مجلس الدولة يوقع مذكرة تفاهم مع المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص| صور    براتب 87 ألف جنيه.. تعرف على آخر موعد لوظائف للمقاولات بالسعودية    محافظ كفر الشيخ يفتتح سوق «اليوم الواحد» بتخفيضات تصل ل30% في بيلا    أحمد صبور: تصدير العقار أولوية وطنية والتمويل المرن هو مفتاح الثقة    يعمل قريبًا على الدائري.. شاهد محطات الأتوبيس الترددي BRT «من الداخل»    المبعوثان الأمريكيان للشرق الأوسط يؤكدان التزام ترامب بالإفراج عن جميع الرهائن    السفير حسام زكي: مستوى التمثيل في القمة العربية ببغداد سيكون مُرضي للجميع    القاهرة الإخبارية: غزة تواجه كارثة إنسانية بانهيار المنظومة الصحية    تعرف على تشكيل الأهلي لمباراة سيراميكا    هبوب رياح محملة بالأتربة والرمال على مناطق شمال سيناء    حبس مهندس سنتين لتزويره مستندا لترخيص بناء غير قانوني بالمنيا    صناع الثقافة ينعون عصمت داوستاشي: أثرى الحركة الفنية التشكيلية بإبداعاته المتميزة    مهرجان كان يضع حدا للعري والملابس المثيرة.. ما القصة؟    رئيس الوزراء: مشروع حدائق تلال الفسطاط يحظى باهتمام بالغ    «5 أيام متصلة».. تفاصيل جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني 2025 بمحافظة دمياط    محافظ القاهرة: نسعى لتحسين جودة حياة المواطنين بالعاصمة والقضاء على المظاهر العشوائية    التصريح بدفن جثة سائق توك توك لقى مصرعه على يد عاطل فى شبرا الخيمة    وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم ويطمئن محبيه على حالته الصحية    4 أئمة بأوقاف المنيا يشاركون في التصفيات النهائية لمسابقة الصوت الندي بالقاهرة    "عبدالغفار" يترأس أول اجتماع للجنة العليا لوضع استراتيجية وطنية شاملة لسلامة المرضى    الأعلى للآثار: عازمون على استعادة أى قطع خرجت بطريقة غير مشروعة    الداخلية تكشف ملابسات فيديو تعذيب طفلة بالشرقية (تفاصيل صادمة)    بطولة أهالي أسوان.. أحبطوا سطوا مسلحا على شركة سجائر وأعادوا 2 مليون جنيه    جامعة قناة السويس تُعلن الفائزين بجائزة "أحمد عسكر" لأفضل بحث تطبيقي للدراسات العلمية    «الداخلية» تستقبل الشباب المشاركين في برنامج القيادات الشبابية الإعلامية    تحديد موعد مشاركة الجفالي في تدريبات الزمالك    "ليسو الوحيدون".. ريجيكامب يكشف حقيقة مفاوضات الزمالك معه    د.أحمد ماهر أبورحيل يكتب: تكافل وكرامة انتقل بالحكومة من الأقوال إلى الأفعال    بإطلالة صيفية.. سلمى أبو ضيف تتألق في أحدث ظهور لها (صور)    صبحي خليل: إصابة بنتي بالسرطان كانت أصعب لحظة في حياتي    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    أمينة الفتوى توضح سنة الاشتراط عند الإحرام    غرق شاب بعد إلقاء نفسه في ترعة بالإسماعيلية.. صور    غلق 138 محلًا لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    "الصحة": إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بتدخلات قلبية دقيقة في مستشفى العجوزة    وزير الصحة يؤكد على التنسيق الشامل لوضع ضوابط إعداد الكوادر الطبية    رئيس «اقتصادية قناة السويس»: توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا هدف رئيسي باستراتيجية الهيئة    موعد والقناة الناقلة ل مباراة الأهلي والزمالك اليوم في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    طلب إحاطة في البرلمان حول إغلاق قصور الثقافة: تهديد للوعي والإبداع في مصر    الخارجية الإسرائيلية: لا نزال نعمل على الوصول لاتفاق آخر مع حماس    مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب    وزير الصحة يبحث مع وفد البنك الدولي تعزيز التعاون في ملف التنمية البشرية    التموين: إطلاق شوادر عيد الأضحى 20 مايو الجارى لتوفير احتياجات المواطنين    الاتحاد الأوروبي: لن نستأنف واردات الطاقة من روسيا حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا    صحة المنوفية تتابع سير العمل بمستشفى بركة السبع المركزي    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    التاريخ يبشر الأهلي قبل مواجهة الزمالك وبيراميدز في الدوري    مدير عمل بني سويف يسلم عقود توظيف لشباب في مجال الزراعة بالأردن    وزير الخارجية الباكستاني: "المفاوضات مع الهند طويلة الأمد وضرباتنا كانت دفاعًا عن النفس"    موعد مباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي كأس السوبر الافريقي لكرة اليد    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الأسبوع القادم: أمطار ورياح    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    اليوم| محاكمة 73 متهمًا في قضية خلية اللجان النوعية بالتجمع    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    جدول أعمال زيارة ترامب الخليجية فى ظل ديناميكيات إقليمية معقدة    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمكة من ذهب للوكليزيو: عن الهوية المسروقة
نشر في نقطة ضوء يوم 26 - 12 - 2009

رواية" سمكة من ذهب" للروائي الفرنسي لوكليزيو (نوبل 2008) روائي الرحيل والتيه بامتياز، المبحر دومًا في اتجاه الجغرافيات والحضارات الأخرى، والتي ترجمها إلى العربية عماد موعد، ترصد سيرة فتاة صحراوية مغربية مجهولة النسب، عاشت في الملاح في كنف للا أسماء(كتبها المترجم لالا أسمى)، الإسبانية اليهودية، التي لم تغادر المغرب عند اندلاع الحرب، وكانت تبكي عند سماع غناء فيروز عن القدس، السيدة التي كانت تحس ليلى بأنها جدتها لا مخدومتها، بعد أن خطفت في طفولتها، فكانت الأمومة المفقودة، وبعد موتها هربت لتعيش في كنف مدام جميلة التي تشرف على مبغى، مع فتياتها الست اللواتي تراهن مثل أميرات، وكانت عائشة، تغادير، وحورية الأقرب إليها، هذه الأخيرة هاجرت معها إلى فرنسا، بعد أن ضاقت بقساوة العيش في حي الصفيح بتابريكت، والتي كتبها المترجم خطأ (تبريكة)، وكذلك أبورقراق (بورجرج).
