعاف، بدلا من إسعافهم. حيث يقول الكومى على لسان البطل فى أول صفحات الرواية : أنا رجل الإسعاف الذي يخفق دائمًا في التصدي للموت فقرر أن يساعده. أنا الآن أحد معاونيه. ولا أتقاضى أجرًا كي أمنح الراحة الأبدية لراغبيها من المتألمين. أمنح هذه الراحة للجميع ولا أنتظر أن يطلبها أحد. صدقوني أنا أشفق عليكم من الخراطيم التي يمدونها في حجرات الإنعاش ويثبتونها في فم المرضى. هذه الخراطيم مؤلمة.. مؤلمة حقًا. فهم يجذبون الشفاه بملقاط ويدسون هذه الخراطيم الثقيلة في الفم. هذه هي حجرة العناية المركزة بكل قسوتها وجبروتها. أنتم هنا في الممر الذي يؤدي إلى الراحة والنعيم. هكذا تظنون. ويحدث هذا التحول فى شخصية البطل بعد أن يواجه أزمة مرضية تجتاح عائلته التى تتعرض إلى سرطان يفتك بهم ويحولهم إلى أنصاف أحياء، وهو ما يعجل برغبة البطل فى منح رحمة عبثية إلى المصابين الذين يتوجه لإنقاذهم، فيقتلهم داخل العربة. المؤلف يستعين داخل الرواية وبين الفصول بالعديد من الإعلانات كأيقونات بصرية تعبر عما يحيط بالأحداث، فهناك إعلانات عن " بورتو مارينا" و" موبينيل" وكذلك أحد إعلانات التسول التى يقوم المتسولون بتوزيعها على ركاب الميكروباصات والأتوبيسات. صمم الفنان أحمد اللباد الغلاف على شكل صورة أشعة طبية، وهو ما يعبر عن الأجواء التى تدور خلالها الرواية.