في الأحياء الهامشية بفرنسا نرى ليلى ترقص، تغني، تقرأ وتعزف، تعمل خادمة وتعاني شتى أنواع الاستغلال والمضايقات، كأي مهاجر غير شرعي، وبقيت حورية حبيسة النزل الوضيع، بسبب حملها، وليلى بدأت تتأقلم مع حياتها الجديدة، وعرفت أحياء باريس الراقية والشعبية، والأماكن المحفوفة بالخطر، حيث عصابات الشباب الذين يضربون العرب والسود بعصيهم. ساعدتها ماري هيلين بتوفير عمل لها عند الدكتورة فروميجيو، والتي استطاعت تسوية وضعها القانوني، لكنها اغتصبتها بعد أن خدرتها، فانتقمت منها، مثلما انتقمت من زهرة.. لم تقفل عليها الباب، وترمي المفتاح في القمامة وتطرد الكلب- والذي كان أفضل منها اجتماعيا هنا وهناك- مثلما فعلت مع زهرة، بل ذهبت إلى مكتبها، وأخذت ترمي كل ما فيه من أوراق وصور وكتب، لتستقر مع نونو، الشاب المهاجر الكاميروني في القبو، الذي وعدها بالزواج حين يصير ملاكما مشهورا، ثم تعرفت على حكيم، الذي حذرها من نونو، ووصفه ببيدق البيض، واصطحبها إلى متحف الفنون الإفريقية، ليذكرها بجذورها، ثم عرفها على جده مافوبا، العجوز المحارب الكفيف، الذي يروي لها ذكرياته - بشجن- عن نهر السنغال وقريته وحفيدته مريم.
وتعرفت ليلى على مختلف الأوساط الثقافية في باريس وشيكاغو التي رحلت إليها في مغامرة جديدة، بعد أن أهداها جد حكيم جواز سفر مريم، وبكت للهدية، بكت لأنه منحها اسما وهوية، في بلد يحدد فيه الآخرون مصير المستضعفين، كالغجرية التي باعت ابنتها ماجدة لتصير جوانا، ولقطع صلة الصغيرة بكل ما يربطها بماضيها، ساعد أبواها بالتبني بياتريس وريمون ليلى على الهجرة إلى أمريكا، والمأزق الإنساني والوجودي للصغيرة ماجدة لا يختلف عن ليلى أو سيمون الهايتية التي تنجذب إليها ليلى، وإلى حديثها عن جزيرة في الطرف الآخر من العالم، وأجداد خطفوا وبيعوا، وكانت الشموع وطقوسها الغريبة والعزف والمخدرات وسيلتها الوحيدة للهروب من سجنها المزدوج، سجن مارسيل وسجن الغربة. ومن خلال قراءاتي المتنوعة، لاحظت أن الكثير من الكتاب يراهنون في نصوصهم على العنصر النسائي لإضفاء لمسة إنسانية شفيفة على إبداعاتهم، لا أقصد الرومانسية والعلاقات الوجدانية، وإنما تلك المعاناة التي تلامس شغاف القلب.
تجتاز ليلى الامتحان لكنها ترسب، ويخسر نونو المباراة ويرحل. وفي أمريكا تعرفت على جان المحاضر الجامعي وتسكعت معه، وعلى ندى الممرضة التي أهدتها نسخة من كتاب فرانز فانون معذبو الأرض ، وعقداً مع مؤسسة كنال للموسيقى، ودعوة للمشاركة في مهرجان موسيقى الجاز بشيكاغو، فأنقذت الصداقة والموسيقى ليلى من الضياع، وعادت إلى موطنها الأصلي، وهي حامل، لتسأل عن طفلة اختطفت قبل خمسة عشر عاما، وتستعيد حريتها، و تخرج من مرحلة العائلة لتبدأ مرحلة الحب مع جان.
لوكليزيو في روايته هذه يكشف عن الوجه القبيح للحضارة الغربية، من خلال سرقة هوية المستعمرات، واستغلال رجالها للعمل في الحقول وخوض معاركهم، وتهميش المهاجرين الباحثين عن حياة كريمة، بيد أنهم يصدمون هناك - بالعنصرية البغيضة، والحقد الأعمى، وكما في سائر كتاباته، ينحاز إلى الإنسان، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه، ذلك الإنسان التواق إلى حياة حرة كريمة... لكن يبدو أن لوكليزيو يكرّس - عن قصد أو عن غير قصد- تلك النظرة اللاّ أخلاقية، إذ من بين عشرات الشخصيات، ومن مختلف الجنسيات، لا توجد من تحترف الدعارة سوى المغربيات...!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.